لموسى هلال قضيَّة أفصح عنها منذ سنوات ولولا علمي بحلم الرجل ورجاحة عقله وأناته التي تتبدَّى من صوته الخفيض وكلماته التي يُحسن انتقاءها لما قلتُ إن له قضية اضطرَّته إلى اللواذ بقبيلته الكبيرة بعيداً عن العاصمة التي يحتل فيها مواقع رفيعة اقتنع بأنَّها لم تُفلح في التبشير برؤيته حول المشكلة التي تعصف الآن بشمال دارفور والتي راح ضحيتها المئات وربما الآلاف في صراعات قبليَّة طاحنة.
موسى هلال طمأن الشعب السُّوداني بأنه لم يتمرَّد ولن يتمرَّد سِيَّما وأنَّ الطرف الذي حاول الاستنصار به هو الجبهة الثوريَّة التي أحدثت في السودان قتلاً ونهباً وتخريباً ما يحول دون ارتماء موسى وأمثاله من الوطنيِّين الأطهار في أحضانها.
علاقتي بموسى قديمة ومتجدِّدة وأعلم علم اليقين أنَّ الرجل رسول سلام ولن يكون في يوم من الأيام داعية حرب وآي القرآن تصدح في شهر القرآن (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيما).
نعم قال موسى هلال.. (أنا لم أتمرَّد.. أنا رجل سوي أعرف قضايا وطني ولن أُستدرج وأُستقطب في عمل ضد الدولة بهذه الكيفيَّة).
قال ذلك بالرغم من أنَّه اعترف بأن (هناك جهات من خارج البلاد تتصل للتحريض ضد الدولة) أعلم تلك الجهات ومن بينها أمريكا التي أعلم أنَّها ظلت تغازله منذ سنوات وكذلك جهات كثيرة أخرى تعلم ما يمثله الرجل من وزن يستطيع أن يغيِّر به كثيراً من موازين القوى.
أعجب أن ينعقد مؤتمر للصلح في الفاشر ويغيب عنه أو يُغيَّب عنه زعيم قبيلة المحاميد وما أدراك ما قبيلة المحاميد.. خطأ مَن هذا يا ترى ولمصلحة مَن يُستعدى موسى هلال من قِبل والي شمال دارفور وهل صحيح ما ذكره الرجل من أنَّ هناك بعض القرارات السياسيَّة التي تستهدفه وقبيلته؟!
موسى تحدَّث عن تأييده للتيَّار الإصلاحي داخل المؤتمر الوطني وعن رؤيته حول حل مشكلة التمرُّد في دارفور بل حول مشكلات السُّودان جميعها فهلاّ استمعنا إليه قبل فوات الأوان!![/JUSTIFY]
الطيب مصطفى
صحيفة الإنتباهة