كما أني لا أجدُ من سبيلٍ إلا أن ابدأ مقالي بما أنهيت به سابقه حين قلت: « أن الكنزي على استعداد لمواصلة الحوار معكم يا أستاذ عمار رغم تجنيكم عليه، ولكن بشرط إن تجيبون على أسئلتي التي انساكم الشيطان ذكرها، وإلا فحسبي من القول هذا المقال، سائلاً الله أن يلطف بكم وبي ويغفر لكم سوء ظنكم بي وبغيري. وختاماً ليت (شيخنا) عمار اهتدى بقول المصطفى: «ليس المسلم بلعان ولا طعان ولا فاحش ولابذي». فإن فات عليه قول الرحمة المهداة، فإني أذكره بقول الله في سورة المؤمنون: « قد افلح المؤمنون» إلى أن قال: « الذين هم عن اللغو معرضون». وليتك عن اللغو تعرض وتبقي الحوار في اطره، وليتك وأنا نكون ممن رمى إليهم الشاعر في قوله:
(إن لله عباداً فطنا .. طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
نظروا فيها فلما علموا أنها ليست لحي وطنا
جعلوها لجة واتخذوا صالح الأعمال فيها سفنا). أنتهى قولي في المقال السابق.
لعلي اُذكر من غفل كان عماراً المتداخل الثاني، أو أبا عدنان راشد أبو القاسم الركابي المتداخل الثالث، أو من ستأتيه النوبة للرد على الكنزي، ببيت شعر كثيراً ما استشهد به الامام السيوطي في كتبه وهو يقول: « فلا تكتب بخطك غير شيء يسرك في القيامة أن تراه؟!» وليتنا نرعوي ونبقي الحوار في اطاره وأطره، ولا ننقله لارضٍ ما لها من قرار. فقد تجرأ علي أبوعدنان بأقوال لو قليت في بلد للقانون فيه سطوة ونفوذ، لعض على يديه، وسيعضها أمام من لا يُظْلَم عنده أحداً.
حلالٌ عليهم ، حرام علينا:
اجاز الباحث في مقارنة الاديان والفِرَقْ، أبا عدنان راشد أبو القاسم الركابي لنفسه أن يحمل لقب (باحث)، ولكن الأمر جد عظيم أن يكون للكنزي حظ فيه. ليت باحثنا تدبر قبل أن يبخس الناس قول الله تعالى: ( يا أيها الذين أمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرأً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالالقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون)، فكم كانأ (أبو عدنان وعمار) ساخرين ومستهزئين فهل يتوبا عن ما كتباه في حقي وما استسهلاه من الازدراء بشخصي، ويعودا لمربط الفرس ومحور الحوار الذي أنطلق من أستنكاري على مشايخهم مالكو شهادة بحث ملكية دين الله (الإسلام) أن يخرجوا أمة مسلمة من دين الله (الإسلام)،ويقولون أنهم مجوس؟! وهي أمة تقول: ربي الله؟ إلى أين تفرون ومن دعى بدعوتكم يوم يلقى (الرافضة) الله بلا إله إلا الله؟
الأستاذ عمار صالح موسى، مدير المركز الإسلامي للدعوة والدراسات المقارنة كان أكثر حظاً في مرعاة أسس الحوار واحترام الطرف الأخر إذا ما قورن مقاله بمقال صنوه الباحث في مقارنة الأديان والفِرقْ ابي عدنان، بيد أن كلاهما كتب ما يذهب جفاءً من فُحش قول وغلظة خطاب. لهذا ما أظن أنهما أضافا للقارئ ما يفيد، فقد انصرفا عن محور الحوار ولبه، وأنشغلا بالكنزي وخبئه، فساتكثرا عليه أن يكون (باحثٌ)، وأن يكون مسلمٌ (سني) وطفقا يخصفان عليه من الصفات والنعوت ما يعزز دمغه بالتشيع.
