خاصة مع تراجع منسوب النيل بعد ارتفاعه، ونتيجة لارتفاع العكورة فان نسبة الاكسجين المذاب في الماء تنخفض، اضافة الى ان نسبة الطمي الكبيرة في مياه النيل تتسبب في اختناق الاسماك، وبالتالي تخرج الاسماك الى سطح الماء، فتصبح صيدا سهلا للانسان، حيث يجمعها بعض الناس بايديهم، وبعضهم يستخدم آلات صممت خصيصا لهذا الغرض بما يسمى (النقادة)، و?خرون يستخدمون آلات حادة (الفاس والساطور)، و?خرون يجمعون الاسماك بالشباك وغيرها، عادة يأخذ كل انسان في السابق ما يكفيه ليوم او يومين نسبة لانعدام وسائل التخزين، وغياب الكهرباء عن تلك المناطق الريفية، حيث تكون الاستفادة في حدود الاستهلاك الشخصي ، وهذا لا يتعدى نسبة ضئيلة جدا من كميات الاسماك الطافية على سطح المياه، ويحدث نفوق كميات كبيرة منها، واخيرا اتجه البعض للاستفادة الاقتصادية من هذه الثروة التي تهدر كل عام في ظل غياب وزارة الثروة الحيوانية والسمكية وعدم دخولها في برنامج توعية وتجهيز ثلاجات تسهم في الاستفادة من ذلك بصورة اقتصادية. واشهر المناطق التي تتجمع فيها الاسماك مناطق السليمانية وكرني وعدد من الجزر بمحلية بربر، والفريب والعلاليب بمحلية ابو حمد.
وخلال اليومين الماضيين تكررت تلك الظاهرة السنوية، واخذ منها البعض كفايته بالزيادة، حيث يمتلك البعض ثلاجات صغيرة للاستخدام المنزلي بعد دخول كهرباء الريف لبعض المناطق حيث لم تغط اكثر من (5%) من الريف بولاية نهر النيل، ولكن بوادر الاستفادة بصورة اقتصادية اخذت تدخل هذا المجال منذ العام الماضي، وعلى الرغم من ذلك بلغ كيلو السمك (1.5) جنيه لصنف (الكانكيج)، و(10) جنيهات لكيلو البلطي والبياض.
يقول امين عبد الله الحسن (تاجر اسماك)، انهم قاموا بمحاولة الاستفادة من هذه الثروة العام الماضي، ولكن ضيق المواعين التخزينية، وعدم وجود العمال المدربين، بجانب ما يصيب هذه الاسماك من ترسب للطمي بخياشيمها، ادى الى ضعف الاستفادة، واضاف امين في حديثه (للرأي العام) ان الاسماك تكون اسعارها رخيصة في هذه الحالة، نسبة لزيادة حجم الكميات المعروضة، و قلة تكاليف الترحيل، حيث يبلغ ايجار الجامبو (5) الاف جنيه، والدفار(3) الاف جنيه من مناطق تجميع الاسماك بالقرب من ابوحمد، واشار الى ان سعر الكيلو بالخرطوم بلغ (25) جنيها (للعجل) بدلا عن (35) جنيها، و(18) جنيها للبياض بدلا عن (30) جنيها، والبلطي (22) جنيها بدلا عن (28) جنيها ، وذلك لورود كميات كبيرة من السمك (العميان) للاسواق، وتابع: يستمر ذلك لاسبوع فقط وترجع الاسعار لوضعها الطبيعي ، واوضح ان الكميات التي تذهب تفوق (150 -200) طن سنويا، بينما لا تتعدى الاستفادة الفعلية (50) طنا فقط على الرغم من بعض الاجتهادات الفردية من التجار والمواطنين، وبرر انخفاض اسعار السمك لدى المواطنين الى كثرة المعروض منه وتخوف الاهالي من تلفه، بجانب ان الاسماك غير جاهزة للتخزين والترحيل.
الخرطوم: بابكر الحسن :الرأي العام