تلال من خالص التبر
ورمال من فضة
وأحجار من كروم
وعناقيد من بلاتين
وحديد
وحجر جيري ومانجنيق
وزنك ونحاس وجرافيت واسبستوس وتالك
ويورانيوم
وما خفى أعظم
٭ على امتداد السودان، المعادن تعدو بين الماء والغيمة، والواقع والمستقبل، والحلم واليقظة..
٭ وعلى امتداد الفلوات والسروات والوديان والصحاري.. ذخائر وكنوز ونفائس من معادن.. (أينما تولي وجهك.. عينك ما تشوف إلا النور).
والمعادن في السودان، سفتها الريح، وسفهتها ما يسمى بالحكومات الوطنية المتعاقبة، ولم تسلم من أيادي المعتدين ذوي العيون الخضر، ومن شايعهم بسوء إلى يوم الدين، مما اضطرها أن تخفي شبكتها التنظيمية والحركية (كما تفعل أحزاب بعينها أوقات الشدة)، فانطمرت في باطن الأرض..
٭ ظلت المعادن، وهي في باطن الأرض، تحلم بفجر جديد، وثورة وأجنحة وإرادة سياسية، ورجل دولة، بعصا وخيال..
وها هو الحلم يتحقق، وتصبح للمعادن في السودان وزارة، وفي الخطاب السياسي موقع، وفي القيادة ربان مشهود له بالمهارة.
والآن، وقفت المعادن على شرفة الوطن
رافعة يدها بالتحية،
والأهالي يبادلونها التحية بأحسن منها
المعادن والأهالي معاً قرروا اختصار الأبدية، وطي الملفات المنسية، والانفتاح نحو عالم جديد، وغدٍ أكثر إشراقاً.
٭ ليس الأهالي (وحدهم).. ها هي الدولة، تدخل الحلبة، وبقوة..
٭ تدخل الحلبة بـ (أعلى المستويات)..
رئيس الجمهورية فخامة الرئيس عمر البشير أعلن: (العام.. عام المعادن)..
٭ وخصصت الدولة، وزارة مركزية للمعادن.
الدولة – الآن – تسقي المعادن، وتتفانى في رعايتها.
٭ من ثمار رعاية الدولة، أنها وفرت للعاملين في التعدين الأهلي، ماكينة، من انتاج القطاع الخاص، ترفع اجهاد البيئة الناتج عن استعمال الزئبق، وتمنح المعدن خلاصات تصل إلى نسبة 09%، وتوفر الوقت والجهد المبذول، حيث تنجز في الساعة ما ينجزه خمسة عمال في اليوم.
٭ ومن ثمار رعايتها قامت (مصفاة الذهب)، والتي تعد ثاني أكبر مصفاة في افريقيا، تقوم بتصفية ما يقارب الـ 1000 كيلوجرام يومياً.
ومصفاة الذهب شراكة بين بنك السودان ووزارة المالية ووزارة المعادن، وتم تركيبها وتشغيلها في سبتمبر 2012م.
٭ الذهب، يتلألأ في أعناق النساء، وفي جيوب الرجال، وفي ألعاب الأطفال.
٭ دخل الذهب الحياة العامة بقوة، وصار (التعدين الأهلي) باباً من أبواب الرزق الحلال.. والثراء المشروع.
قال وزير المعادن كمال عبد اللطيف: إن الذهب من (الجبل للجيب للخشم)… وبالفعل تغيرت أحوال أُسر وأفراد، وظهر أثر التعدين في الحياة اليومية.
عزا والٍ سبب نفاد الحصة المقررة للحجيج في ولايته في يوم واحد (بسبب المعدنين الأهليين)..
وعزت سيدات، كثرة الطلب على خطبة البنات (بسبب المعدنين الأهليين)
وارتفعت نسبة الزيجات في السودان أخيراً (بسبب المعدنين الاهليين).
وصدح مغنيون وفنانون في الحفلات (بسبب المعدنين الأهليين).
وزادت محال بيع الملابس الجاهزة من ساعات العمل (بسبب المعدنين الأهليين).
وراجت تجارة الاكسسوارات والأحذية (بسبب المعدنين الاهليين) .