ما كان للكنزي من حاجة في أن يخرج بجهده المتواضع لو لا أن (شيخنا) عمار دفعه دفعاً، واكرره على أن يفصح عن مساهماته ومواقفه تجاه الوطن إن كان له منها نصيب؟ فالكنزي لم يدعِ يوماً أنه لعب دور الوسيط أو الخبير الأممي في قضية دارفور، لهذا حصر مساهماته المتواضعة بقوله أنه كان في عون رجل سوداني سعى لحلها، يوم أن كانت قضية دارفور وميض نار تنذر بشر مستطير. كان ذلك في صيف عام ????، ووفدهم يقول: أن مسلحيهم خمسون، وسيصبحون خمسمائة في ظرف شهر من الزمان، ثم إلى خمسة الآف بعد مرور عام، فهل كذبوا في قولهم؟
النيران الصديقة:
مقال أبي عدنان في عدد الخميس أول أغسطس ????، لا يحتاج لكثير عناء للرد عليه، لأنه يحمل جذوة فنائه بين طبقات بنائه. فمن حروفه وأسطره تنطلق نيران صديقة تهزم وتهدم ما فيه من حجج، وما ورد فيه من لجج، مما يرفع عن كاهل الكنزي الحرج في الرد على ما هو دلج (أي سير في الظلام لا يوصل المرء لغاية). وللقارئ أرصد وأحصي نيرانه الصديقة الكثيفة المكثفة. فهو يقول عن الكنزي بعظمة قلمه، إن كان لقلمه عظم ولسان: « ولكن بالحري محاكمة أفكاره، وهذا من حسن الحظ حتى لا أتهم بالشخصنة»، انتهى قوله.
أنت لست متهماً فحسب، بل أنت صاحب أيدٍ ملطخة بدم التجريح والتبخيس والسخرية والإستهزاء المُهين. أنظر لقولك عن الكنزي: « أنه أعطى نفسه شهادة (باحث) .. ومستقل كمان». كيف تكون الشخصنة إن لم يكن ما جاء في مقالك شخصنة؟!! حتى عنوان المقال بالصحيفة أنصرف عن الشيعة والتشيع وأتجه نحو الكنزي وتشيعه!
إن في قولك لعجباً! أأصبح من حقك يا أبا عدنان أن تكون باحثاً، اما الكنزي فلا؟! أأستأثرتم بالدين والالقاب معاً؟ تلك إذن قسمة ضيزى. هذه أولى نيرانك الصديقة، أما ثانيتها : قولك: « المدعو الكنزي من المساهمين في المهزلة». ثم تتواصل نيرانك الصديقة تقصف بغير هدىً ولا كتاب منير، فتصفه (بدون كيشوت..وطواحين الهواء). وها أنت تتقدم وتطلق نيرانك غير مباليٍ بأخضر أو يابس، لا تستثني مُقْدِم من مدبر في معارك هلامية تنازل فيها ظلك، لتصف الكنزي ب» السطحية في التناول * والكذب»، فيصدق عليك القول:»رمتني بدائها وأنسلت» وهو مثل يضرب لمن يعير غيره بعيب هو فيه، لأن من يكذب يظن أن غيره كذاب، وكلنا كذاب كما قال الشاعر أحمد مطر في قصيدة له.
ثم تأتي نيرانه الصديقة منطلقة من مؤخرة جيش كلماته المتراصة كسراب يحسبه الظمان ماءً حتى إذا جاءه لم يجد شيئاً، لتحرق بعضها بعضاً واصفاً الكنزي ب « الخفة؟ الصبيانية!! وبأنه من المشاغبين». ثم تاتي من بعدها نيران كثفية منطلقة من فوهة مفرداته الجانحة التي لا تعرف روح الصيام، لتحسم معركة الشخصنة فلا تبق ولا تذر حين يقول: « أنه إستضاف بعض قادة الفصائل في منزله العامر كي يحلوا مشاكل دارفور وكأن الفصائل كلها أرتضت ذاك الوفد المرسل إلى صاحبنا الكنزي ممثلا شرعيا ووحيدا لها، وكأن الجميع أرتضوه وسيطا ساميا.. وأن سيادته لعب دور الوسيط الدولي».
علي رسلك يا أبا عدنان، هل تحدث الكنزي عن دوره كوسيط دولي سامي؟ أم هل تحدث عن الفصائل والوفود التي تقاطرت على منزله؟ أم الأمر إفتراء عليه؟ ألستم أنتم القضاة وممثلو الإتهام والدفاع معاً؟ تصدرون التهم والاحكام على الناس كيف ما يعن لكم؟ لتخرجوا للقارئ بمسرحياتكم المخترعة التي من سوء حبكتها وهزالها لا تنطوي حتى على من ألفها؟ ثم أراك تردف قائلاً: « ألا ترى يا صديقي الكنزي وجه شبه بينك وبين صديقنا (دون كيشوت)». أنتهى قولك.
