مصر : مئات الضحايا باقتحام رابعة والنهضة

قتل عدد غير محدد من المعتصمين بميدان رابعة العدوية المؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي، قد يكون بلغ المئات وأصيب الآلاف بجروح خلال قيام قوات الأمن بفض الاعتصام بالقوة صباح اليوم، فيما أعلنت وزارة الداخلية أنها فضت بالفعل الاعتصام في ميدان النهضة بالجيزة الذي شهد إصابة العشرات.

وفي حين خرجت مظاهرات في القاهرة والمحافظات تأييدا لمرسي وتنديدا باستخدام القوة في فض الاعتصامين، قال القيادي في حزب الحرية والعدالة محمد البلتاجي للجزيرة إن 300 شخص قتلوا حتى الآن في ميدان رابعة وأصيب الآلاف بجروح، مشيرا إلى أن الرصاص لم ينقطع منذ عدة ساعات.

وطالب البلتاجي المصريين بالنزول إلى الشوارع احتجاجا على فض الاعتصامات بالقوة.

أما المستشفى الميداني في ميدان الاعتصام برابعة فقال إن 120 قتيلا من بين المعتصمين كانت حصيلة الساعات الأولى من عملية ما زالت مستمرة لفض الاعتصام في الميدان وإصابة أعداد كبيرة تراوحت بين المئات والآلاف، فيما قالت وكالة الصحافة الفرنسية إن عدد القتلى من مؤيدي مرسي بلغ 43 شخصا على الأقل، دون ذكر عدد المصابين.

ودعا المستشفى الميداني الأطباء من شتى الاختصاصات للتوجه إلى ميدان الاعتصام للمساهمة في إسعاف المصابين، كما طالب بالسماح لسيارات الإسعاف بالدخول لنقل المصابين.

وفي حين قالت السلطات إنها سيطرت على ميدان النهضة، فإنها ما زالت تعمل على فض الاعتصام في رابعة. وقال مراسل الجزيرة في ميدان رابعة العدوية عبد الله الشامي إن إطلاق النار من قبل قوات الأمن -التي اقتحمت مكان الاعتصام بشكل مفاجئ صباح اليوم- كان عشوائيا، وتركزت قنابل الغاز المدمع على منطقة المنصة.

قناصون
ونقل عن شهود عيان أنباء عن وجود قناصين على أسطح البنايات المحيطة بالميدان ولا سيما المؤسسات العسكرية، مشيرا إلى أن إطلاق النار لا يتوقف. وفي وقت لاحق ظهرت صور تؤكد وجود مثل هؤلاء القناصين، كما أشار المراسل إلى تحليق طائرتين مروحيتين تابعتين للجيش والداخلية في سماء اعتصام رابعة العدوية.

وفيما انقطعت جميع أنواع البث التلفزيوني والتيار الكهربائي عن ميدان رابعة قالت رميثاء رمضان -وهي ناشطة إعلامية داخل ميدان رابعة- إن إطلاق النار والقنابل المدمعة كثيف جدا.

وفي ميدان النهضة قالت وزارة الداخلية إنها تمكنت من فض الاعتصام بشكل كامل، وقال طبيب من المستشفى الميداني هناك للجزيرة إن قنابل الغاز المدمع سقطت على الميدان من كل الاتجاهات، مشيرا إلى إصابة 150 شخصا بفعل هذه القنابل.

وقال مراسل الجزيرة قرب ميدان النهضة وليد العطار إن الدخان الأسود كثيف جدا داخل ساحة الاعتصام، فيما يتطاير الغاز المدمع في كل الاتجاهات، مؤكدا أن عشرات المصابين يجري نقلهم على الدراجات الهوائية إلى المستشفيات.

وقال إن المعتصمين ما زالوا يتنادون للبقاء في الاعتصام، مشيرا إلى أن البعض يعود إلى الميدان ويدعون الآخرين للعودة.

وقال أحمد البنا -وهو أحد المعتصمين المحاصرين- إن قوات الأمن تدمر كل شيء في ساحة النهضة.

وزارة الداخلية
ومن جانبها قالت وزارة الداخلية المصرية في بيان ثان اليوم إن عناصر مسلحة داخل الاعتصامين بادرت بإطلاق النار بكثافة على رجال الأمن مما تسبب بمقتل ضابط ومجند وإصابة آخرين، كما تم ضبط أسلحة لدى آخرين.

وأكدت الوزارة أن قواتها تمكنت من السيطرة على ميدان النهضة بينما تتواصل عملية السيطرة على ميدان رابعة العدوية، وطالبت المعتصمين بإنهاء اعتصامهم فورا.

وكانت السلطات المصرية قد سربت أمس معلومات عن أنها قررت تأجيل اقتحام الاعتصامين شهرا على الأقل لفسح المجال أمام فضهما بشكل سلمي.

وقال محمد البلتاجي القيادي في ساحة اعتصام رابعة العدوية إن قوات الأمن المصرية تقدمت اليوم الأربعاء، وخاطب المعتصمين من فوق المنصة “إن شاء الله الأخوة في التأمين حيناموا قدام المدرعات اللي بتهددنا” في إشارة إلى حراس من بين المعتصمين يرابطون عند مداخل الاعتصام ويتسلحون بعصي ويضعون خوذات على رؤوسهم.

وأضاف قائلا “المنصة حترتب معاكم مسيرات خروج لمقابلة القوات المتقدمة”، وطلب من الصحفيين الانتشار على أطراف مكان الاعتصام متوقعا وقوع اشتباكات بين قوات الأمن والمعتصمين.

وهتف البلتاجي وردد المعتصمون وراءه “بالروح بالدم نفديك يا إسلام” و”بالروح بالدم نفديك يا مصر”. وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط إن معسكرات الأمن المركزي بالقاهرة والجيزة شهدت خلال الساعات الماضية “حالة من الاستنفار استعدادا لبدء المرحلة الثانية من خطة فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة والتي تشمل حصارهما”.

ونقلت قول شهود عيان إن بلدوزرات تابعة للقوات المسلحة وصلت إلى منطقة رابعة العدوية خارج مكان الاعتصام للمشاركة فى تنفيذ الحصار.

وأضافت “قامت القوات بإغلاق كافة الشوارع المحيطة بميدان النهضة بالأسلاك الشائكة”، وكانت الحكومة قالت إن إجراءت فض الاعتصام ستبدأ بدعوة المعتصمين للعودة إلى منازلهم وهو ما كررته في الأيام الماضية.
المصدر:الجزيرة + وكالات

Exit mobile version