سيدي الرئيس “البشير”: قبل الموافقة على قرار رفع الدعم عن المحروقات، فضلاً.. طالع هذه الرسالة، فهي نموذج لمعاناة الملايين من أبناء هذا الشعب.. ولا أظن أن أحداً منهم يصدق أن (رفع الدعم) سيكون لصالح الفقراء وخصماً على الأغنياء.
} أخي الهندي..
السلام عليكم ورحمة الله
} كتبت في عمودك يوم السبت وذيلته بعبارة: (سبت أخضر) تيمناً، ولكنه عليّ وعلى آخرين أسود حالك.
} توقفت وأنا أهم بالخروج قاصدة ديار (المجهر)، والغرقان يتعلق بقشة. وقلت: الشجرة إن مالت بتبكي على أختها.
} ما دايره أقول إني وزوجي وأولادي من قراء (الأهرام اليوم) و(المجهر) بعد ذلك يوماً بيوم، ولم نتوقف عن تصفحها إلا عندما تتوقف ولأسباب كنا نتابعها بخيرها وشرها، ولم أخط بقلمي هذا معقبة على أي موضوع، ليس لعدم اهتمام حاشا لله، ولكن لأن من القراء من يسبقني لذلك، والخير في قراء (المجهر) كبير. ولكني وللأسف الشديد أكتب اليوم مستنجدة بـ “الهندي” وليس بأي شخص آخر، مستنجدة بـ (المجهر) وليس بديوان زكاة أو محلية او أي مؤسسة أخرى، لسبب واحد أن “الهندي” بيحس بوجعنا و(المجهر) بتخففو.
} لم أتخيل يوماً أنني سأمد يدي وأطلب المساعدة (لا حول ولا قوة إلا بالله).
(خمسة آلاف جنيه ثم عليها ألف وستمائة وعشرون جنيهاً) تعري أباً أمام أبناء لم يتعودوا منه إلا ستر الحال، وأم لم تبخل بأي شيء من أجل أولادها.
ما بين 20/7 – 25/8 مضت الأيام كأنها ساعات، ونحن نركض لإكمال نصف الخمسة آلاف، ونعجز، ثم نذهب للجامعة مستفسرين، لأن لدينا ابن وابنة، وقيل لنا إن المبلغ يدفع كاش للاثنين، وزيادة على ذلك قيل لنا إن هناك رسوم تسجيل تبلغ (620) للاثنين، وبرضو كاش.
} لم أكتب لنشر رسالتي، فأنا أوجهها لـ “الهندي” ولـ (المجهر) فقط، ومافي خير في غيرهما. أعرف تماماً الالتزامات التي عليك وأعرف تماماً صعوبة إصدار صحيفة مثل (المجهر) بتلك الرؤية والمهنية وأخلاق المهنة، في ظل السوق الذي نعلم ما يحدث فيه والغول الذي يتحكم فيه ونعلم ونعلم و…!!
} ولكن عجزي جعلني أفعلها وأكتب طالبة المساعدة. فزوجي عامل راتبه مقابل الإيجار والشاي وفول الفطور وعدس الغداء. وراتبي مقابل المدارس والاحتياجات الضرورية.
} أكتب إليك ولم يعلم بهذا أو يرى دموعي غير ابنتي، لدرجة أنها قالت: ادفعي لأخوي وأنا ما ضروري. علماً بأن أولادي المفروض يدخلوا الجامعة من العام الماضي وعجزت عن ذلك لمرض أمي الطويل والتزامي تجاهها لأنني ابنتها الوحيدة، وظروف وفاتها لاحقاً.
} يشهد الله أخي “الهندي” أنني رتبت نفسي وكلفت زميلات وجارات وعملوا صندوق ابتداء من 5/9 وقرروا يدوني الصرفة الأولى (2 ألف) وادفع لواحد من أولادي وأشوف طريقة للثاني. ولكن يوم 25 آخر يوم.
قصدت بنك الخرطوم للتمويل الدراسي.. هل تعلم أنني أذهب وأسأل عن شهادة مرتب من الثلاثاء 13/8 وحتى الخميس 22/8 ولا مجيب، لأن طابعة حاسوب المحلية خسرانة والمهندس ما جا يصلحها وضاعت الفرصة الأولى.
} والثانية إنو بنك الخرطوم بيتعامل مع رواتب لا تقل عن ألف جنيه، برضو ضاعت، لأنني المفروض أترقى ومرتبي يتعدل وما حصل، فضلاً عن عدم تطبيق زيادة الرواتب، وبرضو ما حصل، ونحن فيها متضررين كلنا بلا استثناء.
} ما دايره أطول عليك يا أخي، لكن نحن لم نعد حرائر، فقد خلعنا برفع الحياء ومددنا يدنا، ولكن لأخي، وأنا ما زعلانة لأني بعتبرك أخوي الما جابتو أمي وما شفتو بعيني ولا مرة، ولكني شفتو من خلال حروفه.
} الهندي يا أخوي أنا – وللأسف والندم والحسرة – (معلمة)!!
صحيفة المجهر السياسي
[/JUSTIFY]