تيتاوي: الكتاب المصريين،يدعي بعضهم أنه «متخصص في الشأن السوداني» وهم لا يعرفون الفرق ما بين أسوان وكوم أمبو

قال الدكتور عبد الملك عودة وكثيرون غيره من المصريين الخديويين إن السودان هو حديقتهم الخلفية ويقصدون بذلك أن بلادنا أراضٍ مفتوحة لهم يتحركون عليها ويحتلونها متى ما شاءوا.. وهي منطقة خالية من السكان كما يعتقدون.. بدليل أنه أي عبد الملك عودة في مجلة السياسة الدولية طالب ذات مرة بأن تأخذ مصر الأراضي الواقعة على النيل من أسوان وحتى مروي لأن المصريين أهل حضارة.. ويأخذ السودانيون الأراضي الجبلية المحاذية للبحر الأحمر لأنها منطقة جدباء وجبلية، ولأن السودانيين أهل بداوة ورعاة!! تصوروا أنه يطلق عليه لقب مفكر وأستاذ جامعي وكاتب سياسي يعلم أبجديات العمل السياسي وأصول التعامل مع الشعوب الأخرى.
في الآونة الأخيرة ظل بعض الكتاب المصريين يشيرون علناً في كتاباتهم السياسية إلى السودان ويحاولون الإساءة لنا، وهذا الأمر ليس في مصلحتهم.. فهم منغلقون على أنفسهم ومنكفئون على وجوههم لا يرون أبعد من أرنبة أنوفهم.. كتاب لا تسعفهم أخلاقيات المهنة لكي يكونوا«متوازنين» في تناول قضاياهم ومشكلاتهم السياسية، ويدعي بعضهم أنه «متخصص في الشأن السوداني» وهم لا يعرفون الفرق ما بين أسوان وكوم أمبو.. وحلفا وأرقين.. لا يعرفون تاريخ بلادهم ناهيك عن تاريخ السودان العريق الضارب في القدم.. لا يعرفون كم دفع الشعب السوداني من تضحيات ودماء سالت على أرض مصر دفاعاً عن حريتها وكرامتها.. لا يعرفون كيف احتوى مطار وادي سيدنا العسكري ما تبقى من سلاح الطيران المصري بعد أن قصفت الطائرات الإسرائيية عام 67م سلاح الطيران المصري في مطار الماظة «السري!!».. لا يعرفون أن الرئيس عمر البشير قاتل جنباً إلى جنب في حرب أكتوبر على قناة السويس مع المصريين معرضاً حياته للخطر فداءً للأشقاء.
ولم يحركوا ساكناً.. يؤيدون الحكم الدكتاتوري ويؤيدون الانقلاب اللعسكري ويهللون لذلك.. ويؤيدون قتل الحريات وسحل الديمقراطية التي سالت لأجلها دماء الشرفاء في ثورة شعبية نادرة أذهلت العالم في الخامس والعشرين من يناير 2011م.. يؤيدون عزل رئيس انتخبه الشعب بكل حرية وشفافية والقاءه في ما وراء الشمس.. وينصبون أناساً قالت الجماهير فيهم كلمتها وألقت بهم في مزبلة التاريخ.. ما هذا الذي نعيشه ونراه!؟.. ما هذا الظلم الذي يمارسه الإعلام المصري!؟.. التاريخ يسجل كل ذلك والأرشيف سوف يحتفظ بكل الحبر الذي سودت به صفحات الصحف وما قيل ويقال من الفضائيات… والتاريخ لا يرحم!!
الخرطوم :د. محيي الدين تيتاوي:الانتباهة
Exit mobile version