مع الاسف نحن نتعامل مع مثل هذه الاستثمارات في مجال الاطعمة و غيرها من الاعمال الصغيرة و كأننا دولة خليجية يمتلك كل مواطن فيها من عائد النفط و دعم الدولة ما يغنيه عن ممارسة اي عمل يدوي او ادارة متاجر او مطاعم إلا بالكفالة ،لهذا عندما بطرت معيشتنا وتوقفت ايدينا عن البطش وظهر استعدادنا لاستبدل الطاقية بالعقال والقطرة جف انبوب النفط ،وتقلصت وجبات الغذاء من ثلاث الى اثنتين وصارت الرغيفة في حجم متناهي الصغير بعد ان كانت في حجم طارة الكلتش ، ومنذ أيام باعني احد الخبازين العرب في السوق العربي عشر ارغفة خالية من (اللب ) بخمسة جنيهات .. ووصل سعر ساندوتش الشاورما الى عشرة جنيهات في كافتيريات هؤلاء الاجانب اذا رغبت ان يكون بدون السلطة الخضراء وهي في الحقيقة (علف ) !! وهل تصدق ان حلواني يمتلكه وافدون يبيعون كيلو البقلاوة بمبلغ 36 الف جنيه بالقديم ،وان حلاقة شعر الرأس وصلت مائة جنيه في صالون يرتاده الفنانون ويديره اجانب .
يبقى السؤال اذا سكتنا على ذلك ،كم هي الضرائب التي يدفعها هؤلاء البشر ؟ وهل تتضاعف قياسا الى تلك التي يذل ويهان فيها و يطارد صاحب مثل هذه الاعمال من المواطنين .. والمطالب بعكس هؤلاء باستحقاق للتعليم والصحة والعوائد المنزلية وغيرها ؟ ، واذا تجاوزنا في ذلك الحريات الاربع التي تحكم علاقات العمل والتجارة والتملك والتنقل مع مصر ، فلماذا لا تكون هنالك اشتراطات مماثلة مع دول هؤلاء الوافدين تضمن للسودانيين تميزاً في استيراد سلع مثل الملابس الجاهزة من تركيا وسوريا والاردن ولبنان وايضا الفاكهة والمعلبات وغيرها ..وايضا فتح محال هنالك بدون عوائق . الخرطوم:يوسف الشنبلي:الراي العام