ادركوا وعي (محمد) من خلال مواكبته للأحداث ومشاركته في النفرة بصدق متناهٍ ، وهو يرابط في غرفة عمليات المجموعة من الصباح الباكر ، كما أن حديثه المرتب المركز يوحي لك أنك تتحدث مع رجل كبير ، يعرف ما يفعل وكيف يخطط لمشروعاته المستقبلية ، وأيضا من الأشياء التي لفتت نظري ، كان يردد مع المطرب عمر إحساس الأغاني الوطنية والتراثية ويحفظها (صم) في الوقت الذي لا يعرف فيه من هم في عمره الأغاني الوطنية ، ولا يدركون شيئا عن أسماء المطربين السودانيين!!
(محمد) قال لـ(الرأي العام) إنه يدرس بالصف الثامن بمدرسة (التربية الحديثة) بأم درمان ، ويعشق العمل التطوعي ومساعدة الفقراء ، دون ان يحدثه أحد عن ذلك ، واهتمامه جاء من خلال متابعته لأحداث السيول والفيضانات التي تأثرت بها أسر كبيرة أصبحت في العراء وبينهم أطفال يواجهون مخاطر الشمس الحارة والبيئة الملوثة ، مما آلمه وجعله يتفاعل مع هذه الكارثة الإنسانية ، وقال:لعلها تكون أمطار خير وبركة ، ومن شدة تأثره بالحدث استنكر الطفل (محمد) الغناء حينما كان الجميع يترنمون في (البص) الذي يقل أعضاء القافلة الى شرق ، وقال: نحن ذاهبون الى اهلنا المنكوبين يفترض أن ندعو الله أن يصبرهم على مصيبتهم بدلا من الغناء ، ولكن محمد رجع وقال: الغناء الوطني مناسب في هذه الحالة.. واشار الى انه يحفظ اغنيتي (شدو ليك ركب فوق مهرك الجماح) و(ياوطني يا بلد أحبابي) منذ ان كان في الصف الثاني ، وقال: انه لا يطرب إلا لكبار الفنانين خصوصا المطرب الراحل (محمد احمد عوض) الذي يحفظ كل أغانيه اضافة الى جانب أغاني الحقيبة ، ويشجع فريق المريخ ، ويتابع فقط الرياضة السودانية ، وقال: ان الرياضة السودانية لا ينقصها الكثير، ويعتز (محمد) بانه لا يميل إلا للأشياء السودانية فقط ، ولا يهتم بالفن والرياضة الخارجية ، مثل غيره من (الأولاد)، وعندما سألته عن مستقبله وماذا يريد ان يدرس ، قال : اريد ان ادرس (نانو تكنلوجي) وهي دراسة غير موجودة في السودان فقط في (أمريكا وكندا وروسيا) ، وقال: هي دراسة تهتم بالفن والتقنية والصناعة ، وقد كنت مهموما بالدراسة التي أدرسها في المستقبل لم أفكر في الطب والهندسة ، وكنت أبحث عن دراسة مفيدة ، فحدثني عنها ابن خالتي الذي كان يدرس في الخارج ، ففضلتها عن غيرها ، وقال بإذن الله سأذهب الى أمريكا وأدرسها وأنقلها الى السودان ، لا سيما وهي تعلمني التصنيع الحربي ، وسوف أصنع (المسدسات والقنابل في السودان وأفيد بها بلدي. وأوصى محمد أقرانه بان يحملوا هموم الوطن منذ صغرهم حتى يكبروا ويحموه من كيد الأعداء ويحافظوا على استقلاله.
الخرطوم: خديجة عائد:الرأي العام