وفى دلالة السوق الشعبى بالخرطوم تحدثت فئة من المجتمع الذين استطلعناهم حول هذا الموضوع، فجاءت ردودهم متباينة ما بين الرفض والقبول والتأييد. فتحدثت أستاذة بتعليم الاساس رافضة فكرة الاثاث المتبادل تماماً عازية رفضها الى اهمية الحرص على النواحي الصحية وخشية تفشي الامراض، وقالت إنها تقوم بتجديد أثاثها كل ثلاثة أعوام، وتحرص على ان يكون جديداً.. ودائماً ما تهدي الأثاث القديم الى شقيقاتها او ذوي القربى من أهلها.
فيما ذهبت ربة المنزل «ع. أ. م» إلى اهتمامها بالبيع المتبادل، ذاكرة أنها تتاح لها الفرصة لشراء أثاث بأسعار زهيدة وميسورة تتوافق مع ظرفهم المحدد ودخلهم.. واستبعدت المتحدثة خطورة هذا الاستبدال أو الاثاث المستخدم من قبل على صحتها او تجاه اسرتها، وعزت هذا لجودة الأثاث، وانها لم تر فيه عيباً حتى الآن. فيما ذهبت نهى في رأيها إلى عدم ميلها للأثاث المصنع بصورة تقليدية بقدر ما تطالب القائمين على أمر تصنيعه بمراعاة الجوانب الصحية بحيث لا يترك اضراراً صحية. واشارت الى توخي المواصفات العلمية لكيفية الجلوس بزاوية محددة وعلمية.
الى هذا تحدثت ربة المنزل محاسن عبد السلام يعقوب عن الموضوع ووصفته بالموضة والتقليعة التي لا تستحق هذه المبالغ الكبيرة، وهاجمت أصحاب الاثاثات بأنهم يغالون في السعر كثيراً ولا يراعون ظروف المواطن، وعن أهمية البيع بالتبادل أبدت ارتياحها لهذه الفكرة التي تعتبر متنفساً للأسر محدودة الدخل.
وفي محلات أولاد الأمين يتحدث صاحبها متولي محمد سليمان عن ظاهرة البيع المتبادل ويقول إن مسألة تبادل السلع دخلت إلى الاسواق، وإن كل سلعة مستهلكة. وعن خوضه في البيع بالتبادل نفى ذلك ذاكراً انه يعمل فقط بالكاش، والاثاث الذي يستورده جديد بأكمله، وهو عبارة عن مفروشات مختلفة تباع بنظام الفرشة بحيث يوجد سجاد تركي والفرشة بـ 300 جنيه وسوري بـ 200 جنيه و150 جنيهاً سعر الفرشة المصرية بجانب 200 جنيه للفرشة الصينية، هذا بجانب الترابيز المختلفة، وهناك مدرجات زجاج صينية بـ 600 جنيه ومدرجات خشب صينية بـ 250 جنيهاً، أما الماليزية فالزجاج بـ 350 جنيهاً والخشب بـ 400 جنيه. واكد صاحب المحل ان لديهم مراتب مختلفة الاحجام من 10 سم ــ 15 سم ماركة ملك وباقير، بحيث تتراوح أسعار الملك بين 270 ــ 230 جنيهاً، أما الباقير فتبدأ اسعارها من 250 ــ 300 جنيه.
وأضاف ان مشمعات البلاستيك المبطن وصل سعر المتر منها الى 30 جنيهاً والعادي بـ 25 جنيهاً، واشار اً الى ان هنالك معاملة خاصة للزبائن الذين يشترون اكثر من المحل، مبيناً ان حركة البيع والشراء ضعيفة وذلك للركود الذى صاحب الاسواق فى الفترة الاخيرة. وفي ما يختص بنشاط الحراك الاقتصادي قال إن موسم الأعياد هو الوقت الوحيد الذي ينشط فيه السوق، وعن الأسعار وتفاوتها قال: «ليس هناك سعر ثابت بين التجار، وتلعب الظروف المحيطة بالبضاعة دوراً في ذلك».
ومن زاوية أخرى طرقنا باب البيع للأثاثات التى يعاد تصنيعها بصورة جيدة، وقدمنا هذه التساؤلات لصاحب محلات «منى سوفينير للأثاث» بأركويت خلف مدينة الطفل، واوضح ان سعر اطقم الجلوس عندهم يتفاوت من حيث نوعية الخشب ويتراوح سعر طقم الجلوس الفاخر ما بين 5 ــ 7 آلاف جنيه، بينما هناك اطقم يتراوح سعرها من 3 ــ 5 آلاف جنيه، بجانب الأنواع المختلفة من الأثاثات الاخرى.
ودافع عن التقليل من جودة الاثاث المتبادل، ذاكراً انه عندما يؤتى الينا بقطعة اثاث قديمة هنالك امكانية ان نعيد تصنيعها بصورة متينة وممتازة، ونقوم بتجديد الخشب وكسوه بإسفنج ومشمع جديد في صورة زاهية حتى يصبح الاثاث جديداً إذ أن الصورة لا تكذب.
ويقول التاجر محمد يعقوب بدلالة الانقاذ والازهري للأثاث إنهم يعملون في هذا المجال منذ وقت ليس بالقريب، مشيراً إلى هذا المجال له زبائنه الدائمون الراتبون، وفي ما يختص بعملية البيع والشراء قال إنه يقوم بشراء الاثاث القديم ومن ثم يعيد تصنيعه وتجديده. وقال إن لدينا خيارين إما البيع أو البدل بأثاث آخر على أن يكون هناك مبلغ من المال «فرق» يدفعه البائع أو يبيعه بالكاش، ووصف الأسعار بأنها متفاوتة وغير ثابتة. وعزا ذلك لحركة السوق المتزايدة في الأسعار والمواد يومياً، إلا أنه أشار إلى أن أسعارهم تتماشى مع ظروف المواطن. وأضاف أن هذا يعتمد على حالة الأثاث وجودته، فكلما كانت حالته جيدة ارتفع السعر، والعكس صحيح.
الخرطوم: عوض نميري:صحيفة الصحافة
[/JUSTIFY]