إسحق أحمد فضل الله : لقاء سري غاضب

[JUSTIFY] الســنــوســـي

أصيل أحمد.. وتشاد.. وانقلاب يكاد يجعل السنوسي رئيساً لدولة مجاورة.. وحديث لمسؤول ضخم يحكي الحكاية أيام كان السنوسي حاكماً لكردفان.. وأيام ليبيا وصحراء أوزو.. وعشرون حركة مسلحة.. وحافظ جمعة سهل.. الشهيد المضيء الذي ينفجر ضوءًا حين تأكله الرصاصات.. والشهيد ترايو.. الذي يقول لمن يُصلي معه في ليل الجنوب..
: الدور ما عليك «يعني الشهادة» الدور عليّ أنا..
> ويستشهد في اليوم التالي.. ودغل في غابة الأحداث والوجوه والدغل هذا كله يكتب كلمة «السنوسي»
> والسنوسي يُعيد الآن الحكايات القديمة.
> والحكاية القديمة فيها أن إعرابياً يفقد جمله.. ويجعل لله نذراً إن هو عثر على الجمل أن يبيعه بدرهم واحد.. والرجل يقع على الجمل.. والرجل يُحرجه النذر الذي أطلقه.
>والرجل يجد حلاً.
> والسوق يشهد الإعرابي صباحاً وهو يقود الجمل وقد جعل قطاً مربوطاً في عنقه وهو يصيح..
> الجمل أبيعه بدرهم والقط بمائة دينار.. ولا أبيعهما إلا معاً.
> والناس يقولون ما أحسن الجمل بيعةً ولولا القط المعلق في عنقه.
> والسنوسي الذي يسعى لإعادة صف الإسلاميين الأسبوع الماضي ينظر إلى الجمل الذي يعود بعد الضياع «الحركة الإسلامية» وينظر إلى القط المعلق في رقبته «المؤتمر الوطني» والسنوسي يذهب إلى بيعة مثلها
> الرجل يجد الحقائق تقول إن وحدة الصف الإسلامي صفقة لا تتم إلا ببيع الاثنين معاً.
> والسنوسي الذي لا هو يستطيع أن يشتري الوطني ولا هو يستطيع أن يدع الجمل يلجأ لأسلوب بديع.. وغابة السنوسي لا تعجز.
«2»
> ولقاء سري غاضب ينفجر قبل أيام في لقاء للمؤتمر الشعبي.
> وفي اللقاء أحدهم يُعلن أن «الوسائل السلمية لإسقاط النظام أصبحت غير كافية » وأن.. وأن
> والرجل يُفاجأ بعاصفة من السنوسي ومن الأستاذ عبد الله حسن أحمد
> قال هذا..
> إن كنا نُريد إسقاط النظام عبر الوسائل الأمنية والعسكرية.. هل كنا نبقى لثلاثة عشر عاماً ننتظر دعوتك المسلحة؟
> عبد الله يقول للمتحدث..
: دعوة مثل هذه في الوقت الذي يشهد حصار وضرب الحركة الإسلامية في مصر وتونس وليبيا هي دعوة تدعم القوى العلمانية.. وجبهة كاودا
> والسنوسي الذي يطل بحاجبين متقاربين يقول بعنف لصاحب الدعوة..
: تنسى أنك جئت إلى هذا المكان بطريقة غير مشروعة.. والحزب سوف يعزلك
> بعدها السنوسي يندفع ليقول إن..
: النظام الحالي لن نُسقطه في هذه المرحلة حتى لا يحكم اليسار والجبهة الثورية.. والذي يجري في مصر هو تصفية للحركة الإسلامية هناك.. يُشبه ما فعله ناصر عام 52.. والغرب والمصريون كلهم يعتقد أن الحركة الإسلامية السودانية هي مهدِّد ضخم لأمنهم القومي لذلك فهم يتحالفون مع اليسار والجيش هناك لتصفية الحركة الإسلامية في مصر.. ثم السودان وعلى رأس الحركة الإسلامية هنا المؤتمر الشعبي.
> والسنوسي ينظر إلى أحدهم هناك «كان قد أعلن عن خطة سرية لإسقاط النظام» ليقول ساخراً..
: يا لها من خطة سرية تُعلن للصحف
«3»
> السنوسي الذي يسعى لشراء الجمل بدرهم.. بعيداً عن القط.. يقول ما ننقله أعلاه في اللقاءات السرية التي تُقال فيها الحقيقة المجرّدة.
> ثم الرجل يُطل من نوافذ مكتبه ليقول للصحف إنه لم يدعُ أبداً لوحدة مع المؤتمر الوطني.
> وسهل جداً أن يزعم الرجل أن دعوته «للإسلاميين» لا تشمل الوطني.. لأن الوطني عنده ليس من الإسلاميين.
> لكن ذكاء الرجل يخونه وهو يُحدِّث الصحف أمس عن أنه دعوته للتظاهر أمام السفارة المصرية كان يقود تنسيقها مع دكتور الزبير أمين الحركة الإسلامية بالمؤتمر الوطني.
«4»
> ونجوس الآن كتاباً عن الشهيد ترايو الذي هو غابة من النفوس المدهشة.
> الغابة هذه لا نطل على سهل أو جبل فيها إلا وجدنا شخصية غريبة هناك.
> السنوسي
>والسنوسي الذي هو غابة أخرى نتتبع خطواته ما بين انقلاب يوشك أن يجعله حاكماً إسلامياً لدولة مجاورة وحتى انقلاب عام «2000» داخل الحكومة الإسلامية
> ونفهم لماذا وكيف يجري الحديث «أمام» باب مكتب السونسي عن «استحالة» اللقاء مع الوطني
> ثم الحديث «خلف» باب السنوسي عن ضرورة جمع الوطني والشعبي.. وعن الجمع هذا الذي .. في النفوس الأقل، يقطع شوطاً بعيداً.
> والأيام هذه تشهد لقاءً بين أبومازن الرئيس الفلسطيني والسيدة ليبني مندوبة إسرائيل.
> وأيام كارتر واللقاء الأول بين الطرفين مجلة التايم تحمل رسماً كاريكاتورياً وفي الرسم بيريز يصرخ في وجه عرفات..
: يا لك من خنزير ملوث
> وعرافات يصرخ في وجه بيريز..
: يا لك من بعرة في مؤخرة جمل
> كارتر في الرسم يقول للعالم مبتهجاً..
: على الأقل هما يتحاوران الآن
> ولا بعرة ولا خنزير بين الإسلاميين
> ويوم يخرج السنوسي من بين أشواك الدغل الكثيف يقترب الأمر والإسلام كله من العافية..
> ومثلها خروج آخرين من دغل المؤتمر الوطني.
٭٭٭
بريد
> مجموعة من التمرّد تتجه إلى أبو جبيهة لتسليم أسلحتهم.
>وفلان .. وفلان من مراكزهما يُعطلان الأمر حتى تكون أصابع أيديهما هي من يقود التسليم.. لتسجيل نقطة في كتابهما عن الخرطوم.
> بيعةٌ وثمن
> ولا حول ولا قوة إلا بالله.

صحيفة الإنتباهة

[/JUSTIFY]
Exit mobile version