على رُسُلِك، ألك صديق يدعى (دون كيشوت)؟ بخٍ بخٍ يا أبا عدنان وهنيئاً لك بتلك المودة، وذاك التواصل! ما كنتُ أعلم بتلك الخصوصية وذلك الود الذي يجمع بينكما إلا من لسان قلمك! لو كنتُ أعلم لأستكثرتُ لك من أمثاله، فها هو يجري منك مجرى الدم حتى ظهر أثره وتأثيره على قلمك الجامح، ولسانك السانح (أي الذي يلحن في الكلام، ويصيب الناس بشر، ونحن في السودان نقول: رجلٌ مَسْنُوح)، فبعد اعترافك بصداقتك بالدون كيشوتيون لا يهمني أن وقعتَ عليهم (الدون كيشوتيون)، أم هم وقعوا عليكَ، فالطيور على أشكالها تقع؟ فقد عرفناكم في لحن القول، تبغون الفتنة، وفينا سماعون لكم، وما أنت إلا لاحق بسابق.
هل هناك استهزاء وسخرية أكثر من هذا؟ هل هذا هو الحوار المؤسس الذي دعى إليه من قبل (شيخنا) عمار؟ لا خير في كثير من نجواكم فما هي إلا خواء في خوار. لأن مقالك يا أبا عدنان كجليس السوء، إن لم يحرق ثيابك فستؤذيك رائحته، فقد أزكمت أنف القارئ، وأذيت الكنزي برائحته، فصح فيكم قول الله تعالى: (والذين يؤذون المؤمنين بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وأثماً مبينا). فقد أذيته بغير ما أكتسب، ونسبت له غير ما احتسب. ثم انظر كيف يرجع إليك قولك خاسئاً وهو حسير، وأنت تظن أنك تحاور حين تقول: «وكأنه يبحث عن قندول (بنقو) أكرمكم الله .. قاتل الله السذاجة». أنتهى قولك. نعم قاتل الله السذاجة وقاتل الله السفه والسفاهة وفحُش القول. هذه العبارة وحدها كانت كفيلة بإدارة تحرير أخبار اليوم أن تحيل مقالك لجريدة اخرى لأنها الموقع الأنسب لنشر قضايا باحثي (قندول البنقو). ألم أقل أن نيرانكم الصديقة تهدم بنيانكم وتهز أركانكم؟!
ثم أراك تسألني عن مجازر ذلك السفاح المهووس (بشار الاسد) على حد قولك، وكأني شريك فيها. حسبك قولي (لشيخنا) عمار أنني حُلتُ بأحد المساجد الشهيرة لشهرة مدينتها عن قيام صلاة الغائب على شقيقه الأكبر باسل الأسد المتوفي في حادث حركة. وبعد هذا تأبى نفسك أن تعرف أين يقف الكنزي؟ الكنزي عارض الأسدَ عندما كان أسدٌ حقيقي تخشاه الأنظمة، فما بالك بالأفراد؟ أما وقد تداعت عليه الأكلة، فحري بالكنزي أن يَعف ويَكف، ويترك القصعة للجوعى الذين تطيب نفوسهم برؤية الدماء تُدلق، والأرواح تُزهق. وأراك تترجاني قائلاً: « أترجاك أن تدخل على أية قناة شيعية من ال83 قناة وأرشح لك (الانوار) و(الاوحد)». رجاؤك مردود عليك، لأن الكنزي لا يعلم كم من قنوات الشيعة هناك، فقد طلق التلفاز بالبينونة الكبرى منذ أكثر من ?? عاماً وإن شاهده لساعة في الشهر فقد أسرف.
