التبرع الأمريكي .. ومعزة حكومتنا عند حكومة العم سام

[JUSTIFY]لو أردتم معرفة مدي العلاقة بيننا والولايات المتحدة الأمريكية، فدونكم ((تبرعهم)) السخي بخمسين ألف دولار، تنقص ولا تزيد، بمناسبة كارثية السيول والفيضان والأمطار التي ضربت عموم السودان .. فلابد أن سفارتهم عندنا والقائم بأعمالهم، الذي زار من قبل الشيوخ والقباب ورجال الطرق الصوفية، ضربت أخماسها في أسداسها وتعاملت معنا مع سعر (دولارهم) المستعر والصاعد، ومن ثم فإن الخمسين ألف دولار في عرفهم الاقتصادي والتجاري هي على أرض الواقع ثلاثمائة وخمسين ألف جنيه سوداني .. وليتهم أعلنوها بالجنيه ((ليكبروا كومهم)) ويعلو من شأنهم، ويرفعوا من قدرهم، فلابد إن تلك ((فاتت)) عليهم، لكن لا بأس، فعلي الأقل على حكومتنا السنية إدراك حجم معزتها عند حكومة (العم سام)، وهي في كل الحالات تشكر على المبادرة والمبادأة في وقت لم تتحرك فيه دولة عربية أو أفريقية أو إسلامية سوى ((قطر)) التي فتحت جسراً جوياً، كعهدها دائماً في مثل هذه (الملمات).. وتبعتها الجارتان أثيوبيا ومصر.

ولو كان عندي القرار في حكومة بلدنا لرددت الخمسين ألف دولار الأمريكية إلى سفارة أمريكا في الخرطوم، مع بطاقة شكر واضحة (سعيكم مشكور لكنه مرفوض) .. فماذا تفعل (حفنة) دولارات في صد مأساة إنسانية، وكارثة حقيقية لها ضحايها من الأموات ومن المشردين ومن فقدوا المأوى والسند والحياة الطبيعية .. لكن سفارة أمريكا في السودان ((عقليتها)) فيما يبدو اختلط عليها البقر، وهي قمة المأساة التي فشلت في إدراكها وتداركها حتى لو بعثنا لها بمذكرة تفسيرية أو (تصحيحية) أو .. (توضيحية.

فمن حقنا أن نجرؤ على مخاطبة أمريكا بأن (بضاعتها قد ردت إليها)!!

صحيفة الخرطوم
د. إبراهيم دقش

[/JUSTIFY]
Exit mobile version