نوائب الزمان

[JUSTIFY]
نوائب الزمان

المعلومات التي أوردها في السطور التالية تذكرني بفيروس الإنفلونزا الذي يختفي حينا من الدهر فننساه فيعاود الانتشار، ذلك أنها تجد طريقها إلى البريد الالكتروني لأكثر من شخص كل بضعة أشهر، واستعيدها هنا لأنها صادقة و«تعجبني»: تخيل انك تعمل في شركة فيها اكثر من خمسمائة موظف تؤكد ملفاتهم ما يلي: 29 منهم أدينوا من قبل بضرب زوجاتهم، وسبعة بتهمة الاحتيال، و19 بإصدار شيكات بدون رصيد، و117 منهم بالتسبب في إفلاس عدد من الشركات، وثلاثة دخلوا السجن بعد إدانتهم بالاعتداء على آخرين، و71 منهم ليست لديهم بطاقات ائتمان لانهم لم يسددوا مبالغ مديونيتهم السابقة، و14 أعتقلوا لحيازة مخدرات، وثمانية سجنوا بالسرقة من محلات تجارية، و21 يواجهون الآن تهما جنائية، و84 مثلوا أمام القضاء بتهمة قيادة السيارات وهم سكارى.
هل تصدق ان تلك الشركة هي الكونغرس الأمريكي الذي يتألف من 535 نائبا مهمتهم الأساسية سن القوانين التي تحمي مصالح وأمن المواطن الامريكي! نعم هو الكونغرس الذي يبت في امر مواطني الكرة الأرضية، وتشهد الولايات المتحدة حاليا حملة انتخابية محمومة، يحاول مترشحو الحزب الجمهوري خلالها إثبات أنهم أهل فضيلة ويخافون الله، ومن ثم فإن حملتهم تتركز على استجداء أصوات اليمين المسيحي التبشيري، والطعن في الرئيس الحالي باراك حسين أوباما من زاوية أن مسيحيته مشكوك في أمرها والدليل على ذلك «اسمه»، وكون أن والده كان مسلما وأنه – أي أوباما تلقى جانبا من تعليمه في مدرسة إسلامية في إندونيسيا، بل لن أستعجب لو زعم الجمهوريون أن باراك أوباما ابن عم حسني مبارك بالرضاع، وفي الأشهر القليلة الماضية انسحب الكثير من السياسيين الامريكيين من الميدان بعد ان كشفت الصحافة فضائحهم الأخلاقية أو تعاملاتهم المالية المريبة، وهذا النجار الأمريكي ذو الباب المخلع هو الذي ينصحنا آناء الليل وأطراف النهار بإصلاح أبوابنا (ينسون أن بيوتنا بلا أسوار وبالتالي لا يهم حتى وجود باب مخلع).
في كل المجالس النيابية في كل بلدان العالم نواب فاسدون ولكن أمريكا التي تهوى تصدر الكون في كل مجال تتصدر أيضا في مجال فساد الذمة البرلمانية، والدليل الدامغ هو معارضة الكونغرس لفرض أي قيود على بيع السلاح، ولا يمر شهر من دون ان يقوم طفل او صبي بارتكاب مذبحة لان السلاح متوافر في البيوت، ولكن ذلك لا يهم طالما ان تجار السلاح يكسبون ويمولون الحملات الانتخابية.. عندنا في السودان نواب برلمانيون يعانون من الفساد العقلي، وهم عادة يدخلون كل برلمان كاشتراكيين أو إسلاميين أو قبائليين،.. يجلس هؤلاء الطراطير تحت قبة البرلمان وهم لا يفقهون شيئا مما يدور حولهم، وعند التصويت يتلفت ليرى متى يرفع جماعته أيديهم فيحذو حذوهم، ولكن هذه الفئة موجودة أيضا في مجلس اللوردات البريطاني حيث التنابلة الكبار، وموجودة في الكونغرس الأمريكي، ويقال إن عضوا جديدا في الكونغرس ركب طائرة متجهة من سان فرانسيسكو إلى واشنطن على الدرجة السياحية، ولكنه انتبه لوجود مقاعد وثيرة في مقدمة الطائرة فجلس على واحد منها فطلبت منه المضيفة اخلاء المقعد لان تذكرته ليست على الدرجة الاولى فرفض النائب، فاستنجدت المضيفة بقائد الطائرة الذي قال لها: نو بروبليم.. وتوجه إلى النائب وهمس في أذنه بكلام جعله يغادر الدرجة الأولى على الفور فلما سألته المضيفة عن كيفية نجاحه في إقناع النائب بالعودة إلى مقعده الأصلي قال الكابتن: بسيطة..قلت له ان الدرجة الأولى متجهة إلى شيكاغو وليس إلى واشنطن.[/JUSTIFY]

جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]

Exit mobile version