كارثة من نوع آخر
في الدول الزراعية التي حباها الله تعالى باراض شاسعة وخصبة ومصادر مياه متعددة تخطط الدول والحكومات لنهضات زراعية استراتيجية لا تتأثر بتغيير الحكومات والأنظمة.. وفي بلاد نامية يكون الانسان هو غاية التنمية ووسيلتها في آن واحد ولا يتم ذلك إلا عبر التربية.. وإذا صح ذلك فاقرأوا معي هذا الخبر الفاجعة (كشفت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي عن تدني أعداد الطلاب المقبولين بكليات التربية والزراعة والإنتاج الحيواني واعتبرته مؤشرا لعدم رغبة الطلاب الانتساب لهذه الكليات) فإذا كانت نسبة الدخول لهذه الكليات منخفضة.. ومرتبات خريجيها بعد التوظيف منخضفة.. فكيف لا تنفخفض أعداد الطلاب المقبولين بهذه الكليات، وهذه المسألة لخطورتها ينبغي ألا تُترك فقط لرغبات الطلاب لأنها مرتبطة بمصير المجتمعات، فعلى الدولة التدخل لمعالجة هذه الكوارث قبل استفحالها ولا تتعامل معها مثلما تتعامل مع كوارث الخريف.
اطلبوا الخبرة في السويد
مع أخبار الكوارث المصاحبة لخريف هذا العام خاصة في ولاية الخرطوم احتفت صحف الخرطوم بخبر مفاده استقدام ولاية الخرطوم لبيت خبرة سويدي (وفي رواية سويسري) لدرء آثار الخريف مستقبلا.. وهو من الأخبار المضحكة المبكية.. فالخبراء الأجانب زينت صورهم صدر صفحات الصحف وهم يسألون بعض الأهالي عن المناطق المراد التعامل معها.. والسؤال للمهندسين والمختصين هل تبدأ بيوت الخبرة بسؤال الأهالي في مثل هذه الحالات أم بالبحث عن خرط المنطقة ومعرفة خطوط الكنتور وتضاريس المناطق وهي متاحة في الخرائط لا في صدور الأهالي.. ولم تتكرم علينا الصحف التي أوردت الخبر باسم بيت الخبرة هذا أو الأعمال المشابهة التي قام بها في دول أخرى عانت ما نعانيه أو قريبا منه..أخشى أن يختفي خبر بيت الخبرة الأجنبي بعد الخريف كما اختفت بعض منازل شرق النيل ومدينة الفتح.
سليل المدرسة السلفية مع المتمردين
إذا صح أن الدكتور يوسف الكودة قد طلب حق اللجوء السياسي في سويسرا إثر ندوة المعارضة الأخيرة بجنيف.. فهذا الحدث يقدم دليلا جديدا على التخبط الذي ظل يعاني منه الرجل منذ أن فارق جماعته أنصار السنة المحمدية وأسس حزب الوسط.. وآخر مظاهر التخبط وضع يده في يد مالك عقار وعرمان والحلو وهم مجموعة من العلمانيين واليساريين المتمردين على الدولة.. فما الذي يجمع سليل المدرسة السلفية التي تردد صباح مساء بانه لا يجوز الخروج على الحكام مع مجموعة من سفاكي الدماء وواضعي أيديهم في أيدي أعداء الدين والوطن؟؟
صحيفة أخبار اليوم
[/JUSTIFY]