استفتاء أبيي… أمريكا تدفع الجميع إلى فوهة البركان!!

[JUSTIFY]في ظل تصاعُد وتيرة النزاع على منطقة أبيي بين دولتي السُّودان وجنوب السودان يمكننا أن نقرأ عدة سيناريوهات من خلال جملة من المعطيات، فهناك إصرار من حكومة الجنوب على إجراء الاستفتاء فى شهر أكتوبر القادم مع ترجيح حرمان المسيريَّة من حق التصويت بناءً على مقترح المبعوث الأمريكى الأسبق ليمان الذي تبنى وجهة نظره الوسيط الإفريقي ثامبو أمبيكى إضافة إلى إصرار سفيرة أمريكا بالجنوب على إقامة الاستفتاء في أكتوبر وحرمان المسيرية وإقصائهم من التصويت، على ضوء تلك الحيثيات أصدرت رئاسة جمهورية دولة جنوب السُّودان أمراً يقضي بمنح أبناء أبيي العاملين في جميع مؤسسات الدولة إجازات مفتوحة للعودة إلى إقليم أبيي توطئة للاستفتاء الذي تنوي جوبا عقده في أكتوبر المقبل ليقرر سكان إقليم أبيي مصيرهم بين العودة لجنوب السُّودان أو التبعيَّة للسودان وأن الإجازة ستبدأ في أول سبتمبر المقبل لفترة مفتوحة. ومن جانبهم عبَّر عددٌ من سكان أبيي عن فرحتهم بالقرار وأكدوا أنهم عازمون على قيام الاستفتاء في موعده. ومن ناحيتها أعلنت قبيلة المسيرية رفضها قيام الاستفتاء بالمنطقة، وقالت إنها غير معنية بما يُصدره رئيس دولة الجنوب وحذَّرت من خطورة التمادي في هذا الاتجاه وقالت المسيرية إنها لن تسمح بالاستفتاء وإنها ليس لديها اعتراض على التعايش السلمي بين مكوِّنات المنطقة غير أنها حذَّرت من إفساد فرص الحلول لأصحاب المصلحة. المتابع والمراقب لملف أبيي يجدها شائكة ومتشعِّبة الجذور. وبما أن جوبا استطاعت إثارة الخرطوم من خلال تصريحاتها وأنها رتب على الاستفتاء فعلاً في أكتوبر وفى ذات السياق قطعت قبيلة المسيرية أي محاولة لإجراء استفتاء بمنطقة أبيي دون إشراكهم مؤكدة رفضها للتوقيت الذي حددته الآلية الإفريقية في أكتوبر القادم باعتبار أن مواطني المنطقة من المسيريَّة يكونون خارجها في ذلك التوقيت. وإذا ما بالفعل تمت هذه الخطوة فسيكون هناك سيناريوهين اثنين لا ثالث لهما بحسب قراءة بعض المحللين: أولاً لو تم الاستفتاء المزمع عقده من قبل جوبا حتمًا المسيرية لا يرتضون إقصاءهم وستحدث مواجهة مباشرة قطعًا ربما تؤدي إلى حرب، حينها ستجد الدول الأجنبية مبررات التدخل وتفرض وصايا وقوات أممية في أبيي، وهذا السيناريو هو ما تسعى له أمريكا لعلمها أن أبيي منطقة غنية بالنفط، ثانيًا إما أن يتم الاستفتاء وتُحرم قبيلة المسيرية من التصويت وتقوم جوبا بضم أبيي إلى الجنوب وتكون بذلك نالت ما تصبو له بالفعل… وحول هذا الخصوص قال ناظر عموم المسيرية مختار بابو نمر لـ «الإنتباهة» إن إجراء الاستفتاء لتحديد مصير منطقة أبيي دون إشراك قبائل المسيرية سيكون مصيره الفشل باعتبارهم أهل المصلحة الحقيقيين مؤكداً تمسك المسيرية