بعد أن إتضح بما لا يدع مجالاً للشك أن الفساد الذى عم البر والبحر و(الجو) كمان ، عصى علي الإصلاح وأن (أمنا الحكومة) تتعامل معه (ببرود إنجليزى) فالعبدلله يقترح حلاً يرضي جميع الأطراف الثلاثة (الحكومة والشعب والمفسدين) .. بس طولو بالكم عليا شوية !
الفكرة ببساطة شديدة إنو طالما (قروشنا دى) بقت في خبر كان والحكومة ما قاادرة تعمل حاجة عشان ترجعا لينا وفي نفس الوكت خايفة من ردة فعل المواطن إزاء هذا الطناش (المريب) و الناس اللهطو أموال الشعب خايفين من (النهاية) وفي نفس الوكت الشعب (عاوز قروشو) .. أها في ظل المعادلة الصعبة دى العبدلله عندو حل ممكن (يخارج) كل الأطراف .
الفكرة يا سادتي هي أن نقوم بإنشاء بنك يسمى (بنك الفساد الإستثماري) وهو بنك (البنك الواااحد ده) تطرح أسهمه (للمفسدين فقط) يكون رأس ماله من القروش (الملهوطة) وكل يعطى أسهماُ حسب (لهطه) ، علي أن تمنح نسبة 95% من الأرباح (للشعب الفضل) أما الخمسة في المية فتوزع (للاهطين) تقديراً لإعادتهم (للقروش اللهطوها) !
البداية هي تقديم أقرارات (ذمة فاسدة) تقدم ليسجل عليها كل من طالت يده المال العام قيمة ما قام (بلهطه) موضحاً إجمالي نوع العملة وكميتها
ومكانها (في البنوك وللا في البيوت) كما يوضح على ذات الإقرار الأصول الثابتة (التى شيدت من مال اللهط) والتى قام بتسجيلها بإسمه أو إسم (أم الأولاد) أو الأولاد ذاااتم ويشكل ذلك الفلل والشقق والعمارات التي توجد داخل السودان أو خارجه (ماليزيا ، مدينة النخيل إلخ) !
تجمع كل إقرارات (الذمم الفاسدة) ويطلب من أصحابها الحضور لأداء القسم (تاااااني) والذى نصة : أقسم بالله العظيم وكتابه الكريم أن أعيد لهذا الشعب الفضل كل الأموال التى أخذتها بغير وجه حق والله علي ما أقول شهيد .
يتم إعطاء من قاموا بأداء القسم مهلة شهر لإعادة ما أخذوه من أموال وتنشأ من اجل ذلك مفوضية تسمى (مفوضية التحلل من الفساد).
تقوم المفوضية بالإعلان عبر الصحف اليومية عن عطاء بيع (الأصول الملهوطة) من فلل وعمارات وخلافه ويضاف ثمنها إلى (الكاش) لتصبح الحصيلة هى رأسمال البنك وكعادة البنوك فإن مجلس إدارة البنك سوف يتكون من أكبر المساهمين (الهبارين) بحسبان أنهم اكثر الأشخاص الذين لديهم أسهم (فاسدة) أما الجمعية العمومية فإنها تتكون من بقية الذين (أدوا القسم تاااني) .
هذه الفكرة لو تم تطبيقها فسوف تكون غير مسبوقة على الإطلاق .. فمن ناحية فسوف يطمئن لاهطو أموال الشعب (الفضل) بانهم قد تحللو من هذه الأموال الحرام بعد أن يصبح رأس مال (بنك الفساد الإستثماري) ملكاً للشعب (الفضل) ومن ثم يزول عنهم الخوف من أى محاسبات مستقبلية (ما القروش ورجعوها) وفي نفس الوكت كمان عندهم (5%) من الأرباح (حلال بلال) أقصد (فساد بلال) نتيجة إعادتهم للأموال التى (لهطوها) ! وفي نفس الوكت فإن هذه الفكرة تعفي الحكومة (السادة دى بي طينة ودي بي عجينة) من مسألة تقديم هؤلاء (الذين فوق القانون) إلى منصات القضاء كما أن الشعب الفضل في ذات الوكت سوف تعود إليه ما نهبت منه من أموال فيستطيع بعد ذلك أن يقوم بتشغيل مراكز غسيل الكلي (الواقفة عشان كم مليون) .. وتقديم وجبات الفطور للتلاميذ الذين (لا يجدونها) وزيادة معاش المعاشيين الذى لا يساوى أكتر من خمسة كيلو لحمة و(حاجات كتيرة) تااانى !
ويبدأ (بنك الفساد الإستثماري) في مباشرة اعماله بالفرع الرئيس وكل فروعه في السودان (الفضل) مستعيناً في جذب الجمهور بعدة أعلانات إذاعية وتلفزيونية :
إعلان (1) :
– عزيزي المواطن عزيزتي المواطنة .. بنك الفساد الإستثماري يقدم لكم أرقي الخدمات البنكية التى تستمد روحها من الشريعة والدين .. (صوت جهوري) .. أموالك في أيدٍ متوضئة أمينة !
إعلان (2)
– يا نفيسة إنتى لسه بتختى قروشك في الدولاب؟
– ومال يا عواطف عاوزاني أوديها وين؟
– أجي إنتي ما سمعتي بي بنك الفساد الإستثماري ؟
– والله الفساد سمعتا بيهو لكن التانين ديل ما سمعتا بيهم !
– بنك الفساد الإستثماري ده بنك جديد .. والله قالوا ليكي قبل ما تختي قروشك يدوكي الأرباح !
– (صوت جهورى) : مع بنك الفساد الإستثماري أموالك في حرز لعين أقصد أمين !
بعد إنقضاء عام على إنشاء البنك ورد في تقرير المراجع العام أن (بنك الفساد الإستثماري) قد جاء ضمن المؤسسات والبنوك التى رفضت مراجعة حساباتها ، وطبعن الحكومة تااااااااااني (سدت دى بي طينة ودى بي عجينة) !!
كسرة :
(بالمناسبة) .. أخبار الخط شنو؟؟؟[/JUSTIFY]
الفاتح جبرا
ساخر سبيل
[email]gabra-media@hotmail.com[/email]