أعيبُ وأعترضُ:
سأتجاوز كل اشاراته السياسية فهي (هبر زبر) أي كلام في كلام، فهي كالحجارة مقطوع بعضها عن بعض، لا تسد جوعة، ولا تسكن لوعة، ولا تبل عروق. فمبدأ الحوار ومنطلقه هو أنني عبتُ بل أعترضتُ، وما زلتُ أُعيب وأعترض على مشايخهم تكفير وتمجيس الشيعة، ولم أزج بقلمي في السياسة إلا بالقدر الذي يدحض قول (شيخنا) عمار الذي تغنى للبطل العظيم صدام حسين ولهادم البرجين على من فيهما. لهذا سأكتفي بالاشارة لخطئه ولا اقول جهله (وباحثنا) يشير في أكثر من موضع من مقاله (للحسن بن صدر)، والأسم الصحيح هو (أبو الحسن بني صدر)، بأنه أول رئيس للوزراء في أيران بعد الثورة الخمينية.
ليعلم القارئ أن أبا الحسن بني صدر لم يتقلد منصب رئيس الوزراء ولو لبضع يوم في حياته كلها! أما عن قرآن فاطمة فقد أقر (باحثنا) أنه من المستحيل ابرازه، لأنه مخبأ في السراديب. لهذا ما علينا نحن (البهم) إلا أن نصدق فرضياتهم بان (للرافضة) قرآن أخر غير قرأننا، ولكن لم يطلع عليه أحدٌ لأنه مخبأ في السراديب؟ إذن ماذا يقرأون في صلاوتهم الخمس؟
أرأيتم هذه القضية الإفتراضية والدمغ لمن كذب بها؟ ألم أقل لكم أنهم هم القضاة وممثلو الإتهام والدفاع معاً؟ فما علينا إلا أن نصدقهم لأن الباطل لا يأتي من بين أيديهم ولا من خلفهم. أما قوله :»أن الشيعة لا تسب أم المؤمنين عائشة الصديقة بنت الصديق فحسب، بل فسقوا كل نساء النبي؟» هذا قول ما سبقه به أحد من العالمين، فسيبوء باثمه يوم لا ينفع مال ولا بنون. الشيعة يقولون: «أن الله طهر نعلي رسول الله، فكيف لا يطهر عُرْسه؟» والمطلع على تفاسيرهم يجد أن قصة الإفك لا تنسب لأم المؤمنين عائشة، ومأخذهم عليها أنها خرجت مع طلحة والزبير ضد الإمام علي في موقعة الجمل. إني داعياً الله وليؤمن معي أبا عدنان: «اللهم عجل بقضائك على كل من ينتقص من نساء النبي أمهات المؤمنين، خاصة أمنا عائشة الصديقة بنت الصديق».
لا تقربوا الصلاة وزواج المتعة:
ألم أقل لكم أن الرجل يطلق نيرانه الصديقة لتدمر ما يحسبه نصراً وبناءً، فإذا هو زاهق؟ فأنظر لقوله: «أليس قدحا في رسول الله الذي فشل في تربية أصحابه، وفي اختيار زوجاته؟.. أليس حرقا لرسالة الاسلام؟… قوم يستحلون التمتع المؤقت بالنساء فقط بمجرد ان تقول المرأة للرجل ( متعتك نفسي ليوم أو لساعة)، ولا يحتاج الامر إلى شهود، ولا إلى (ولي). قل لي بربك كيف يكون الزنا!! وكيف تكون البغي!». أنتهى قول أبي عدنان عن زواج المتعة.
كبرت كلمة تخرج من فيك إن تقول إلا كذباً. قل لي بربك كيف يكون الجهل والتضليل؟ من القادح في حق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ من المؤذي للنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم؟ من المتجرئ على مقامه؟ أأنت أم (الرافضة)؟ تمهل فسترى أين سيلقي بك قلمك الذي لم تجعل له من جامح يحد من سرعته المتهورة ليقضي على كل أخضر ويابس.
