ونرجو أن تتذكر حكومة الولاية أن ولاية الخرطوم محاطة بقرى سكانها أغلبهم فقراء. ونرجو منها أيضاً ألا تشمت بالمؤتمر الوطني الحزب الحاكم الشيوعيين وكل اليساريين في مناخ أنشطتهم هذه الأيام في لبنان في مؤتمر الأحزاب اليسارية ويقولون إن الحكومة تريد ولاية الخرطوم ولاية برجوازية.. بطرد ليس المهاجرين إليها فحسب بل أيضاً أهلها الذين سكنوا بها منذ مائات السنين. ويصبح حالهم مثل حال بعض أبناء قبيلة الأحامدة والبطاحين الذين نزحوا أيام مضايقات الاحتلال البريطاني منها إلى شرق السودان ووسطه، فسكن بعض البطاحين في أربجي.. وسكن بعض الأحامدة في ودنبار في خشم القربة وفي الشوراب وشرفت وأم دوانة في الجزيرة وفي جنوب ولاية النيل الأبيض وشمال نفس الولاية أو وسطها جنوب الكوّة. لكن إذا كانت هجرة أبناء قبائل الولاية في السابق بسبب مضايقات كتشنر وونجت وسلاطين، فهل سيتكرر هذا النزوح الآن بسبب مضايقة قرار الولاية بمنع البناء بالجالوص وأغلب الناس هنا فقراء. وكل المطلوب من الولاية أن تغير أحياء الوديان ومجاري السيول إلى أخرى آمنة دون أن تقبض منهم أموالاً من جديد، فقد دفعوا وهم على مجرى السيول وخسروا وتضرروا. إذن الحل ليس منع «الجالوص» في دولة فقيرة، وإنما في أن تحدد الولاية المناطق المرتفعة وفيها يُصلح الجالوص مع الزبالة. أو أن تمنع تصدير الأسمنت المصنوع بالسودان وترفع عنه الضرائب وتوطِّن شركاته لتكون كلها وطنيَّة وليس تحت إدارات الأجانب ليسهل شراءه للفقراء. أما حكاية عشرة جوالات أسمنت لكل متضرر فتبقى هذه الكمية شحيحة. نعم ينبغي تعديل قانون الاستثمار بخصوص الاستثمار في إنتاج الأسمنت لصالح الفقراء. وهذه رسالة نرسلها إلى الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل وزير الاستثمار وصاحب اليد اللاحقة في الدولة. ثم إن هناك بيوتًا مسلحة جرفتها السيول !!.
صحيفة الإنتباهة
خالد حسن كسلا