تتبع المنطقة جيولوجياً للسلسلة المعروفة جغرافياً بأم روابة ذات الأهمية المتمثلة في توفير المياه الجوفية إضافة للجريان السطحي الموسمي متمثلاً في الرقبة الزرقاء وأم بيور وبحر العرب الذي يمثل أطولها وأكثرها جرياناً مما يجعله مصدراً رئيسياً للمياه السطحية التي تعول الإنسان والحيوان في المنطقة خلال فصل الجفاف.
ازدادت أهمية المنطقة بوجود حقول البرتوكول مما أدي الي التنافس الأمريكي علي المنطقة والمنظمات الكنسية الغربية التي تسعي لتصعيد الصراع بين المسيرية والدينكا علي أساس عرقي بغض النظر عن ما هو المالك الحقيقي للمنطقة.
إذ يعتبر البترول احد أهم أسس الصراع الحديث بين حكومة السودان وحكومة الجنوب من جهة ومصدر آخر للتنافس الدولي خاصة الولايات المتحدة الأمريكية التي تري أيلولة السبق في اكتشاف البترول في السودان حينما بدأت شركة شيفرون الأمريكية التنقيب عن اكتشاف النفط في هذه المنطقة في منتصف السبعينات من القرن الماضي.
وأقول الصراع الحديث لأنه لم يكن في الماضي يتجرا احد من النخب الجنوبيين في صراعهم الطويل مع الشمال ان ينطق أو يتفوه باسم أبيي علي أنها تخصهم أو تتبع لهم لأنها حقيقة تتبع لولاية جنوب كردفان وهي ولاية شمالية ولا علاقة لها من قريب أو بعيد بالجنوب لان اسم كردفان كافي في نسبة المنطقة ونفي صفة أي ادعاء أو حق للجنوب فيها وطيلة المدة السابقة قبل عرض القس دانفورث لبروتوكول أبيي في محادثات في نيفاشا بعد بحث بند تقسيم الثروة كانت أبيي غائبة عن مخيلة الجنوب.
ولكن فشل الأنظمة والنخب السودانية في المفاوضات وقصر نظرها هو الذي خلق الأزمة والمفروض ان لا يبحثوا إطلاقاً موضوع ابيي مهما كانت المغريات لأنها تخض الجنوب ولا تخص الصراع ولا المفاوضات ولا تقسيم الثروة، فلماذا أقحمت الدولة نفسها في صراع لأناقة لنا فيه ولا بعير دينكا نقوك نزحوا من أرضهم في الجنوب بعد حرب المورلي الي دار المسيرية كان المفروض بعد استضافتهم المسيرية ان تقول لهم بعد ان وضعت الحرب أوزارها ، ورونا عرض أكتافكم فالضيافة انتهت فعودوا الي دياركم ولكن الكرم الحاتمي ومارثهم العديمة الجدوي هي أغرت السفهاء في بلادهم وأوردتهم المهالك فأصبح اللاجئين يتعالون علي أهل البلد ويريدون ان يطردهم من أرضهم ليضموها الي الجنوب؟!
ونتيجة لغباء الاثنين المسيرية والحكومة أصبحت حكومة الجنوب هي التي تحدد من يحق له التصويت في الاستفتاء؟! وهاهو سلفا يرسل رئيس اللجنة الإشرافية علي منطقة أبيي من جانب دولة الجنوب ادوارد لينو لإجراء الاستفتاء في أكتوبر القادم وقال ان الاستفتاء محسوم في أبيي وان قبيلة المسيرية ليسوا مواطنين في منطقة أبيي فهم رعاة فقط ليس إلا يمرون للمرعي في المنطقة بشكل موسمي؟!
ونسي هذا الأفاك انه ليس من أهل أبيي وان دينكا نقوك جاءوا لمنطقة المسيرية فارين من موطنهم في الجنوب والمسيرية هي التي أعطتهم المواطنة والتعايش السلمي في ديارها لأنها لو كانت طردتهم كما طردهم الجنوبيون وشردهم بالحرب لكان لينو الآن لاجئاً في دول الجوار هائماً علي وجهه هو ورفاقه من أبناء أبيي.
صحيفة الوفاق
عوض محمد المهدي