قتلة ” المسيرية ” هل قتلوا ” كوال ” ؟

[JUSTIFY]تقول لجنة التحقيق الوطنية حول مقتل سلطان دينكا نقوق بأبيي كوال دينق ومجموعة من المسيرية في تحرياتها التي قامت بها إن جميع القتلى والجرحى من المسيرية قد أصيبوا بنيران سلاح »القوات الإثيوبية التابعة للأمم المتحدة في أبيي«. وكان قتلى المسيرية »12« شخصاً وجرحاهم »17« شخصاً. وتقول التحريات ذاتها إن السلاح الذي استعمل في مقتل السلطان كوال كان بندقية كلاشنكوف، وهو السلاح الأكثر انتشاراً عند المتمردين من الجبهة الثورية بجانب المسيرية.

لكن إذا كانت القوات الإثيوبية قتلت أبناء المسيرية وليس من قتلهم بعض عناصر الجبهة الثورية.. فهل نستنتج من التحريات أن دم السلطان كوال تفرَّق بين الأطراف الثلاثة في مسرح الحادث؟! إن المنطقة التي كان يقف عليها الراحل كوال مع وفده وقوات الحماية ليست تابعة لدينكا نقوك ولا مستطيل القوات الإثيوبية، إنها منطقة مختارة لإيقاع فتنة عظمى بين من صنعوا أنموذج التعايش السلمي عبر التاريخ الحديث وهم المسيرية ودينكا نقوك. وتتولى الحركة الشعبية كبر هذه الفتنة العظمى لتربح نفط »حلايب الأخرى« في غرب كردفان. ولأن أبناء المسيرية ملتزمون بتوجيه الحكومة، فقد كان مسرح الفتنة في ما يليهم من أرض داخل محلية أبيي. فهم لا يتحركون نحو مستطيل القوات الأممية »يونسيفا«، ولا يدخلون منطقة دينكا نقوك. لذلك تطلبت فتنة الحركة الشعبية أن يكون مسرحها في أراضي العرب. فجاء وفد السلطان الراحل كوال تتبعه من بعيد لبعيد عناصر الجبهة الثورية أو قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان، جاء يسوق الفتنة.. وكان عنصر تفجير الفتنة هو قتل سلطان النقوك كوال.

أما قتل أبناء المسيرية بعد مقتله فذلك لتصوير أنهم هم الذين قتلوه، فيأتي أبناء نقوك بثأرهم ويأتي أبناء المسيرية بثأرهم وتنجح المؤامرة ويستحق الجيش الشعبي والقوات الإثيوبية الحافز من القوات الأجنبية. نعم من قتل المسيرية بعد مقتل كوال؟!. إن من قتلهم هو الذي قتل كوال وهو مشروع المؤامرة ولو تعددت أطرافه أو لم تتعدد. ماذا سيفيد قتل كوال المسيرية ؟! وما أدراهم أن من سيخلفه سيكون أفضل منه، وسيعترف بحقهم في الانخراط في عملية الاستفتاء حول تبعية أبيي؟!. بل إن مقتله إذا تورطوا فيه سيصب في اتجاه المزيد من العناد لدى الحركة الشعبية في مصير أبيي. فمصلحة المسيرية في ألا يتعرض سلطان النقوك وخاصة كوال لأذى.. ومصلحة النقوك هي ألا تمتد خطواتهم مع وجود قوات اليونسيفا إلى أراضي المسيرية لكن هناك من يريد نسف المصلحتين للمسيرية والنقوك فسعى إلى خراب علاقتهما.. فدفع السلطان دفعاً إلى دخول أرض لا ينبغي في الوقت الراهن دخولها، وأرسل إليه رصاصة الفتنة على أرض المسيرية لتشير أصابع الاتهام إليهم، وهذا هو معول هدم المصلحتين. ولا يهم الحركة الشعبية في جوبا الدم الذي يسيل من دينكا نقوك أو المسيرية في أبيي، إنما كل ما يهمها ومن وراءها القوى الأجنبية هو ما سيثمره هذا الدم الذي يسيل من هؤلاء أولئك. إنه الاستثمار في الدم في إطار مشروعات الفتن والتآمر. إذن لا فرق بين الجيش الشعبي وقوات »اليونسفا« إذا كانت قد قتلت المسيرية بعد مقتل كوال.

صحيفة الإنتباهة
خالد حسن كسلا

[/JUSTIFY]
Exit mobile version