هكذا ردت عازة التي تخرجت هذا العام في جامعة السودان..
> هذا صحيح.. فرغم إحباطي الشديد من التقارير الصحفية.. والتصريحات المكررة المملة التي يطلقها يومياً بعض المسؤولين إلا أنني أدمنت قراءة غالبية الجرايد.. وأقضي ساعتين على الأقل كل يوم في إرشيف «الرأي العام» للإطلاع.. ولأسباب بديهية أرى عدم الخوض عن الصحف المفضلة لكاتب هذه السطور ولكني «للمفارقة» اعترف أنني حريص على قراءة «الانتباهة» صحيفة العنصرية والكراهية..
> رأيت أن اكتب هذه المقدمة أو «الرمية» كما يسميها الأستاذ البوني للتعليق على ما كتبته الأستاذة داليا الياس في صحيفة «اليوم التالي» يوم الإثنين حول حلقة من برنامج «المساء الجديد» في قناة النيل الأزرق..
> تبين من قراءتي عمود الأستاذة داليا أن «أولاد ميكي» هم بعض الشباب الذين يتجمعون في شارع النيل الذي لم يعد متكأ للأفكار والأحلام ولا عاد مجالاً جوياً نقياً يعدل المزاج من الشوائب..
لقد أصبح مرتعاً يكتظ بالشخوص من كل حدب وصوب وفئة، حيث يمكنك أن تمارس الفرجة.. تصاب بالدهشة البالغة.. مظاهر ومناظر.. وتسمع كل العبارات النابية والجارحة والمسميات الغريبة التي يتبادلها الشباب ذوو الأعمار الغضة و « الشعور» المفلفلة و. «المشاعر» المنجرفة والبناطيل الناصلة والتي شيرتات الضيقة..
وهكذا وصفت الأستاذة داليا هذه الظاهرة القبيحة.. وتتساءل عن «هوية هذا الميكي الذي أطلق أولاده في شوارعنا وبيئات لا تمت للذوق العام ولا الرجولة بصلة»..
> وتشيد الكاتبة بقناة النيل الازرق وبمعد الحلقات أمين أحمد السيد الذي قرر ان يجعل مساء السبت الجديد في الاسابيع القادمة «أخطر» بفتحه لمثل هذه الملفات الاجتماعية المعتمة بالشباب باعتبارهم بناة المستقبل..
> ونتساءل أيضاً «اي مستقبل ننتظره من احدهم وهو يرتدي قميصاً أحمر فاقع اللون لا يسر الناظرين من فرط التصاقه بجسده الهزيل أو بنطالاً يستميت في التشبث بمؤخرته.. ويكاد يكشف عما يخدش الحياء»..
الحلقة تحدثت عن دوافع امثال هؤلاء من ضحايا الاستلاب الثقافي الذين يلهثون وراء التقليد الأعمى للموضات الوافدة دون مراعاة للحد الفاصل بين الاناقة والبشتنة»..
> ما أثار ضغينة الاستاذة وغيظها «اعتقاد احدهم بان الشعر المنكوش والذقن المشعث والجينز الضيق الذي لم يعرف «الطشت» والاساور النحاسية والسلاسل الطويلة والقصيرة والاحذية الغريبة والمشية المكعوجة يمكن ان تجعل منه رجلاً ذا شأن وفارس أحلام»..
> الاستاذة داليا «أجرت استطلاعاً بين العديد من الفتيات استناداً من الفطرة البشرية التي جبلت على التجاذب الكيماوي بين الجنسين وفق الانطباع الأول والشكل الخارجي لاحدهما بنسبة «مقدرة» وتساءلت عن رأي أولاد ميكي في الأمر إذا علموا أنهم لا يعدون في نظر العديد من الفتيات .. ما لم يكونوا بنات ميكي.. كونهم ثلة من الشباب المستهتر غير المسؤول الذي لا يمكن الاعتماد عليه أو الوثوق في أبوته لأجيال قادمة ذات يوم ..
الاستاذة وقناة النيل الأزرق كلاهما يستحقان الاشادة لطرحهما هذه الظاهرة إلى تؤرق أولياء الأمور.. والحكومة ان شئتا..ولنا عودة للإسهاب في هذا الموضوع في هذه الزاوية إن شاء الله..
أحمد حسن محمد صالح–الراي العام