شكاوى مواطنين والحكومة تؤكد أن الوضع تحت السيطرة

[JUSTIFY] بالرغم من الجهود التي بذلت من الجهات الرسمية والشعبية والاقليمية لدحر ومكافحة الملاريا، إلا أن هناك تخوفاً إقليمياً ومحلياً من عودة المرض، حيث أن الأمطار والسيول والفيضانات التي ضربت البلاد اخيرا خلفت وراءها كثيراً من المياه الراكدة والبرك التي اصبحت مرتعاً للبعوض وتساعد في انتشار مرض الملاريا الذي مازال يشكل مشكلة في السودان.
ومن ام درمان قال شيخ الحارة «95» الثورة يوسف علي يوسف ابوضلع: لقد سجلت حالات الاصابة بالملاريا بمركز صحي الحارة ووصفها بدون الوسط، وقدر نسبة الاصاية بـ 15% وسط السكان البالغ عددهم الفي اسرة. ولفت الى رجوع المياه الى وضعها الاول بفعل الامطار الاخيرة، الأمر الذي يثير المخاوف من حدوث حالات جديدة من المرض نسبة للتردى البيئي، وأشار الى ان حالات الرش التي تمت بالطائرات اخطأت هدفها في مكافحة البعوض لانها كانت نهاراً والبعوض الناقل للملاريا يختفي نهارا ويظهر ليلاً، وأردف قائلاً إن السكان بالحارة قد قاموا بحملة اصحاح بيئى ولكنها دون المستوى المنشود لمكافحة الملاريا، وان الشباب نفروا يوم الجمعة الماضي مستخدمين زيت السيارات الراجع لرش البرك والمستنقعات، الا ان هذا الجهد لم يف بالغرض المطلوب وطالب أبو ضلع الجهات المعنية بالمزيد من العمل حتى يتم القضاء على مسببات المرض نهائياً، بيد ان رئيس اللجنة الشعبية بالحاج يوسف المايقوما الاستاذ سيف الدين محمود يقول ان المايقوما لم تسجل حالة اصابة حتى الآن والوضع البيئي جيد ما عدا بعض الجيوب المائية هنا وهناك، وذكر أنه تم شطف المياه الاسبوع المنصرم الا ان الامطار الاخيرة ادت الى تكوين مياه جديدة، فيما قال المواطن محمد الفاتح الذي يسكن الحارة «95» الثورة ان الملاريا منتشرة بالحارة، وعزا ذلك الى توفر الاسباب التي تساعد في انتشار الملاريا مثل الاشجار والمياه الراكدة التي يتكاثر فيها البعوض، ونفي وجود مكافحة، وذكر ان بعض السكان قاموا بشراء ناموسيات من مالهم الخاص.

ومن جانبه أكد دكتور ادريس النور الذي يعمل بمركز السلام الطبي الخير التابع لمنظمة انا السودان بكرري العجيجة، تسجل حالة واحدة ملاريا بين كل اربع حالات في اليوم، وكانت تسجل من بنسبة حالة الي حالتين في الاسبوع في الفترة الماضية، وهذه الحالات قد تزيد في مراكز اخرى يعمل بها دكتور ادريس، وأشار الى ان 90% من حالات الاصابة بالملاريا موجبة معملياً، وعند اعادة التأكيد من قبل ادارة مكافحة الملاريا تكون سالبة، في حين انها كانت بالمعمل موجبة. واردف قائلا ان بعض الدكاترة يصفون التهاب اللوز ونزلات البرد علي انها حالات ملاريا.

ويشير الاستاذ ابراهيم الياس سكرتير اللجنة الشعبية بالواحة شرق الثورة إلى تسجيل كمية من حالات الاصابة بالملاريا بالمركز الصحي، وعزا ذلك الى كمية المياه الراكدة التي خلفتها الامطار، وشكا من عدم وجود مصرف لهذه المياه الأمر الذي يثير المخاوف من انتشار المرض. وأشار الى ان الحالات التي سجلت لم ترق الى درجة وباء ولكن الجهات المعنية لم تكمل عملها في مكافحة المرض، وقال إن الجهد الشعبي المبذول محدود ولم يكمل عمل المكافحة، وطالب السلطات المحلية بالقيام بما تبقى من عمل.
ومن الفتح «2» قطاع السلام جنوب مربع «44» قال رئيس اللجنة الشعبية هاشم يوسف محمد إن المركز الصحي بالحي لم يسجل حالات اصابة بالملاريا، وأشاد بالوضع الصحي، وأشار الى ان السلطات قامت بتوزيع ناموسيات توزيعاً نوعياً ركزت فيه على الاطفال والحمل من السكان، وقامت ايضا بعمليات رش. وشكا من قلة عدد الناموسيات بالنسبة لعدد السكان المحتاجين اليها، ناعتا اياها بالشحيحة،.
ومن مرابيع الشريف تحدث لـ «الصحافة» عبر الهاتف مسؤول الاحصاء بمركز صحي الحي عبد الله علي، ووصف المبيد الذي تمت به عمليات الرش بقليل الفاعلية، وأضاف ان حالات الاصابة بمرض الملاريا التي سجلت بالمركز قليلة ولا تتعدى خمس حالات في اليوم، وشكا من انتشار البعوض بصور كبيرة.

ومن ناحية اخرى قال المدير العام والمنسق القومى لبرنامج مكافحة الملاريا دكتور فهد عوض علي إن الإصابة بمرض الملاريا هذا الاسبوع قد انخفضت بنسبة 29% مقارنة بالأسبوع الـ «32» من العام المنصرم بحسب النشرة التي أصدرتها ولاية الخرطوم، وأضاف أنهم في الادارة قاموا بالاستعداد المبكر جداً منذ شهر يونيو وفقاً لتنبؤات ادارة الارصاد الجوي، ووضعوا خطة بالتنسيق مع الادارات في الولايات وتقدير حاجة الولايات في ما يخص معينات الخريف. اما بشأن المبيدات والادوية فقد التنسيق مع الامدادات الطبية لتوفير ادوية كافية لكل الولايات لمدة ستة شهور. وأشار الى ان الدواء متوفر من صندوق الدعم العالمي، وتم تنفيذ حملة لمكافحة الناقل قاموا فيها بتوزيع المبيدات لمكافحة الاطوار اليرقية بكل الولايات، وشهدها النائب الاول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه، وتم توزيع مبيدات لمكافحة الطور الطائر، ثم قاموا بتوزيع «1000» طلمبة محمولة على الكتف و «100» طلمبة محمولة على السيارات، ووصف الوضع الصحي بالمستقر بالعاصمة والولايات، ولفت إلى انه عادة ما يظهر المرض بعد جفاف المياه الراكدة وتقطعها، واردف ان هناك زيادة في عدد الطور الطائر من البعوض، ولكن الوضع تحت السيطرة، ولذا سوف يركزون كل الجهود وعلي كافة المستويات في المرحلة القادمة في تفعيل عمل عمال مكافحة الناموس، وقال انه لا يخفي التخوف من مياه الخريف التي تثير مخاوف الناس من زيادة المرض، ودعا كل مكونات المجتمع الى الاصطفاف جنباً الى جنب مع السلطات من أجل مكافحة الملاريا ومسبباتها، وحث كل من يشعر بأعراض الملاريا على أن يسارع للفحص حتى لا يكون مصدراً للمرض. وناشد المواطنين أن يستخدموا الناموسيات، وكشف أن نسبة التغطية بالناموسيات في الولايات المستهدفة قد بلغت «75%». [/JUSTIFY]

يونس عثمان
صحيفة الصحافة

Exit mobile version