مدير المكتب الصحفي بالقصر الجمهوري : رئاسة الجمهورية توجه بحل القضايا التي تثيرها الصحف

[JUSTIFY] جرت العادة أن مديري المكاتب يعتمرون الظل ويبقون خلف الكواليس رغم أهميَّة ودقَّة الأعمال التي يقومون بها سواء على المستوى الحزبي أو التنفيذي بالحكومة… في هذه المساحة رأينا أن نُلقي الضوء على المهام التي يتقلدونها فضلاً عن شخوصهم ونقلِّب دفاترهم لننظر في سطورها والمضمون… ضربة البداية كانت مع مدير المكتب الصحفي بالقصر الجمهوري ناجي علي بشير إدريس الذي أبدى تحفظه غير ما مرة على الجهر بالتوضيحات التي تتطلبها بعض الأسئلة.. وهذه هي الحصيلة التي خرجنا بها.. > صورة مقربة للأستاذ ناجي. من مواليد الشجرة بجنوب الخرطوم، أصولنا تعود لجزيرة الشبيلية بولاية نهر النيل، تخرَّجت بكلية الإعلام بجامعة السُّودان وحصلت على دبلوم في الخط العربي من كلية الفنون وماجستير في علوم الاقتصاد من جامعة الجزيرة، وحاليًا أحضِّر للدكتوراه في علوم الاتصال، تعاونتُ مع عدد من الصحف السُّودانية وعملت مدير قسم الإحصاء والبحوث في إدارة النقل العام والبترول بولاية الخرطوم ومديرًا لقسم الإعلام للمجلس الأعلى للبيئة ومن ثم انتقلت للعمل بالقصر الجمهوري. > ماذا لو ابتدرنا اللقاء بتاريخ المكتب الصحفي بالقصر الجمهوري؟ – تأسس المكتب الصحفي عام 1976 في عهد الرئيس السابق محمد جعفر نميري عندما قام بتعيين العقيد محمد محجوب سليمان مستشارًا له، وفي نفس الوقت كان يشرف على المكتب الصحفي الذي يرأسه نور محمد النور وقبل ذلك كانت إدارة المراسم بالقصر هي التي تشرف على العمل الصحفي والمقابلات الإعلامية. من هم مديرو المكاتب الذين مروا على هذه الوظيفة؟ – نور محمد النور «1977 ــ 1982» صلاح حبيب «1982 ــ 1995» عماد سيد احمد «1995 ــ 2000» واللواء شرطة محيي الدين محمد علي «2000 ــ 2004» ومرة أخرى عماد سيد أحمد «2005 ــ 2009» وحاليًا ناجي علي بشير. > كيف تم تعيينك بالقصر؟ انتُدبت من المجلس الأعلى للبيئة للعمل بالقصر ثم تم نقلي بشكل نهائي وكان عماد سيد أحمد هو مدير المكتب آنذاك ولاحقًا صرتُ مدير المكتب الصحفي بالقصر. > ما هي مهام المكتب الصحفي؟ – الرصد الإعلامي لكل ما يرد في الأجهزة الإعلامية المختلفة سواء فضائيات أو صحف محلية أو عالمية، وكذا ما يرد في الشبكة العنكبوتية ومن ثم رفع نتائج الرصد إلى المسؤولين برئاسة الجمهورية، وإذا حدث أن تناولت صحيفتان أو أكثر قضية واحدة نرفع تقريرًا خاصًا بها فضلاً عن دراسة اتجاهات الرأي العام والتنسيق مع الأجهزة الإعلامية المختلفة للتغطيات الإعلامية لأنشطة مؤسسة الرئاسة والإشراف على تحركات الاعلاميين في القصر. > يؤخذ عليكم أنكم ترحِّبون بطلبات الإعلاميين الأجانب في اللقاءات الإعلاميَّة بالمسؤولين بالرئاسة دون الصحفيين المحليين؟
