تماسيح الاغاثة الخبوب والطين

[JUSTIFY]تواترت انباء تفيد بان بعض مواد الاغاثة قد عرضت للبيع فى بعض الاسواق والحكومة من جانبها نفت ذلك بعد ان قالت انها حققت فى الموضوع ( هو احنا حانعرف اكتر من الحكومة ؟؟) عموما سنذكر شيئا عن السيرة التمساحية مع الاغاثة عبر تجربة مباشرة ففى عام 1988 لم تكن الاغاثة على كثرتها تكفى وكان الناس فى حاجة ماسة لاى شئ يصل من الخارج حتى الخبز وحينها اتت خيام عالية التجهيز معها موتور او قل جنريتر لتوليد الطاقة الكهربائية للانارة وقد استكثر التماسيح حينها ذلك على الفقراء وحصلوا عليها او على الاقل قام بعضهم بالحصول على المولدات المصاحبة وترك الخيام للاهالى والى جانب ذلك سعوا للاستيلاء على المعلبات الفاخرة التى اتت من الدول الغنية واستكثروها على الذين اتت من اجلهم رغم حاجة الناس لاى شئ يقيم اودهم ويخفف عنهم المعاناة وكان ذلك بفعل التماسيح ممن كان بعضهم على سدة السلطة (وكان كل واحد منهم يختفى خلف كم ورل ).
كان واضحا ان ضعاف النفوس قد صمموا على ان يشيلوا شلية ( واصلها خربانة فلا رقيب ولا حسيب ) ولاننسى ان المواطنين انفسهم قد باعوا جزء من نصيبهم ليشتروا به احتياجات ضرورية اخرى او لعدم استساغتهم لبعض المواد مثل ذلك الزيت الذى اسميناه بزيت السمك بعضهم واشراه بعض الفقراء لرخص ثمنه كما ان بعض اصحاب المطاعم حصلوا عليه بغرض التحمير وفئة ثالثة خلطته ببعض الزيوت المرغوبة ليزيدو ارباحهم بغش الناس .
بعض الناس الذين حصلوا على خيام قاموا ببيعها للاستعانة بثمنها فى بناء مساكن ثابتة لان اهل الحضر لايستطيعون العيش كأهل البادية لذلك اخذت خيام كثيرة طريقها للبادية كما استعان بها بعض ( المسعورين ) فى خفارة مشاريعهم الاستثمارية اما فى دارفور التى تتلقى اغاثات منذ عشرة اعوام فاننا رأينا بام اعيننا عائلات كثيرة تستلم الاغاثة من هنا وبعد قليل تأخذ مكانها فى السوق كسلعة مرغوبة فاصبحت بمثابة دخل اضافى فالمواطنيين هناك الفوا طعاما ( نشهد بان اهل دارفور يعرفون الطعام ويحسنون اعداده ) لذا لم ولن يألفوا هذا الطعام الذى ياتيهم من وراء الحدود.
اما الان فان مايحدث اذا صحت الاخبار فهو شئ ليس بجديد ويحدث فى كل بلاد الدنيا ولكن عدد التماسيح كبير وكثير وبيع الاغاثة بواسطة المقتدرين يدل على حقارة نفس ليس بعدها شئ من الدناوة فالاستيلاء على حقوق الضعفاء الذين تحرضوا لمحن وابتلاءات كبيرة يؤكد على عدم انسانية الفاعلين وخروجهم من الملة ،وهى سقوط اخلاقى مريع يؤكد ان الفاعل انسان وضيع بمعنى الكلمة لايستحق سوى الاحتقار لانه سرق الضعفاء من الناس بل الاسوأ من ذلك انه يتسبب فى قتل المرؤة لدى الاخرين الذين جادوا بما عندهم،
المطلوب اجراء تحقيق شفاف فى الامر ويمكن ببساطة معرفة اللصوص بالضغط على التجار ومصادرة مايضبط عندهم ومحاكمتهم لانهم استلموا مالا يعتبر فى عداد المال المسروق بل الامر اكثر جرما لما عددنا من اسباب اعلاه ونتمى ان نصدق الحكومة فيما قالت ولكن نرى مايباع من فول بالسمنة القطرية فنستعجب فهل من حسم للامر قبل ان نفقد الثقة داخليا وخارجيا؟

حسن محمد زين:صحيفة الوطن

[/JUSTIFY]
Exit mobile version