الصادق الرزيقي : أنهار الدم تفيض في مصر !!

[JUSTIFY]يستمر سفك الدم الحرام.. وتتناثر الأشلاء ويمزق الرصاص المرتعب الراجف الأجساد… في مشهد دامٍ كريه لا يقبله دين ولا عقل ولا منطق ولا مروءة ولا نخوة ولا رجولة!!
نهار ومساء أمس حصدت الآلة البوليسية الغاشمة العشرات من المتظاهرين المصريين في ميدان رمسيس وفي شوارع مدن ومحافظات مصر.. في جمعة التنديد بمجزرتي ميداني النهضة ورابعة العدوية في القاهرة الأربعاء الماضي.
متظاهرون يملأهم الغضب.. قلوبهم مفطورة ومصدومة من حمام الدماء في رابعة والنهضة.. خرجوا ليقولوا للعالم كله شهادتهم في سلطة مجرمة باطشة.
وخرجوا ليشيعوا شهداءهم.. فقد حاصرت الشرطة وقوى الأمن حتى الجثامين الهامدة في المساجد ومنعت دفنها.
خرج الملايين من الشعب المصري مشيعين ورافضين يمارسون حقهم الطبيعي.
لكن السلطة الانقلابية الباغية.. تصدت لهم بالرصاص.. الأكف التي كانت في ضراعة ودعاء نزل عليها مطر الرصاص من فوق البنايات ومن أمامهم وخلفهم ومن حولهم!!

ما يحدث يدعو للعجب!!
لا يمكن أن تستمر وتغالي وتبالغ هذه السلطة في القتل للمدنيين العزل.. إلا إذا وصلت لمرحلة الجنون!!
هذا القتل الذي نراه ويشاهده العالم كله ..لا يصدر إلا عن قلب مليء بالكراهية والحقد والتشفي.. وروح غارقة في شهوة القتل بلا هوادة وبلا نهاية.

هذا جنون ورب الكعبة!!
من يقتل مرة وثانية وثالثة ورابعة يمكنه أن يقتل للمرة الألف وللمرة المليون دون أن يطرف له جفن.
حالة الانقلابيين وصلت إلى مرحلة الجنون.. سيقتلون.. ويسحلون ويقمعون ويسفحون دماء المصريين ويخوضون فيها بأقدامهم لا يبالون بشيء… لأن القتل والرغبة المتوحشة فيه وصلت إلى حد الخبال.

سلطة مخبولة والغة في الدم.. لا تعرف إلا هذه اللغة ..
في الدراسات النفسية.. من يتعود على القتل.. يقدم عليه بلا توقف.. هناك القاتل التسلسلي.. الذي يواصل مسلسل القتل بلا نهاية حتى يعتقل أو يقتل… السلطة الانقلابية المصرية فاقت كل أنواع القتلة وفي التاريخ الإنساني ..
سلطة مرضت نفسياً.. تمارس قتل ضحاياها بقسوة وفظاعة وبشاعة لترضي رغبة القتل وشهوتها.
أي تستعير هذه السلطة التي اغتصبت الحكم وأزاحت النظام الديمقراطي المنتخب.. عبر انقلاب عسكري.. تستعير هذه السلطة كل خصائص الدولة القاتلة القاهرة الباطشة عبر التاريخ.. قتل الشعب لإرهابه وإخضاعه وإجباره على ثني ركبتيه والسجود طاعة للسلطة..
مارس فراعنة مصر القتل لتخويف وترهيب ضحاياهم وشعب مصر منذ أكثر من سبعة آلاف سنة كما يقول المصريون.. وذلك لأن جينات القتل تسري في عصب وشرايين وخلايا الدولة المصرية ومؤسساتها حتى اليوم وغداً.
فعله نيرون البرابرة والمغول والتتار والهراقلة والأباطرة والأكاسرة والنازيون والفاشيون.. والغزاة عبر التاريخ والأنظمة العنصرية في جنوب إفريقيا قبل سقوط نظام الفصل العنصري، وتمارسه ببشاعة مفرطة دولة الكيان الصهيوني إسرائيل، وفعلته الديكتاتوريات الغاشمة في التاريخ الحديث الجنرال فرانكو وهتلر وبينوشيه وبول بوت وشاه إيران وستالين داخل الستار الحديدي للاتحاد السوفيتي قبل سقوطه والقذافي والأسد.
كل ما فعله هؤلاء عبر التاريخ الإنساني تمارسه اليوم السلطة غير الشرعية في مصر.. ولم يحدث في التاريخ أن قتل متجبر ومتسلط هذه الأعداد في يوم واحد.
وعندما تتحول السلطة الدموية إلى حفنة من القتلة وتجد من يبرر لها ذلك من المنافقين والأفاكين والمدلسين والكذابين مثل النخب العلمانية المصرية التي تنعق في الفضائيات وتملأ الدنيا صراخاً.. فإن تلك حالة تدعو للتوقف والرفض وتستدعي تحركاً من كل الشعوب المحبة للسلام والحرية والحكومات والدول التي لا تقبل هذا الموت الجماعي واسترخاص الدم وروح الإنسان.
لذلك مواجهة هذا الإرهاب السلطوي والقتل البشع في مصر واجب كل إنسان وكل ضمير حي.. فلا بد من أن يقف الجميع ضد استمرار الفعل المحرم وكف أيدي القتلة عن إزهاق أرواح المدنيين الأبرياء من النساء والأطفال والشباب والشيوخ.
وليس هناك من هو أبشع من القتلة إلا الذين يصفقون لهم ويؤيدونهم ويجدون لهم المبررات ويشجعونهم..
وليس هناك من هو أشجع من هؤلاء المصريين الذين يخرجون بصدورهم العارية للشوارع لا يبالون بالرصاص المنهمر ولا تخيفهم تهديدات السلطة الانقلابية وتصميمها على أن تقتل الجميع.
هنا في الخرطوم كانت تظاهرة غضب حقيقي.. خرجت جموع المصلين من مساجد الخرطوم، وكذلك القوى الوطنية والإسلامية والتنظيمات السياسية والاتحادات والهيئات لنصرة شعب مصر في محنته ومؤازرة له في دفاعه عن الشرعية وكرامة مصر ومكانتها التي مرغها الانقلابيون بالتراب.
ورسالة الخرطوم كانت بليغة وواضحة.. فقد جاءت القيادات التي تمثل الأطياف المختلفة.. ومن يشاهد المنصة يتأكد له كيف أن الدم المصري وحد المواقف التي كانت متباعدة في السودان خاصة في الصف الإسلامي.. لقد انتبه إسلاميو السودان إلى أن خلافاتهم كانت في لا شيء وأن ما يجمع أكبر مما يفرق.. وكان هتافهم واحداً واعتصارات قلوبهم واحدة وأياديهم تشابك بعضها البعض والأحداق ودمع الحزن هو.. هو..
وهذه اللحظات الحاسمة في التاريخ يجب أن يتوقف الجميع عندها وينتبهوا.. ليتوحدوا.. فالطريق طويل وشاق.

صحيفة الإنتباهة

[/JUSTIFY]
Exit mobile version