ويعتبر حفيد الزاكي طمل احمد طه من اكثر وأقدم المحاربين بولاية القضارف حيث يقطن حي الاسرى الذي سمي نسبة لحجز اسرى المهدية فيه من قبل الانجليز، ويقول ابنه طه ان والده الراحل اشتهر بحب الوطنية وروح الجهاد ويعشق الصيام وعلاج المرضى بالأعشاب كما عرف بزراعة الحدائق مضيفاً بأنه شارك في الحرب العالمية الثانية ثم انتقل ليعمل سائقاً للسيارة (الميركان) بمجلس ريفي جنوب القضارف اذ كان يقوم بترحيل المعلمين الى صعيد القضارف وعرف بقيادة الآليات الثقيلة لتشييد الحصائر والسدود عبر القريدر، وأضاف ابن الراحل بان والده ظل متمسكاً بالثورة المهدية وظل يحتفظ بجلباب جده من عينة (جناح أم جكو) بجانب الحربة والدرقة والسيف وهي تجسد رمزية المجاهدين والجنود السودانيين الذين اشعلوا الحرب وطردوا الطليان.
وكشف طه بان والده كان يشتهر باصطياد الفيل وحده للاستفادة من العاج وبيعه للخواجات حتى صار محبوباً لديهم ويستنجدون به لمعرفة اماكن وجود الافيال في السودان لممارسة عملية الصيد حتى جنوب الدندر، ويواصل طه الحديث عن والده الذي احتفظ بذاكرة قوية حتى مماته نظراً لحفظه القرآن الكريم الذي لم يغيبه عن الوعي رغم بلوغه الـ (102) عام بجانب مداومته على صيام ثلاثة أشهر متتاليات (رجب شعبان رمضان) ولم يرحل وهو طريح الفراش وقد ظل ممسكاً بعصاته بيده اليسرى و(الملود) بيده اليمنى ويقوم بنظافة الحي ومدارسه من حشائش الخريف رغم ان ابناءه يخفون منه ادوات النظافة للحفاظ على صحته نظراً لكبر سنه كما ظل يتفقد شقيقاته الخمس سيراً على الاقدام ثم يغسل ملابسه ويكويها وحده على الطريقة الانجليزية (الكسرة) والمهدية.
وقال طه بأن والده ترك له سراً لم يخفه وهو يقوم بعلاج بعض الامراض عن طريق الاعشاب من الازهار والأشجار التي يغرسها مثل (مرض أم البنيه والجروح) وكان احد المرضى الذين تداووا على يده قد كشف بانه ظل يبحث عن علاج وسط الاطباء لأكثر من ستة أشهر ولم يكتب له الشفاء إلا على يد الراحل وظل الفقيد احمد طه الزاكي طمل محتفظاً بصداقاته وعلاقاته مع زملائه منذ المهدية خاصة الناظر عبد الله بكر. القضارف : عمار الضو :الصحافة