ما أزال أذكر خفقان قلبي كلما اقتربت من الروضة الشريفة.. كيف لهذا القلب المجهد أن يحتمل أن الذي بينه «وقبر النور» تلك المساحة الصغيرة.. وتترى على الوجدان كل دفوعات المحبة والولاء لهذا الذي سجى المكان الفة وجعل المدينة قبلة للمحبين الباحثين عن الرحمة والفيض الخالد.. وكلما تكرر المشهد دفقت عيوني دمعها بحرارة، واعتمل صدري بقرقرة مكتومة، واحتشدت أمامي كل سوءاتي التي لا يشفع فيها إلا الحبيب المصطفى.. لذا عندما أقف في ذلك الموقع أحس بأني متحللة من سواتر النفس إلاّ حقيقة أنَّني أقف عاجزة أمامك «يا حبيبي يا رسول الله» اشكو إليك نفسي ودفائنها وعتمة طرائقي وضيق صدري عن حالي.. رغم أنك في برزخ آخر إلا أن الإحساس بحضورك يطغي على كل غياب الجسد فأنت هنا ساكناً في مكامن القلوب و متغللاً في بطانة الروح وعمق أوصالها.. ولا تستحي دموعي عن سيلانها ظهراً ومساءً وأنا ادافع النسوة واتلهف لشق طريقي إليك اقتراباً منك.. ورغبة في تحسس هذا الاقتراب المكاني.. وأبكي كما لم أبكي من قبل.. ولا أظنه من بعد.. فحبي إليك «يا رسول الله».. فوق كل الحب والعشق، فأنت السامي بسمو رسالتك الخالدة.. الباقي ببقاء قيم ما أُرسِلت به.. وأنا في تلك الحالة أطير بجناحين من صدق الايمان إنك مصطفى من الله دون سواك، فهذا مزارك يفيض بالوافدين والراحلين احقاقاً لانك أنت من وحد قلوب هؤلاء الوجوه المختلفة مشارباً والواناً على حقيقة جوهر الإسلام وحلاوته لمن يتأمل بصدق.. وكم تمنيت لو أنَّني اتيت في زمن والرسالة على أعتاب قدومها ورهق نشرها فأتشرف بحضور ذلك الزمان واتبرك بصحبة اصحابك الأخيار، واطمع في أن تكتحل اعيني تشرفاً من بعد برؤيتك وأنت تنشر الدين وتعبر حواجز المكان بهؤلاء الذين كانوا يوماً مستضعفين، فأستمد منك القدرة والرضاء واتشرف بتمعن عبقريتك التي لا تستحمل موازين الزمان تحديد أبعادها ومعاييرها.. واعود لزماني بذلك الكنز والخزائن المليئة.. ليتني «يا رسول الله» حظيت بذلك وأنا اتخيل ملامح الإنسان فيك بكل جمال الأرواح وكل ابداع الخالق أيُّها الصادق الأمين فطب دوماً حيثما علا اسم هذا الدين وروحه.
آخر الكلام:
لما لا احتفل بمولدك وأطعم لساني بطعم حلاوة المولد.. أهو كثير عليك أن أجعلك مضرباً للمدح والذكر وشيئاً من الوقوف على نافلة الفرح..! ودينك واجب ونوافل.. فإن جاز لي الاحتفال بمواسم الميلاد.. فأنت أولى وافضل من يتقدم بذكره ذلك.. يا نوري ودفائني الطيبة.
مع محبتي للجميع «صلوا عليه وسلموا تسليما»[/JUSTIFY]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]