2/ السودان من جهته يحتفظ بكرت (الحق في إغلاق النفط) .. وفي ظاهر الأمر هنالك آراء من بعض السياسيين والخبراء أن الخرطوم الأفضل لها أن تفتح الأنبوب للأبد ودون نظام تمديد المهلة .. والقيادة السياسية تفكر جيداً وتتلفت فلا تجد كرتاً قوياً (معلنا) في يدها سوى كرت النفط .. بقية الكروت لا يمكن الإفصاح عنها ولا يمكن اللجوء إليها إلا عند الإنهيار الكامل.
3/ السياسيون يقولون أن هنالك فرقاً كبيراً بين التمديد (مهلة بعد مهلة) وبين التمديد لأجل مفتوح .. والدولار سيظل (مشكلة) والموقف الإئتمانى سيظل (مشكلة) ما لم يعلن السودان إلغاء قرار وقف النفط لأن هذا يعني استمرار تدفق الدولارات إلى ما لا نهاية.
4/ الحكومة تقول إن الخسارة الاقتصادية المؤقتة أهون من الخسارة السياسية الكاملة وتمضي في منهجها غير أبهة بمقترحات المشفقين..!
5/ سلفاكير أجرى التغييرات ليس بسبب الخوف من باقان وآخرين إنما بسبب أن باقان وآخرين فشلوا في تغيير نظام الخرطوم…. بسبب أن مجموعة السودان الجديد ومجموعة دينكا نقوك ظلت تقول لسلفاكير كيف تصالح نظاماً أيلاً للسقوط كيف تتفق مع البشير وهو في أيامه الأخيرة… البشير أنتهي أصبر شوية .. جاء الربيع العربي واتضح أنه يأتي بالإسلاميين والبشير إسلامي .. جاءت الثورة المضادة بالسيسي والمؤسسة العسكرية والبشير عسكري… اتضح أن المراهنين على التغيرات الدولية وإسقاطاتها على السودان يقرءون الساحة السياسية (بالمقلوب)..!
6/ على المدى القريب ستتضح الصورة في الجنوب .. هل ما حدث من تغيير نهائي وحاسم أم انه هنالك (مغامرات) من طرف آخر للصعود إلى سد الحكم في الجنوب .. هل ستكون مغامرات ناجحة أم فاشلة .. هل ستكون هنالك مفاوضات بين سلفا والوزراء المقالين وبالذات (دينق ألور) ابن دينكا نقوك؟! ولكن مهما يحدث لن ينجح أي طرف سياسي في إقناع شعب الجنوب بضرورة الدخول في حرب مع الشمال أو بضرورة التضحية باقتصاد الجنوب بغرض الإطاحة بالبشير … لذلك كرت النفط يبقي في يد الخرطوم كرتاً مهماً … وربما تحتاج إلى تنشيطه بتنفيذه إذا تطاولت فترات التمديد وظن الجنوب بأن التمديد غطاء لإلغاء القرار وأن الخرطوم ألقت الكرت في (القمامة).
7/ طبيعة الأشياء ومنطق التاريخ يقول إن الصراع البشري (دورات) وأن دورة الحربي بين الشمال والجنوب انتهت وأن الذين يراهنون على الحرب سيخسرون عاجلاً أم أجلاً .. من الطبيعي حدوث مناوشات من وقت لآخر ومن المأمول حدوث إنفراج أكبر في العلاقة بين البلدين .. هذه نتيجة حتمية أو (قانون حديدي) لا يمكن محالفته…!
8/ المطلوب حالياً من الخرطوم إضعاف دور نفط الجنوب في الميزانية وسمعة السودان الائتمانية … والمطلوب من جوبا حسم موضوع القيادة في الجنوب وحسم موضوع الرئاسة في 2015..!
صحيفة السوداني
مكي المغربي