خالد حسن كسلا : المجزرة وتنظيم القاعدة هل يشكر؟

[JUSTIFY]بعد انقلاب الجيش المصري على النظام الديمقراطي في مصر أصدر زعيم تنظيم القاعدة الدكتور أيمن الظواهري بياناً قيمته تحليل سياسي تضمن قراءة لواقع الدولة المصرية، ليفتح المجال للاستقطاب لصالح تنظيم القاعدة بدلاً من حزب جماعة الإخوان المسلمين المسمّى «الحرية والعدالة». فهذا الحزب وهو حاكم بموجب نتائج الانتخابات الديمقراطية لم يجد الحرية ولا العدالة لنفسه بسبب الجيش الذي ناصر الدولة العميقة «المباركية» على الدولة الديمقراطية الجديدة هناك الناتجة عن ثورة 25 يناير. وهذا يدل على أن الجيش المصري أداة من أدوات مشروعات القوى الأجنبية العربية والصهيونية، وليس رصيداً للشعب المصري كما قال الدكتور محمد مرسي الرئيس المنتخب حينما كان هو القائد الأعلى له. ولا أدري هل كان مرسي يجامل قبل الإطاحة به حينما قال إن الجيش المصري هو رصيد الشعب المصري بحكم موقعه أم أنه لا يعلم بأنه رصيد إستراتيجي لدولة إسرائيل والمصالح الغربية القائمة على انهيار الدولة المصرية وإضعافها؟

إن الجيش المصري لو كان يفكر بعقلية وطنية مستقلة عن أية أجندة أجنبية صهيونية لاستوعب الأوضاع السياسية الحالية في تركيا، فالجيش العلماني هناك نعم سبق أن قام بانقلابات بعضها نجح والآخر فشل ضد النظام الديمقراطي، لكن لا يمكن أن يفكر في القيام بمجازر ضد المدنيين حتى ولو جاء الإسلاميون هناك بانقلاب دعك من صناديق الانتخاب. وذلك لأنه هو جيش الشعب ورصيد الشعب وليس جيشاً لمشروع الاحتلال الإسرائيلي والمصالح الغربية مثل الجيش المصري المهزوم دائماً أمام جيش الكيان اليهودي في فلسطين. إن الجيش المصري في الحروب مع اليهود نعامة، وعلى شعب مصر أسد. لا فرق بينه وبين جيش بشار الأسد الطائفي والذي لم يستطع حتى الآن تحرير «الجولان» من اليهود. نعود لبيان الظواهري الذي منحه عسكر مصر أجمل هدية سياسية، هي أن التفجيرات الجهادية أفضل من فوز الإخوان المسلمين «المعتدلين». لقد وجد تنظيم القاعدة أقوى مبرر قدمه له الجيش المصري على طبق من ذهب. إن المبرِّر هو أن لعنة الله على الديمقراطية وأن «الجهاد ماضٍ إلى يوم القيامة». لقد قال الظواهري في بيانه حول الانقلاب على الرئيس المنتخب «مرسي» وقال مخاطباً مرسي نفسه: «لم تجمع الناس على الحكم بالشريعة الإسلامية وعلى مناهضة وإلغاء التطبيع مع إسرائيل، هل لأنهم سيخلعونك؟!، فها هم خلعوك. هل لأن تستعدي عليك الجيش؟ ها هو يعاديك. راجعوا بيان الظواهري على الإنترنت بعنوان «صنم العجوة الديمقراطي» ستجدون أن الجيش المصري حليف غبي غير مباشر لتنظيم القاعدة. ستجدون من خلال كلمات الظواهري التحليلية القوية أن جماعة الإخوان المسلمين بوجودها في السطة بصناديق الاقتراع أحرجت تنظيم القاعدة، لكن الجيش المصري بانقلابه على الشرعية ثم مجازره ومحارقه ضد أتباع الرئيس المنتخب وأنصاره رفعوا الحرج عن تنظيم القاعدة تماماً. إن تنظيم القاعدة مدين بالشكر الجزيل للجيش المصري لأنه منحه «الشرعية الجهادية» بعد إطاحته الشرعية الانتخابية.

صحيفة الإنتباهة

[/JUSTIFY]
Exit mobile version