أيحل رسول الله الزنا؟ أيحل رسول الله البغاء؟ أيرضى رسول الله أن تكون المسلمة فاجرة زانية؟ بئس الأثم الفسوق بعد الإيمان. أليس هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي أحل لأصحابه زواج المتعة؟ ألم يتمتع بعض أصحاب النبي والنبي بين ظهرانيهم؟ ألم تكن المتعة حلالاً في حياة النبي بالمدينة المنورة؟
قول أبي عدنان كمثل الذي يقول أن الله أنزل في محكم كتابه: ( لا تقربوا الصلاة ). فابو عدنان أظهر المتعة على نحو (لا تقربوا الصلاة)، وكتم الحق وهو به عليم، فصور للقارئ أن زواج المتعة ما هو إلا ساعة شهوة تقضيها، ثم يأتي آخر، ربما في نفس اليوم أو بعد ساعة أو بضع يوم ليواقعها بمتعة أخرى؟ أهذه هي الأمانة العلمية التي يتحلى بها الباحث؟
ليعلم القارئ أن الشيعة الأثني عشرية أن حكم تمام زواج المتعة عندهم كحكم تمام الزواج الدائم. فالبكر يستأذن وليها، والثيب رضاها، وفيه مهر وعدة تعتدها المتمتعة بعد كل زواج. والولد من زواج المتعة ينسب لأبيه، وله ميراث كإخوته من الزواج الدائم، ولكن ليس لأمه ميراث ولا نفقة إلا إذا اشترطت ذلك. حتى في مقاربة الزوج لأهله فلزوجة المتعة حظ مثل الزاوج الدائم، فلا يحق للزوج هجرانها لأكثر من أربعة اشهر إلا إذا اشترط عليها ذلك أو له عذر يمنعه.
هل حكم كهذا له علاقة بالزنا ا؟ ألم أقل لكم إنهم هم القضاة وممثلو الإتهام والدفاع معاً! يقول أهل السنة عن زواج المتعة: أن رسول الله حلله ثم نهى عنه في حجة الوداع. أما الشيعة الأثني عشرية فيقولون أن رسول الله لم ينه عنه، وزواج المتعة كان مشروعاً حتى عهد الخليفة الأول أبي بكر الصديق، ولما جاء أمير المؤمنين عمر نهى عنه. وهم ينسبون لأمير المؤمنين على بن أبي طالب قوله: « لو لا أن عمر نهى عن المتعة لما زنى إلا شقي».
بعد هذه الإجابة المغتضبة عن زواج المتعة: من الحفي بلقب الباحث بين الفِرَقْ، الكنزي أم ابي عدنان؟ وسؤأل آخر: ما الفرق بين زواج المتعة وزواج المسيار، والزواج العرفي الذي حلله علماء أهل السنة؟
أهذا نهج إنسان سوي؟
فهمتُ الآن لماذا جعل (شيخنا) عمار من صدام بطلاً عظيماً وهو يقصف تل أبيب. فسألته ولم يجب: هل يُعدُ عظيماً وهو يقصف عاصمة عربية بصواريخه فيدمر البناء ويقتل الأبرياء ويروع النساء؟ هل يُعدُ عظيماً من يقتل شعبه (الأكراد) بالكيماوي؟ هل يُعدُ عظيماً من يغدر جاره وحليفه فيغزوه في عقر داره بدلاً عن اسرائيل ويستحل أرضه وعرضه وماله؟ وهل يُعدُ عظيماً من أُخرج من جحر ضب خرب أسيراً ذليلاً ليلقى مصيره؟ وهل يُعدُ عظيماً من يقتل الناس دون تفرقة ويُفجر البرجين بمن فيهما؟ وهل فجرهما هو حقاً أم نُسِبَ الأمر إليه وأحب أن يُحمد بما لم يفعل؟
مقالك أفهمني من أي نفسية تنطلق أنت واصدقاؤك (الدون كشيوتيون) فمن الواضح أنكم تفرحون بالقتل، وتنتشون للسحل، وتتلذذون لرؤية دماء الناس تندلق، حتى أكاد أن أرى لعابكم يسيل بين الأحرف والسطور. فانظر لقولك: «لماذا سحل جماهير المسلمين مصر جثة الزنديق الهالك (حسن شحاتة)؟ ورجموه كالكلب؟». أنتهى قولك. ومن المؤسف حقاً أني سمعتُ بإذاعة طيبة قبل الإفطار وفي الأيام الأخيرة من رمضان أحد مشايخهم يستشهد بهذا الحادث ويقول أن المسحولين أربعة وليس واحداً كما أشار أبي عدنان، وكأنه سعيد بذلك ومتَفَهِمٌ لدوافع القتلة، وراض عنهم ويظهر ذلك في رده على سائلة قالت: «أن اختها الطالبة الجامعية قتلت أخرى طعناً بالسكين لإسأتها لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم»؟!!! ألم يكن من الأوفى على شيخهم ردهم عن هذا الجنوح؟ ولكنه سكت عن إدانته في صفة هي للإشادة أقرب؟
