إذا لم تكن حكومة الجنوب معتمدة على (مخدة) مكونة من عدة مليارات من الدولارات من أصدقائها فسوف تكون قد ارتكبت حماقة كبيرة ولكنها مفهومة فالإحساس الطاغي بالتحرر الوطني ومحاولة إثبات السيادة بإعلاء من قيم الوطنية ورفض أي بادرة من المستعمر السابق (على حسب فهمهم) قد يدفع لهذا, ألم يقل الزعيم الأزهري من قبل عن الجمعية التشريعية التي اقترحها المستعمر (سوف نرفضها ولو جاءت مبرأة من كل عيب)، أما إحساس الصفوة الحاكمة ب(في دارنا نحن بقينا أسياد) فهو أمر طبيعي والإحساس بالقدرة على قهر الأعداء والمستحيل بضربة لازب مع نشوة النصر قد حدث هو الآخر من قبل عند القائل (امريكا وروسيا قد دنا عذابها) وهذا في زمن الحرب الباردة كمان.
(2 )
انفراد حكم الشمال بكل السودان لم يتجاوز ال55 سنة وكانت دولة فاشلة (في الطريق دولتين فاشلتين). حرب أهلية وعدم تنمية وكذا انعدام للاستقرار السياسي. الصفوة الشمالية مسؤليتها أكبر ولكن للصفوة الجنوبية دور غير منكور، ولكن قبل الاستقلال في 1956 ليس للشمال (السودان الآن) أي مسؤلية عما حدث في الجنوب فالاستعمار الانجليزي هو المسؤل الأول عن تخلف الجنوب لأن الجنوب كان يقع وسط مستعمراته في شرق إفريقيا فقدم خدمات لا باس بها لشمال السودان وكينيا ويوغندا واستثنى جنوب السودان لماذا؟ المهدية لم تنشغل بالجنوب. محمد علي باشا ليس سودانيا. أما في عهد الممالك السودانية الفونج الفور تقلي المسبعات فالجنوب كان آخر. طيب الكراهية دي كلها لزومها شنو؟
(3 )
عندما عزل العالم(عربا وعجما) حكومة الإنقاذ ودعم قرنق وحول حربه من حرب عصابات الى حرب نظامية استطاعت الإنقاذ اكتشاف النفط فكسبت الصين كحليف دولي اقتصاديا وسياسيا فصمدت في الحرب ولم يستطع قرنق إسقاط أي عاصمة جنوبية عندما فكر قرنق في مهاجمة آبار النفط نصحته امريكا بالاتفاق مع الخرطوم وأخذ النفط تدريجيا بدلا من إحراقه فكانت نيفاشا التي جوكرها النفط لأنه لا قسمة لثروة غيره. عندما أرادت الحركة الشعبية دعم خطها الانفصالي اشتغلت على النفط كثروة منهوبة لا بد من عودتها لحضن أهلها فكان الانفصال وإن شئت قل الاستقلال. هكذا صعّد البترول الحرب ولكنه أتى بالسلام ثم أتى بالانفصال.
(4 )
إذا اندلعت حرب بين السودان وجنوب السودان لا سمح الله فإن النفط لن يكون سببها لأن النفط انتهى دوره بالانفصال وبما أنه مورد اقتصادي فالاتفاق حوله سهل جدا على قاعدة الحساب ولد. فوق هذا وذاك فالنفط الآن قد دخل في إجازة ف(البلف انغلق) والحدود قد تغلق فمؤقتا النفط في إجازة مما سيحدث من تطورات قادمة.
(5 )
تقول حكومة الجنوب إنه لا تعايش مع نظام الخرطوم وهذا يعني أنه لابد من إسقاطه وبالتالي إيقاف (نقاطة) النفط ولو بضرر الجنوب ودعم حركات (الهامش) في النيل الأزرق وجنوب كردفان ودارفور والعمل مع آخرين لعزل السودان دوليا وتهب الخرطوم وتسقط النظام. ولنفرض أن هذا السيناريو قد تحقق فهل سوف تتخلى حكومة الجنوب عن الاستقلال وتعود بالجنوب لحضن الوطن القديم حتى ولو في شكل كونفدرالية؟ وتييييب. خليك واضح يا …فالناس لها ريالة ولكنها ليست سائلة.
(6 )
تحية خاصة جدا لعمنا شاندو (حبيب الكل) السوداني الهندي.[/JUSTIFY]
حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]