الطيب مصطفى : يوسف.. وصناعة الجمال!!

[JUSTIFY]اقرأوا وتأملوا وإن شئتم فتبسموا:
الأخ الكريم الأستاذ الطيب مصطفى
السلام عليكم ورحمة الله
عندما يصلكم كتابنا هذا فهو يعني أمرين:-
الأول أنَّك عندنا بمنزلة خاصَّة وقدر عال ومقام رفيع وثقتنا وافرة بأنك لن تردنا خائبي الظن والعشم.
أما الأمر الثاني فهو أنك ستتفضل بالتوقيع على التعهد المرفق وسوف نعود لاستلامه بعد «48» ساعة بمشيئة الله
يوسف محمد الحسن
أمَّا التعهد المرفق فإنه يضم عبارات رقيقة يوقِّع المدعو في خاتمتها على تعهده بأن يلبي الدعوة بقاعة الصداقة مساء اليوم!!
رغم أنَّ ما يجري في مصر مما يدمي القلب لم يترك لنا خياراً غير أن نبكي حسرة وحزناً إلا أنَّ دعوة يوسف بل الجمال الذي يحفُّها في تلك الوريقات الذهبيَّة بذلك التصميم المدهش بل والأسلوب والطريقة الفريدة غير المسبوقة في تقديم الدعوات.. إلا أنَّ كلَّ ذلك وغيره جعلني أبتسم وأنبهر وأُوقع على التعهد وكأنَّ قوة قاهرة أمسكت بقلمي بل بالقلم المرفق مع الدعوة وأرغمته على أن يوقِّع صاغراً.
صدِّقوني إن قلتُ لكم إنني كثيراً ما هممتُ بالكتابة عن الجمال الذي ينثره الشاب المبدع يوسف في حياتنا وكان من المفترض أن أكتب قبل فترة منذ أن دخلت قاعة كبار الزوار في إحدى المرات فوجدتها شيئاً آخر غير الذي عهدته.. كتل ومجموعات وأكوام و… لا أدري أي كلمة اختار ــ أقول أكوام من الجمال المبهر الموشَّى بنماذج من التراث السوداني البديع الكفيل بلفت نظر الأعشى وربما الأعمى أمَّا خدمات الصالة الرائعة فحدِّث ولا حرج.

أعلم أنَّ إرضائي صعب وبعيد المنال ولا أكتب مقرِّظاً إلا بعد التحقُّق ولولا أنَّه يستحق هذه العبارات تشجيعاً له ولأمثاله من الشباب الذين ننتظر إسهاماتهم في تغيير واقعنا المأزوم لما خصصْتُ هذه الأسطر للحديث عن يوسف وكومون ووكالة أبنائه التي نهضت بإمكانات شحيحة لكنها دخلت بيوتاً كثيرة وباتت تناطح الكبار بالرغم من أنَّ الطريق أمامها لا يزال طويلاً في زمان الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي التي تسابق الزمن وتأتي بالجديد في كل يوم جديد.
استعجلتُ الكتابة قبل حضور الدعوة حتى لا أكتب بعد المناسبة خاصَّة وأنني أشتم من بين ثنايا الدعوة رائحة التجارة التي تحتاج إلى إعلان لا نمنحه يا يوسف بالمجان!!
قبيلة الألمدا وصفحات من التاريخ

جهد كبير بذله المهندس سليمان فايد محمد فايد وهو يؤرِّخ لقبيلة الألمدا … تلك القبيلة العريقة التي تمتد بين السُّودان وإريتريا وتنحدر من أسرة الشريف منصور بن محمد أبي نمي الأول التي هاجرت من مكة إلى السُّودان في القرن الثالث عشر الميلادي.
من المثير الذي وثقه المؤلِّف أنَّ منصور هذا الذي تنحدر القبيلة من أسرته هو ابن الشريف محمد أبي نمي الأول الذي كان حاكماً على مكة لمدة تربو على الخمسين عاماً كما أنَّ قبيلة الألمدا أبناء عمومة للشكرية الذين ينحدرون من الشريف شكير بن الشريف منصور بن محمد أبي نمي الأول ونفس الشيء ينطبق على قبيلتي الميكال والحفرا أبناء الشريف أحمد والشريف سليم وهو ما وثقه بروف عون الشريف قاسم وتنحدر القبيلة من الأشراف الحسنيين.
لغة قبيلة الألمدا كانت العربيَّة عند هجرتهم من الجزيرة العربية لكن تفاعل وامتزاج القبيلة مع الأجناس المحليَّة أفقدها اللغة الفصحى وأصبحت لغة التجري التي وجدها أجدادُهم الأوائل في المنطقة عند هجرتهم هي لغتهم بمرور الزمن وهي اللغة المنتشرة اليوم في إريتريا.

أول من أسَّس مملكة الألمدا كان هو الشريف محمود بن منصور في المنطقة الواقعة بين عقيق ومصوَّع وأشار بعضُ المؤرخين مثل الإيطالي كونتي روسيني إلى المملكة باعتبارها مملكة إسلاميَّة مزدهرة بين سواكن ومصوع وكان محمود هذا عالماً فذاً درس القرآن والفقه في مكَّة قبل أن يهاجر إلى السُّودان وينشئ مملكته وينشر من خلالها الإسلام في المنطقة.
من أعظم ما يُعطي البحث قيمة تاريخيَّة ومصداقيَّة أنَّ عالمنا الكبير الذي ينبغي أن يجد من التكريم ما يستحقُّه لا أن ننتظر يوم شكره وأعني بروف يوسف فضل حسن أحد أعظم المؤرِّخين في السُّودان بل ربما المؤرِّخ الأعظم.. أقول إن يوسف فضل قد قدَّم للكتاب وقال عنه إنه يمثل (إضافة حقيقيَّة للمكتبة السُّودانية).
لم ينسَ الكاتب أن يتطرَّق لحاضر القبيلة وعمودياتها الحاليَّة وشخصياتها لكن ما أود أن ألفت النظر إليه أنَّ مادة قبيلة الألمدا كافية تماماً لإصدار كتاب منفصل ولم أجد مبرراً لإلحاق صفحات قليلة عن تراث البني عامر للكتاب فليت الأخ سليمان فايد فصل مادة الألمدا عن المادة التراثية للبني عامر ويُمكنه أن يكتب مؤلَّفاً تاريخياً آخر وليس تراثياً فحسب عن البني عامر.[/JUSTIFY]

الطيب مصطفى
صحيفة الإنتباهة

Exit mobile version