وتابع أنه حتى فى فترة حكم الرئيس السابق محمد مرسى، لم يرهن السودان علاقته أو يقصرها مع جماعة الإخوان فقط، وإنما حرص مسئولوه على أن يمتد التواصل مع كافة التيارات السياسية المصرية على اختلاف توجهاتها، معتبرا أن اختيار وزير الخارجية المصرى نبيل فهمى، السودان كأول محطة لزياراته الخارجية تؤكد على عمق العلاقات بين البلدين، مشيرا إلى أن موقف السودان القائم على أن ما جرى ويجرى على الساحة السياسية فى مصر هو شأن داخلى ينبع أيضا من حسابات سياسية، بعضها داخلى فى السودان نفسه يراعى نفسية شباب التيار الإسلامى، فضلا عن عضوية السودان كدولة مؤثرة فى الاتحاد الافريقى لا تريد الخروج عن نتائج لجنة تقصى الحقائق الأخيرة له بشأن الأوضاع فى مصر، خاصة فى ظل الدعم الكبير من الاتحاد الإفريقى للسودان فى قضية المحكمة الجنائية الدولية.
وقال المصدر إن السودان قد يكون مرحبا بصعود تيارات الإسلام السياسى للحكم فى المنطقة، ولكن لن يكون استمرار أو ذهاب “الإخوان” فى مصر أو غيرها من الحكم عاملا أساسيا ووحيدا يحكم علاقة الخرطوم ومصالح شعبها مع أى دولة، وكشف عن أن السودان بعث برسائل إيجابية لقادة جماعة الإخوان بعدم التصادم مع النظام وانتهاج السلمية.
وحذر المصدر إلى أن محاولات البعض للزج بالسودان فيما يجرى بمصر من أحداث تستهدف تخريب العلاقة بين البلدين، نافيا صحة ما تردد عن أن السودان طلب أى تدخل إقليمى أو دولى فى الأحداث المصرية لافتا إلى أن السودان أكثر دول العالم التى عانت من التدخل الدولى وانتهاج العنف فى العمل السياسى، من خلال الحركات المسلحة فى دارفور وكردفان ” ولذلك لا يمكن أن يدعم أو يشجع ذلك أو يطلبه لأى دولة وخاصة مصر التى تمثل عمق الأمن القومى بالنسبة للسودانيين”.
ولفت المصدر أيضا إلى محاولات فصائل من المعارضة السودانية استغلال الأحداث الجارية بمصر، تحت وهم إمكانية التدخل للتأثير على العلاقات بين البلدين وإظهار صانعى 30 يونيو على أنهم يحاربون الإسلام السياسى أو أنهم يعملون على انهيار المشروع الإسلامى فى المنطقة، واصفا ذلك بأنه يعبر عن ضيق فى الأفق السياسى للمعارضة السودانية ومحاولة للادعاء على 30 يونيو بما لم تقله أو تهدف إليه ” لأن حقيقة ما حدث هو تفاعلات داخلية مصرية بحتة ومحاولات تصديرها ضد السودان تنبع من فهم خاطئ واستجداء رخيص من بعض فصائل المعارضة ” على حد تعبيره.
وقال المصدر إن بلاده تأثرت بشكل مباشر بمحاولات الحصار الأمريكية على مدار سنوات ودعم المتمردين والمسلحين بشكل مباشر، ولا ترغب أو تتمنى أن تكون دولة مثل مصر فى مثل هذه الأوضاع، فيما أكد على أنه لا يوجد بالأساس أى ارتباط تنظيمى بين الإسلاميين فى مصر وبينهم فى السودان مشيرا إلى أنه على العكس من ذلك فإن جماعة الإخوان فى مصر تنظر إلى ” إخوان السودان “على أنهم مارقون.
وأكد أن بعض فصائل المعارضة السودانية ليسوا من حملة السلاح ولا يعبرون عن تيارات سياسية أو فكرية كما لا يعارضون من منطلق سياسى واغلبهم من طالبى اللجوء السياسى ويعتبرون مصر محطة للانتقال لدول أخرى ويحاولون فى فترة الانتظار ملء الفراغ بالعمل المعارض لدعم طلبات اللجوء وليس لديهم سوى تشويه النظام السودانى عبر أكاذيب لا تصدقها حتى الأجهزة الاستخباراتية فى الدول التى تدعمهم ما يقلل من مصداقية هذه الجماعات حتى أمام هذه الأجهزة.
من ناحية أخرى أشار المصدر إلى أن مباحثات وزير الخارجية المصرى نبيل فهمى مع المسئولين فى السودان مؤخرا أكدت على وعى الدولتين لأهمية وإستراتيجية العلاقة بينهما ، مشيرا إلى أن القضايا التى تم طرحها فى المباحثات تجاوزت كل ما حدث فى مصر إلى مناقشة آفاق التعاون ودعم السودان لمصر فى الاتحاد الإفريقى وتنسيق المواقف فيما يخص اللجنة الثلاثية بشأن سد النهضة الإثيوبى ، فضلا عن بحث مسالة ضبط الحدود – والتى تمثل هاجسا لدى مصر – بما يحفظ الأمن المصرى وتفعيل لجان الحدود ، كما تم بحث التعاون الاقتصادى وتنفيذ الاتفاقيات الموقعة والتمهيد لعمل اللجان الفنية.
القاهرة : كتب محيى الدين سعيد–اليوم السابع