{ لكن البعض من مستشاري (صناع القرار) في بلادنا، تعودوا على (تخذيل) و(تقزيم) الموقف السوداني، ووضعه دائماً في خانة المؤخرة! قالوا: إن السودان (أضعف) من أن يتوسط بين (الإخوان) و(الجيش) في “مصر”!! يا سبحان الله.
{ بالأمس نقلت كل الوكالات والفضائيات الدولية أخباراً عن دخول وزيري خارجية “قطر” و”الإمارات” بالإضافة إلى مبعوثين من الاتحادي الأوربي، فضلاً عن مساعد وزير الخارجية الأمريكي، في اجتماعات مع نائب المرشد العام للإخوان المسلمين المهندس “خيرت الشاطر”.
{ هل يمكن أن تنجح وساطة وزير خارجية (الإمارات)، وهي تمثل (العدو) لـ (الإخوان) في كل المنطقة العربية؟! وهل يمكن أن تنجح وساطة وزير خارجية (قطر) ورموز الدولة (العميقة) و(العريقة) في “مصر” بما فيها (الجيش) تناصب “قطر” عداءً مستحكماً ومستمراً من زمن الرئيس الأسبق “حسني مبارك” وإلى عهد الحاكم الحقيقي الآن الفريق “السيسي”؟!
{ فرص (القطريين) و(الإماراتيين) أضعف مرات ومرات من فرصة (السودان) في تقريب الشقة بين الفرقاء في مصر، وإخلاء ميدان (رابعة العدوية) و(النهضة) وبقية الميادين والعودة إلى العملية الديمقراطية وصناديق الاقتراع، ولكن ماذا نقول في المخذلين والمقزمين للدولة السودانية؟!
– 2 – { أزمة إعادة طائرة الرئيس “البشير” إلى “الخرطوم” بعد أن كانت في طريقها إلى “طهران” بسبب رفض سلطات الطيران المدني (السعودية) مرورها عبر أجواء المملكة.. ذات شقين، الأول متعلق بسياستنا (الخارجية)، والثاني ذو صلة بالمعالجات (الإدارية) المتبسطة حتى في ما يتعلق بالملفات الحساسة.
{ لا شك أن هناك (خللاً إدارياً) استغلته السلطات (السعودية) يتعلق بتصديق (عبور) شخصية (سيادية) عليا من دولة أجنبية على متن طائرة خاصة مستأجرة من شركة (سعودية). ولكن هذا لا يمنع أن تقدم القيادة السعودية، ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك “عبد الله” وولي عهده الأمير “سليمان بن عبد العزيز” اعتذاراً رسمياً وسريعاً لرئيس جمهورية السودان المشير “عمر البشير” عبر اتصال هاتفي مباشر.
{ معلوم أن السعودية غير مرتاحة للتواصل السوداني – الإيراني، ولا يسعدها بالتأكيد مشاركة الرئيس “البشير” في حفل تنصيب رئيس (إيراني) جديد. ولكن منع طائرة الرئيس من عبور الأجواء (السعودية) لا يؤدي إلى قطع العلاقات (السودانية) مع (إيران)، بل على العكس ربما يقود إلى تدهور العلاقات مع السعودية. ولا أظن أن القيادة السعودية تريد أن تخلي الساحة السودانية بالكامل للنفوذ والتمدد (الإيراني). ومثل هذه التصرفات قد تفتح أبواب “الخرطوم” واسعة لـ “طهران”، ومرافئ “بورتسودان” للبوارج الإيرانية المسلحة قُبالة السواحل السعودية!!
{ ننتظر معالجة (سعودية) عاجلة للأزمة.
{ اللهم اعتق رقابنا من عذاب النار.
صحيفة المجهر السياسي
[/JUSTIFY]