مـا وراء اسـتدعـاء سلفا كـير لعرمـان إلـى جوبـا؟

[JUSTIFY]في تطور مفاجئ، استدعى رئيس دولة الجنوب سلفا كير ميارديت الإثنين الماضي الأمين العام للحركة الشعبية قطاع الشمال ياسر عرمان للحضور إلى جوبا، ووصل بالفعل عرمان إلى جوبا بحسب مصادر «الإنتباهة» وانخرط في اجتماع مع سلفا كير بمقر إقامته، وفشلت المصادر في تحديد أسباب الاستدعاء وتفاصيل الاجتماع المغلق. ووفقاً لمراقبين إن سبب استدعاء عرمان إلى جوبا ربما لبحث ما سموه بإعادة هيكلة قطاع الشمال بتسمية المناصب القيادية الجديدة في القطاع، وفقاً لأوزان القيادات وحجم القوات الميدانية. وقال أحد أبرز قيادات النوبة ــ فضل حجب اسمه ــ إن تصاعد الخلافات بين سلفا كير وأركان حربه القديم وبعض قيادات القطاع في الآونة الأخيرة تسبب في إفشال جولات تفاوض التعاون المشترك بين الخرطوم وجوبا بعد أن شارفت النهايات، وكان من المقرر أن تثمر تلك الاتفاقيات بإعادة ضخ النفط مجدداً وقد أُلغيت، وقامت حكومة الخرطوم بتعليق وقفل أنبوب النفط إلى حين إشعار آخر، خاصة بعد وصول الخلافات بين الطرفين إلى مراحل متأخرة، بجانب تهديد كل طرف للآخر مما حدا بسلفا كير إلى إجراء تغيير شامل في كل حكومته بمن فيهم باقان والجنرالات الذين تمت إقالتهم بسبب استمرار سوء العلاقة بين الشمال والجنوب، ولا سيما أن لفك الارتباط بين الحركة الشعبية قطاع الشمال وأمينها العام عرمان كبير الأثر في زعزعة وتوتر العلاقة بين الدولتين.

وقد أكد القيادي البارز بالمؤتمر الوطني د. ربيع عبد العاطي إن هناك تحولات وبعض الجوانب الموجبة في العلاقة بين الشمال والجنوب. واتهم د. عبد العاطي في حديثه لـ «الإنتباهة» حكومة جوبا السابقة بعدم الحرص على علاقات جيدة ومستقرة بين الدولتين، برغم حرص السودان على ذلك إيماناً منه بضرورة استقرار الدولتين لخدمة مصالح الشعبين وحفظ الأمن في المنطقة. مشيراً إلى أن جوبا لا تحترم تعهداتها الثنائية والإقليمية والدولية، بل أنها أصبحت مطية لإسرائيل والجماعات الصهيونية المتطرفة. كما اتهم جوبا بالسعي لارتكاب مزيد من الانتهاكات الإنسانية وقتل الأبرياء بدفع حركات التمرد الإرهابية إلى ارتكاب الحماقات ونشر الإرهاب وسط المدنيين، كما اتضح ذلك في المذابح التي ارتكبت من الجبهة الثورية في أبو كرشولا ومناطق جنوب كردفان، مضيفاً أن حكومة الحركة الشعبية ما زالت تمارس سياسة العداء والمكر والخداع ونقض العهود مع السودان برغم افتضاح أمرها وكشف خططها وأساليب دعمها لتلك الحركات التي لا تربطها مع جوبا غير روح التمرد والانتقام والفوضى، موضحاً أن السودان عند توقيعه اتفاقيات التعاون المشترك بين البلدين فيما عرُف بمصفوفة الاتفاقيات الأمنية والاقتصادية وحسن الجوار، كان يأمل أن ينعكس ذلك إيجاباً على الأوضاع الداخلية للبلدين، خاصة دولة الجنوب التي يعاني شعبها من الجوع وانعدام التنمية والصحة والتعليم. وتمنى عبدالعاطي أن يسود الاستقرار في الجنوب مما يؤدى إلى مصلحة شعبه، ومضى في قوله: إن عرمان وباقان هما من يشوشان على العلاقة بين البلدين، وأن الجبهة الثورية وقطاع الشمال يمثلان العقبة الكؤود في العلاقة بين البلدين وربما وصل سلفا كير لجدوى إزاحتهم من الخريطة هناك والتخلص منهم. أما المرحلة الثانية وهي ما يخص الشمال والجنوب، وعرمان هو الذي يحدث التقاطعات وبالتالي أي تقاطعات سواء أكان في الداخل الجنوبي، فإن سلفا كير في اتجاه إزالته خاصة فيما يتصل بعلاقة الجنوب بشمال السودان، ولأن عرمان يعتبر من أركان اهتزاز تلك العلاقة، فيبدو أن هذا هو هدف الاستدعاء، وذلك بوصفه الأمين العام للحركة الشعبية قطاع الشمال، إضافة إلى أنه مصدر توتر، أتوقع أنه ليس من مصلحته تحسين تلك العلاقة، وأن وجوده بالجنوب مرتبط أصلاً بإبقاء التوتر، لذلك ــ بحسب ربيع ــ أن سلفا كير هذه المرة جاد في مسألة إزالة سوء الفهم بين البلدين، وقد سعى في كل الاتجاهات لأجل ذلك، بدليل تغيير حكومته المفاجئ، وقد خلق له ذلك مشكلات داخلية لا حصر لها.

صحيفة الإنتباهة
فتحية موسى السيد

[/JUSTIFY] ع.ش
Exit mobile version