إني سائلك: أهي دعوة منك تهتدي بها الجماهير المسلمة في السودان بجماهير المسلمين في مصر لتسحل وترجم بيدها وليس بيد حاكمها كل من خالفهم في العقيدة والإعتقاد؟ ألم ينه الله رسوله عن التمثيل بالجثث بعد موقعة أحد والرسول يتوعد فيأتيه قرآن منزلاً : (فإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين) آية ??? من سورة النحل. فما بالك بمن فيه حياة؟ هل يستحق الكلب الرجم والسحل؟ أديننا يأمرنا بذلك؟ أهذا هو هدى الإسلام عندكم؟ أهذه هي الرحمة التي بعث بها النبي؟ (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) أفي السحل رحمة؟ ألم يخبرنا رسول الله أن الكلب أدخل رجلاً الجنة لأنه سقاه، وأن الهرة أدخلت امرأة النار لأنها حبستها؟ لا أظن أن كلام مثل هذا يخرج من نفس سوية؟! لهذا يحق للكنزي أن يشك ويتسأل: أأبا عدنان رجل سوي رشيد وبكامل قواه العقلية، يمشي في الأسواق؟ إن كان هذا حق، فعلى الكنزي أن يمد رجليه ويقول: «ليس على المريض حرج».
كل إناء بما فيه ينضحُ:
أفرغ أبوعدنان إناءه الذي ينضحُ بسموم الكراهية والتعدي على من يختلف معه في الفكر والمنهجية، فلم يراع في حق الكنزي إلا ولا ذمة، ولم أو يهتزُ له جفن، أو يَشُقَ عليه في أن يقول أن الكنزي: « يحاول يائسا إطفاء نور الله»، ثم لم يتورع أن يضيف مشبها الكنزي ب: «أبي غربال الذي تبرع أن يكون دليلاً لجيش أبرهة الحبشي لهدم الكعبة». أبلغ السوء بالكنزي تلك المنزلة أن يحاول إطفاء نور الله؟ أبلغ به الأمر أن يكون دليلاً لمن يريد هدم الكعبة؟ أمثل هذا القول يليق في حق إنسان لا يشرك بربه أحداً؟ أألله أذن لك بهذا الجنوح أم على الله تفترون؟
مفردات مقالك تنسجم تماماً مع النفسية التي تنتشئ وتتلذذ بأخراج الناس من بيوتهم عنوة، وسحلهم وقتلهم لا لشيء جنوه، إلا لأنهم اتهموا بتهمة كان الأجدر أن يبث فيها القضاء. ولكن قضاء أبي عدنان وأمثاله بأيديهم وليس بأيدي سواهم! لهذا لا أجد ما أرد به عليه وعلى حاملي شهادة بحث ملكية دين الله (الإسلام) إلا قول الله تعالى: (كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا)، وحسبي الله ونعم الوكيل من أُنَاسٍ فرضوا من أنفسهم أوصياء (علينا) وعلى الكون جميعاً.
أعرف الحق تعرف أهله:
آخر قولي لأبي عدنان: لا يغرنك من تكلم ومن حضر لندوتكم، كان ذو علم وبيان، أم كان ذو مقام وسلطان، إن أرتضوا إخراج أمة تقول ربي الله من ملة الإسلام. فأعلم يا أبا عدنان أن الحق لا يعرف بالرجال، ولكن أعرف الحق تعرف أهله. لهذا سَيكفُ الكنزي عن مواصلة الحوار معكم لأنكم خرجتم عن الجادة وجنحتم عن ما أمر الله به ان يوصل حين قال: (أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين).
سأعرض عن الجاهلين لأنكم عجزتم أن تجيبوا على موضوع الحوار الاساسي وهو ينحصر في أنه: (ليس من حق أحد إخراج من يقول ربي الله من الملة والدين وإلحاق الكفر به). هذه قاعدة أعلمُ أنها لا تصلح للعمل لديكم، لأنكم أعلمُ بمن ضل عن سبيله ومن أهتدى، تلك صفة خص الله بها نفسه فتطاولتم عليها. « رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيراً للمجرمين»
بقلم : الكنزي:صحيفة أخبار اليوم
[/JUSTIFY]