٭ وانتعش سوق الفندقة والسياحة (بسبب المعدنين الاهليين).
٭ هل تصدق أن مهنة (التعدين الأهلي)، تفتح باباً لـ 42 مهنة مصاحبة.
٭ (يأسف الصحافيون لأن الصحافة، حتى الآن، ليست واحدة من هذه المهن الـ 42.. ويحلمون أن تصبح الصحافة المهنة رقم 52 المصاحبة).
٭ هل تصدق أن أرقى ماركات الأحذية الايطالية، لها فروع في أماكن التعدين الأهلي؟
وأن أسواق مناطق التعدين الأهلي، (تبز)، في الجمال والحضور، السوق الافرنجي (التاريخي) وسوق نمرة 2 والعمارات ومولات الخرطوم الحديثة.
٭ هل تصدق أن حركة المال في تلك الأسواق، لا تقل عن أسواق المحاصيل والمواشي، في عديد من المناطق، وتتفوق عليها.
٭ فحسب إفادة معتمد بربر ان المتداول في سوق الذهب بمحلية بربر تجاوز الـ40 مليار جنيه.
٭ مواقع التعدين الأهلي، وعلى امتداد سهول السودان، تقدم للمواطنين والوطن، خدماتها عن طيب خاطر ومحبة، ورغبة جامحة، في تعظيم الايرادات، وتحسين الدخول، وحياة العاملين.
٭ نحو 96 موقعاً، وأكثر، تنتشر في 57 محلية و11 ولاية من ولايات السودان، وفرت قرابة المليون فرصة عمل.
٭ والشركات العاملة في مجال التعدين، تتحمل مسؤوليتها الاجتماعية، أنشأت الخلاوى والمدارس والمراكز الصحية، وتوفر لأبناء المنطقة فرص عمل.
٭ 40 طناً من الذهب، مساهمة المعادن في الاقتصاد الوطني، بما يعادل أكثر من 2 مليار جنيه في العام الماضي.
٭ والبشارات تترى.
ستحقق شركة رضا قفزة كبرى وشركات أخرى عديدة عقدت العزم على تعظيم الانتاج..
و(الأهالي).. تطورت آلياتهم، بما يسمح باصطياد اللآلئ بوفرة، ودونما مشقة..
والمستثمرون قادمون..
والسماء ستمطر ذهباً (بإذن الله)..
٭ مع هذه النقلة النوعية الكبرى في دور المعادن في حياة المواطن والوطن، بدأ الحديث يدور بقوة، عن دور قطاع التعدين، ومساهمته في الناتج المحلي الإجمالي، لا سيما بعد خروج البترول من دائرة الفعل الكبير..
كيف تدعم المعادن الاقتصاد السوداني بقوة وفعالية؟
وما هي مساهمة قطاع التعدين في الناتج المحلي الإجمالي؟
وما دوره في محاربة الفقر والبطالة؟
للإجابة على هذه الأسئلة وغيرها، تشهد اليوم القاعة الماسية بوزارة المعادن، تظاهرة علمية واقتصادية كبرى حيث تقام ورشة إبراز قياس التعدين في الاقتصاد الوطني.
وستناقش الورشة أوراق عمل، حيث يقدم د. ياسر محمد العبيد ورقة مفتاحية بعنوان (مساهمة قطاع التعدين في الاقتصاد الوطني)، وأ. محمد سر الختم محمد عثمان، ورقة بعنوان (مساهمة قطاع التعدين في الناتج الاجمالي المحلي)، وأ. أحمد شريف ورقة بعنوان (مساهمة قطاع التعدين في الحد من الفقر)، ود. زهور عبد الحي ورقة بعنوان (مساهمة قطاع التعدين في الحد من البطالة)، ود. سيف الدين مكي الطاهر، ورقة بعنوان (مساهمة قطاع التعدين في تنمية المجتمعات المحلية).
٭ تظاهرة اقتصادية علمية في قاعة ماسية
المعادن من الإبرة إلى الصاروخ.. ومن الجبل للجيب للخشم.
٭ وبُكرة أحلى!
الخرطوم ـ حسن البطري: الصحافة