ــ للإعلاميين السودانيين انطباع بأننا نركز على الصحف الأجنبية والصحفيين الأجانب وهذا غير صحيح، فكل ما هناك أن مسؤولي الرئاسة لدى سفرياتهم للخارج يطلب الإعلاميون بالدولة التي يزورها المسؤول لقاء أو حوارًا صحفيًا ونحن من واجباتنا البرتوكولية أن يتضمن برنامج مسؤول الرئاسة لقاءات إعلامية. > ماذا تقصد بدراسة اتجاهات الرأي العام؟ – ننظر لاتجاهات الرأي العام حول أي قضيَّة محليَّة عامَّة كتحويل مواقف المواصلات من خلال تناول الصحافة لها وعبر قياس الرأي العام في الشارع. > لا يزال السؤال قائمًا؟ – لدينا آلياتنا التي تمكننا من ذلك. > وماذا بعد رفع تقارير الرصد الإعلامي. -بعد اطلاع مسؤولي الرئاسة على التقارير التي نرفعها و تشمل مختلف القضايا الاجتماعية والصحية والخدمية التي تتناولها الصحف تصدر بشأنها قرارات ومعالجات عبر الاتصال بالجهات المعنيَّة بتلك القضايا وفي تقديرنا أن للصحافة دورًا كبيرًا في الإسهام في تسليط الضوء على القضايا التي تهم المواطنين. > هل من فرق في أداء المكتب الصحفي بين النظامين الرئاسي والبرلماني؟ – مهام المكتب معروفة ولا تتغير بتغيُّر الأنظمة. > ثمة اتهام بأنكم تميزون بين الصحفيين في السفريات الرئاسية الداخلية والخارجية؟ – لا يوجد لدينا خيار وفقوس في التعامل مع الصحفيين، فنحن نطلب من الجهة الإعلامية المعنية تقديم مرشحها للسفر أما الرئيس فيرافقه رؤساء التحرير وهذا برتوكول. > الملاحظ أن السفريات قاصرة على بعض رؤساء التحرير دون غيرهم. > غير صحيح. كل رؤساء التحرير يتم التعامل معهم في مسألة مرافقة المسؤولين بالرئاسة سواء على مستوى الرئيس بالتعاون مع السكرتير الصحفي للرئيس أو النائب الاول والنائب وكذا مساعدي الرئيس والوزراء بالرئاسة. > ما هي المعايير التي يتم عبرها اختيار الصحفيين في سفريات مسؤولي الرئاسة؟ – كل رؤساء التحرير محترمون ومقدرون لدينا وحتى رؤساء الصحف الجديدة خانتهم موجودة للسفر ونحن نرجو لهم التوفيق في مهامهم. – ماذا عن المحررين؟ سبق أن رافق النائب الأول للرئيس اثنتان من المحررات في سفره لمصر «2010» وكان لهما لقاء مع النائب الأول. > ثمة اتهام عن تمييزكم للصحفيين الموالين دون المعارضين؟ – أبدًا. رئاسة الجمهورية مظلة تسع كل أهل السُّودان بكل طوائفهم واتجاهاتهم. هل هذه هي الحقيقة أم ما أردت أن تقوله؟ – هذه حقيقة وبإمكانك الاستفسار عن ذلك من الصحف المعارضة. > ألا يحظى الصحفيون الموالون بأية معاملة خاصة؟ – أبدًا. > ثمة صحف بعينها تحظى بلقاءات مع المسؤولين بالرئاسة دون الصحف الأخرى؟ لا يوجد تمييز بين الصحف والأيام القادمة ستشهد لقاءات صحفية محلية لبعض مسؤولي الرئاسة.. > ما الفرق بين مهام مدير المكتب الصحفي ومديري مكاتب المسؤولين بالرئاسة؟ – مهام المكتب الصحفي تتعلق بالإعلام بينما مهام مدير المكتب تنفيذية. > أوجه الشبه إذن؟ نحن جميعًا ــ المكتب الصحفي وإدارة المراسم ومديري المكاتب ــ نعمل تحت مظلة رئاسة الجمهورية ومهامنا هي العمل على إنفاذ التوجيهات المتعلقة بمؤسسة الرئاسة. > هل من صعوبات تواجهكم في العمل؟ – لا. فالعمل يسوده التعاون والتنسيق المشترك بين كل الأطراف المعنية في رئاسة الجمهورية، وجودنا في قمة الجهاز التنفيذي يتطلب الترابط والتنسيق. > هل تقص علينا بعض المواقف المحرجة؟ – عملنا غير قابل لأي موقف محرج، لأن الحرج في مثل هذه الحالة ينتج من جهة ما وهذا لا يستقيم في عملنا. > بعيدًا عن الآخرين ألم تحدث أي مواقف محرجة جراء تقصير منكم؟ – نحن نؤدي واجبنا على أكمل وجه. > إذن فأنتم راضون عن أدائكم؟ – الحمد لله.

