هذا المجهود الجبار، السودان مهدد بفقده في أية لحظة والسبب (صالة أفراح) ، لا تستغربوا؟ فالقصة أغرب من الخيال ، ولن يصدق أحدٌ أننا وصلنا إلى هذا الحد من حالة اللا مبالاة ، بالدرجة التى أصبحت معها الرياضة صفراً كبيراً على الشمال وممن؟ لن تصدقوا ، من وزارة الشباب والرياضة الاتحادية ، يعني نحن من الولائية (بدوي الوزير) للإتحادية ، فقد أبرمت الوزارة عقد إيجار لصالة أفراح مدته ثمانية أعوام ، كنا سنقبل هذا الامر في الوضع الطبيعي ، بمعنى أن الوزارة تسعى للاستفادة من ملكيتها للأرض باستثمارات تدر عليها دخلاً مالياً، ولكن عندما تأتي هذه الصالة على حساب نشاط مركز الخرطوم الدولي لتطوير الكرة الطائرة ، وتشكل خطرا حقيقيا على وجوده في السودان ، علينا في هذه الحالة أن نتوقف كثيراً، ونفتح الباب واسعاً للأسئلة ، وعلى رأس هذه الأسئلة ، هل يعي الوزير الإتحادي معنى فقد السودان لهذا المركز؟ وإن كان يعي فهل يضحي به من أجل إيجار صالة أفراح؟ هذا السؤال تحديدا يحتاج إلى إجابة .
هذه القضية الخطيرة لم تتوقف عند الأسئلة المفتوحة التي قد تجد من يجيب عليها وقد لا تجد ، ولكنها تطورت ووصلت مراحل متأخرة بعد أن يئس المسؤولون بمركز الخرطوم الدولي لتطوير الكرة الطائرة في الوصول إلى حلول مع الوزارة الاتحادية ، خاصةً بعد أن فوجئوا في آخر جمعة في رمضان بمسح لملعب الشاطئية بآليات من مؤجر الصالة وأطاح بالكشافات وهي (مرمية) حالياً على الأرض ، هذا غير التغول الذي على المساحة المخصصة لمركز تطوير الطائرة من الناحية الشمالية بستة أمتار ، ومن الناحية الجنوبية بعشرة أمتار وتسبب هذا التغول في اغلاق مدخل المركز الجنوبي ليحل مكانه حائط من (البلوك الأسمنتي) يتبع للصالة .
هذه التطورات الخطيرة قادت المسؤولين بالمركز لفتح بلاغ رقم/ 2390 بقسم الدرجة الأولى تحت المادة 182 من القانون الجنائي (تلف جنائي) بواسطة المحامي وليد الطيب ضد مؤجر الصالة .
السؤال أين الوزير الإتحادي ؟ وما هو موقفه والسودان مهدد بفقد مركز الخرطوم الدولي للكرة الطائرة وهو محاصر بهذه الصالة التي تتغول على مساحته من الاتجاهات ؟ هل يعلم ؟ إن كان يعلم أن مؤجر الصالة تخطى حتى المساحة المسموح بها في العقد ولم يهتم فهذه مصيبة؟ وإن كان لا يعلم فالمصيبة أكبر ، قد يكسب الوزير إيجار الصالة أو قد يكسبه صندوق دعم الأنشطة الشبابية والرياضية (الموقع على العقد) وهذه قصة أخرى تحتاج إلى فهامة لنفهم ، ولكن سيخسر السودان في المقابل مركز الخرطوم الدولي لتطوير الكرة الطائرة في حال علم الاتحاد الدولي للكرة الطائرة بحجم المضايقات التي يتعرض لها المركز. فهل سيتحمل هذه المسؤولية ؟
الغريب أن إتحاد الكرة الطائرة السوداني لا حس ولا خبر ، فوجئت بصراحة عندما علمت أن الحاج عطا المنان (المرشح لرئاسة لجنة التسيير بنادي الهلال)هو نفسه الحاج عطا المنان رئيس إتحاد الكرة الطائرة ، شفتو القصة كيف؟ من بدوي الوزير للوزير الإتحادي. بالمناسبة للحكاية بقية.. سؤال أخير أين أنت يا كمال خير الله ؟ لنا عودة.
حسن فاروق:الراي العام