بحقهم الأصيل في أبيي وعدم التنازل عنه تحت أي ظرف. وأكَّد نمر أن انحياز بعض الدول الغربية وخاصة فيما يتعلق بتوقيت وتحديد موعد الاستفتاء الذي حدده في الأصل االمبعوث الأمريكي السابق ليمان ومضى في حذوه الوسيط الإفريقي ثامبو أمبيكى وذهب إلى أن محاولة الاستفتاء الأحادي من جانب دولة جنوب السُّودان في قضية أبيي من شأنه إشعال فتيل الأزمة بالمنطقة وجرّها إلى نزاع مستمر نتيجة محاولات القفز على الحلول التي تتبناها دولتا السُّودان وجنوب السُّودان وقال نمر إنَّ الأولويَّة الآن لتكوين المؤسَّسات المدنيَّة الخاصَّة بإداريَّة المنطقة والمجلس التشريعي والسيطرة على الأوضاع في ظل عدم وجود حكومة محليَّة، مؤكِّداً أنَّ الحل الوحيد لحسم النزاع حول أبيي يكمن في التعايش السلمي بين المسيرية ودينكا نقوك وفقًا لمعرفته بطبيعة العلاقة الأزلية بينهما منذ عهد الناظر بابو نمر ودينق مجوك وفي الاتجاه نفسه ثمَّن الخير الفهيم رئيس اللجنة الإشرافيَّة المشتركة بأبيي لـ «الإنتباهة» رأي الناظر بابو نمر مؤكدًا رؤية قبيلة المسيرية التي تتطابق مع رؤية الحكومة وأضاف الفهيم أن جوبا ترفض كل الحلول المطروحة، وقال: نحن نعلم الجهات الداعمة لموقف جوبا وهم أصحاب المصلحة الحقيقيون فقط تُستعمل جوبا «كرت ضغط» والتحدي والتهديد لن يؤديا إلى وصولهم وحلفائهم إلى نتيجة لأنهم يريدون إقامة الاستفتاء وفقاً لرغباتهم فيما يتعلق بأهلية المصوتين وقيام المفوضية وكل آرائهم مخالفة للدستور والقانون الخاص باستفتاء أبيي. ووصف الفهيم ترتيب جوبا للقيام بالاستفتاء بأنه غير قانوني ولا يجوز إقامة طرف استفتاء دون موافقة الآخر مؤكدًا أن هذا الأمر يعرقل الحل النهائي للقضية والاستفتاء أمر يخص رئاسة البلدين، وشدَّد الفهيم على أن الاستفتاء لن يُفضي إلى حل باعتبار أنَّ نتيجة الاستفتاء إذا جاءت لصالح دولة الجنوب فلن يرضاه المسيريَّة وإذا جاء لصالح السُّودان فلن ترضاه قبيلة دينكا نقوك. ووصف مراقبون مقترح أمبيكي بالسيئ وغير المنصف لشعب المسيرية في أبيي ولا بد من إشراك جميع مكوِّنات المنطقة من المسيريَّة ودينكا نوك لدعم حل القضية عن طريق التعايش السلمي والتكامل والتأثيرات الخارجية التي تحمل أجندة غربية طامعة في أبيي وضرورة وقف التدخلات الأجنبية في أبيي وأن على حكومة السُّودان القيام بدورها بعدم السماح باستقطاع هذا الجزء العزيز من السُّودان وأن أبيي شماليَّة لا مجال للنزاع في ذلك ورفض إجراء الاستفتاء حول المنطقة في شهر أكتوبر من هذا العام بسبب الظروف الطبيعية وصعوبة الحركة وأن للمسيرية الحق في أبيي وأن الاستقرار لا يُفرض بالقوة واتَّهم أمبيكي بتبني وجهة نظر الحركة الشعبية في جنوب السُّودان وتحيُّزه الواضح لهم.

صحيفة الانتباهة

[/JUSTIFY]
Exit mobile version