> …؟
في مرة كانت فضائية «اقرأ» تُجري حوارًا مع أحد المسؤولين بالرئاسة موضوعه الفكر الإسلامي، ولما تفاجأ المذيع بمدى غزارة المعلومات التي أدلى بها المسؤول حدث له التباس وعوضًا عن مخاطبة المسؤول بصفته الدستوريَّة خاطبه بفضيلة الشَّيخ، ولما كان اللقاء مباشرًا تم قطع الإرسال ومن ثم معاودته ثانية.
> هل تشكون من الملل؟ – على العكس، عملنا متنوع إلى حد كبير كما أن طبيعة العمل نفسه أكسبتنا الكثير من المهارات الشخصية من الخبرات التي اكتسبناها من التعامل مع القيادة السياسية ووسائط الإعلام المختلفة.

> هل تبادرون بتنظيم اللقاءات الإعلامية لمسؤولي الرئاسة؟ هذه من أوجب واجبات المكتب الصحفي لتوضيح الصورة حول موضوع ما للرأي العام، وعند الحاجة نرفع مبادرتنا لعقد مؤتمر صحفي. > متى يطلب المسؤولون بمؤسسة الرئاسة عقد مؤتمر إعلامي؟ – المؤتمرات الصحفية تفرض نفسها لدى زيارات مسؤولي الدول للبلاد وكذا الحال لدى سفر مسؤولي الرئاسة للخارج سواء على مستوى العلاقات الثنائية أو المشاركة في الفعاليات الإقليمية والدولية. > أقصد مؤتمرات داخلية مع الاعلام السُّوداني؟ – أحيانًا. يطلبون ذلك. > ما هي المواصفات التي يجب توفرها في مدير المكتب الصحفي؟ – أن يكون إعلاميًا متخصصًا ويمتاز بحس سياسي عالٍ وعلاقات اجتماعية واسعة ومتميِّزة مع الوسط الإعلامي فضلاً عن التعاون مع الإعلاميين. > وماذا عن الحس الأمني؟ – يلتقي المخبر الإعلامي والأمني في جمع المعلومات ويختلفان في أن الأول يرفعها لمرؤوسيه بينما ينشرها الثاني على الملأ. > يبدو لي أنك لم تجب عن السؤال. – توفر الحس الأمني شرط بطبيعة الحال وإضافة لذلك حس مراسمي وبرتوكولي عالٍ. > كيف؟ لابد أن يكون ملمًا بأسس البرتوكول والعمل المراسمي في القواعد المرعية لدى التعامل مع الدول، وفي تقديري حتى الإعلاميون بحاجة للإلمام بعلم المراسم. > هل تتوفر لديكم تلك المؤهلات في تقديرك؟ يضحك. من الأوفق سؤال الآخرين عن ذلك، عمومًا هناك من يقول بتوفرها والعكس صحيح. > على ذكر البرتكول ما هو دوركم عندما يتجاوز مسؤولو الرئاسة البروتكول في الرحلات الداخلية. – عادة ما يحدث هذا عندما يتوقف المسؤول المعني لتحية بعض مَن يعرف أو حتى أحد المواطنين ودورنا في هذا الجانب هو التوثيق الإعلامي.

صحيفة الإنتباهة
ندى محمد أحمد

[/JUSTIFY]
Exit mobile version