ولأن الحكومة المصرية تعلم أن ملفات هامة في علاقتها الدولية والإقليمية ظل السودان كدولة منذ عهد بعيد يدعمها ويساندها مهما اختلفت الحكومات أو تغيرت، حكومة السودان الحالية اتخذت موقفاً متوازناً راعت فيه مصلحة السودان ومصر وعلاقتهما المتميزة وتركت الموقف التنظيمي للتنظيمات الإسلامية، الحركة الإسلامية والمؤتمر الشعبي، اللذين عبرا عن موقفهما بوضوح تام: الحكومة أمسكت عن التأييد أو الإدانة واعتبرته شأناً داخلياً وفي نفس الوقت دانت العنف كوسيلة لحسم القضايا السياسية.
الزيارة ناقشت 25 موضوعاً هاماً في العلاقات بين البلدين أي ملف منها إذ لم يعالج بحكمة يمكن أن يضر العلاقات بين البلدين ويضر مصر في المقام الأول في موقفها الحالي والذي لا يحتاج إلى أزمات جديدة وتأزيم مع جيران خاصة السودان.
حكومة مرسي لم تكن مع وفاق تام مع السودان في بعض الملفات كسياستها المتعجلة في كل المواقف التي أدت للوضع الحالي، ولكن هذا لا يعني أن المرجعية الواحدة (الإسلامية) أن يكون هناك توافق تام في كل شيء.
وزير الخارجية المصري يعلم تماماً أن تجميد عضوية مصر في الاتحاد الإفريقي وسد النهضة وقضية مياه النيل والذي ظل السودان فيها مسانداً لمصر طوال الوقت، أن المحافظة على موقف السودان الحالي هو كسب كبير في الوقت الحالي، إذن السودان يشكل علامة فارقة في علاقات مصر الإقليمية خاصة الإفريقية وأي تأزم في علاقته خسارة لمصر في وقت هي أحوج ما تكون فيه لعلاقات سليمة ومستقرة مع جيرانها.
صحيفة أخبار اليوم
صلاح عمر الشيخ