إنني لا أستطيع أن أكبح جماح نفسي المتمردة على ما يسمى بالنفاق الاجتماعي وسأتركها تعبر عما في دواخلها بكل وضوح وشفافية منطلقا في ذلك من قناعتي بتلك المقولة الحكيمة رأيي صواب يحتمل الخطأ ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب ، فمن وجهة نظري الشخصية لا يوجد علم في هذه الدنيا ينبغي علينا تعلمه لمجرد العلم فقط ، حتى العلم الشرعي الذي تمثل الاستزادة منه حصول خيريّ الدنيا والآخرة ، نجد أنه يدعونا إلى الجمع بين العلم والعمل وإلى استخدام الأسلوب الراقي لبلوغ غاياتنا النبيلة ، وكذلك علوم الدنيا التي نتعلمها لنطوّر بها مهاراتنا وقدراتنا وإمكاناتنا في فن من الفنون ، وفي صنعة من الصناعات أو مهنة من المهن إذا لم نجد سبيلا للاستفادة منها في مجال أعمالنا التي نقوم بها ، ولا يمكن تطبيقها في إتقان حرفتنا التي نمارسها ، أو أن هذه المعرفة التي اكتسبناها أصبحت زائدة عن حاجة مواقعنا الحالية ، فإنها في رأي المتواضع نوعا من الاستثمار الخاسر بل ونوعا من التبذير الممقوت للوقت والجهد والمال فضلا عن أن النسيان سيغتال هذه المعرفة مع مضي فترة من الزمن وكأنها شيئا لم يكن وبذلك نكون لا أرضا قطعنا ولا ظهرا أبقينا ، أو كما نقول في لغتنا الشعبية اللذيذة (تيتي تيتي زي ما رحتي زي ما جيتي) .
من هنا أجدني أخلص لهذه النتيجة وهي أنه لا يوجد شيء اسمه تعلم العلم للعلم فقط ، فهو إما علم مفيد في آخرتنا أو علم مفيد في دنيانا أو علم مفيد في كليهما ، وما عدا ذلك إنما هو نوع من العبث أو الفلسفة التي لا معنى لها .
أحمد بن محمد اليماني
كاتب سعودي
alyamani905@yahoo.Com