ماذا قال الخبراء حول مبادرة رئيس الجمهورية

[JUSTIFY]د. كرشوم: هذا هو كرت الضمان لنجاح مبادرة رئيس الجمهوريَّة..عبد الرسول النور: الحديث عن مبادرة سابق لأوانه..إبراهيم نايل: تمثل رؤية حقيقيَّة لعدم وصول الاتفاقيات السابقة لسلام

يبدو أن الأزمات المتلاحقة والتي تزداد تعقيدًا بمرور الوقت فضلاً عن الاضطرابات التي اكتنفت بعض دول الجوار وما لذلك من انعكاسات سلبية على الأوضاع الداخليَّة رفعت من حساسية الحكومة لاستشعار المخاطر المحدقة بالبلاد، وربما كانت النفرة القومية التي دشنها المجلس الوطني خير برهان على ذلك، وعلى مستوى رئاسة الجمهورية ها هو النائب الاول علي عثمان محمد طه يزيح الستار في فاشر السلطان عن مبادرة شاملة يعكف عليها رئيس الجمهورية عمر البشير لحلحلة أزمات الحروب في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق بجانب إقليم دارفور خاصة بعد تأزم الأوضاع في عدد من دول الجوار والذي انعكس سلبًا على الإقليم… «الإنتباهة» حاولت أن تجري استقراءً حول المبادرة مع طائفة من السياسيين والمتابعين للشأن العام:

تشابك الملفات الداخليَّة والإقليميَّة الكاتب الصحفي د. حسين كرشوم ذهب الى ربط مجمل القضايا الداخلية بدولة جنوب السودان ولفت الى انَّ التعديل السياسي الكبير الذي اجراه رئيس الجنوب سلفا كير ميارديت ودفع من خلاله لحكومته بعناصر بعض منها كان ضمن عضوية المؤتمر الوطني قبل الانفصال مما يشير الى توجهه الجديد والايجابي حيال العلاقات بين البلدين، وذكر سلفا انه ينتظر من البشير ان يخطو ذات الخطوة بإبعاد العناصر التي تباعد بين تسوية العلاقات السياسية بين البلدين، فمبادرة الرئيس تصب في هذا الإطار من خلال التعديل الوزاري الكبير المرتقب ــ واعادة هيكلة النظام السياسي في البلاد وثمة اطار آخر من خلاله فسَّر مبادرة الرئيس الا وهو البعد الإقليمي، فقد استجدَّت اوضاع متباينة في عدد من الدول من قبيل مصر وافريقيا الوسطى فضلاً عن توجه السودان نحو علاقات استراتيجية مع اثيوبيا واريتريا علاوة على الاتحاد الافريقي الذي اصبح صاحب قرار وقوة يعتد بها خاصة بعد قراره بتجميد عضوية مصر عقب الانقلاب العسكري الذي اطاح الرئيس المنتخب محمد مرسي وسياق ثالث فسَّر من خلاله مبادرة البشير وهو ان قوات الآفريكوم الأمريكية ستبدأ من شهر اغسطس القادم في مساندة قرارات مجلس السلم والامن الافريقي وذلك بالتنسيق بين الطرفين كما جاء في كلمة السفير الأمريكي باثيوبيا ابان احتفالات الاتحاد الإفريقي بمرور نصف قرن على تكوينه في مايو الماضي وعطفًا على ذلك يشير كرشوم الى ان مبادرة البشير تتكئ على اتصالات واسعة اجراها مع قادة الأحزب السياسية منها لقائه مع رئيس الاتحادي الديمقراطي الأصل محمد عثمان الميرغني ولقاءاته مع قيادات حزب الأمة القومي فضلاً عن المقابلات التي اجراها مع طائفة من الشخصيات السياسية القومية التي قدمت جملة من النصائح من خلال المبادرات المتعددة التي دفعت بها للرئيس، واكد كرشوم ان شمولية المشاورات التي اجراها البشير هي كرت الضمان لنجاح مبادرته التي هو بصددها الآن. الحوار هو الحل ويقول القيادي السياسي عبد الرسول النور: فى اعتقادى ان الوقت مبكر لكى نحكم على هذه المبادرة، وحسب تجاربنا السابقة مع هذه الحكومة هي عبارة عن مبادرة تكتيكية، في حين أنَّ المفترض ان تجمع المبادرة اهل السودان كافة، اما الحديث عن مبادرة فى هذا الوقت فهو حديث سابق لأوانه، وحتى الآن انا لم اسمع بها وانا شخصيًا ارحب بحل قضايا السودان عن طريق الحوار الذي يشمل الجميع، فالحوار هو الوسيلة لحل ازمة السودان خاصة ان مشكلات السودان قد وصلت إلى حد غير مسبوق والخطر الموجود فى الوقت الحالي لم يمر على السودان قط، واذا كانت بنود الحوار واضحة فبالإمكان ان تتحقق الاهداف المرجوة منها لكن اذا كان الحديث عن مجرد تشكيل حكومة جديدة وتغيير وزراء فقد جربنا هذا من قبل ولم ينجح خاصة ان حكومة مجلس الوزراء تحتوى على 80 وزيرًا ويجب على الحكومة ان تعقد مؤتمر «مائدة مستديرة» لمعالجة قضايا البلاد ثم تتجه بعد ذلك للمشاركة فى حكم البلاد على نحو يتفق عليه الجميع ولكى نقفل الأبواب أمام الأجندة الأجنبية والحربية والقبلية والحزبية ونتقدم بخطى واضحة كما فعلت جنوب افريقيا التى عملت بحوار المعالجة ونتج عن ذلك نظام حكم ثابت. أرضًا سلاح وعلى النقيض مما سبق يرى ابراهيم نايل ايدام عضو مجلس الثورة هذه المبادرة ليست تكتيكية وهى عبارة عن رؤية حقيقية لان جميع الاتفاقات التى تمت في السابق لم تأت بسلام لذلك الرئيس رأى انه لا بد من مخاطبة اساس الازمة الحقيقية واصحاب الاصل فى المشكلات لأن الوطن يسع الجميع خاصة أن الثروة والسلطة لم يتم تقسيمها بالطريقة الصحيحة لذلك اصبح القتل موجودًا، وهذه المبادرة هدفها ان يضع السودان البندقية فى الأرض ويمكن الوصول الى سلام بالجلوس للحوار واحترام الشخص الآخر فالمواطن يريد توفير الخدمات الأساسية والضرورية وتقاسم متطلبات الحياة سواسية بين الجميع وهذا نوع من العدل لا بد منه والآن السيد الرئيس وصل الى قناعة بوجود مسؤولين فى كراسيهم منذ قيام الانقاذ وليس لهم عطاء وانا شخصيًا متفائل بهذه المبادرة.
الاعتراف بالأزمة اما صالح محمود القيادي بالحزب الشيوعي فقد اردف قائلاً إذا لم تنتج عن المبادرة مواقف وخطط واضحة تظل المبادرة شأنها شأن العهود السابقة وعبَّر عن اعتقاده من أن دعوة الرئيس الى اجراء تسوية سياسية شاملة بين فرقاء السياسة فى البلاد تفضى الى معالجات جذرية لكل القضايا واضاف ان المبادرة دعوة ايجابية وفيها اعتراف بأن البلد يمر بأزمة.

ثانيًا من الواضح ان هنالك تيارات ومجموعات داخل المؤتمر الوطنى ليس لها رأى واضح وظهر ذلك فى الاتفاق الأخير مع دولة جنوب السودان كذلك هنالك مجموعات تعارض اتفاق الدوحة والالتزامات الو اضحة للحكومة من خلاله فضلاً عن ان التزام الحكومة بمبادرات جادة مع القوى السياسية حول موضوع الدستور القادم اصبح مجرد وعود فقط وسبق للمؤتمر الوطنى ان حسم الدستور وهذا واضح فى تصريحات المسؤولين والمبادرة سوف تظل عبارة عن مجرد وعود لا غير.

ترحيب مشروط ويرى أمين بناني رئيس حزب العدالة الاجتماعي أن فكرة المبادرة مرحَّب بها باعتبارها خطوة طالبوا بها كثيرًا ويجب أن يتقدَّم بها السيد الرئيس باعتباره رئيس الجمهورية والقائد العام للقوات المسلحة، أما إذا كانت مبادرة يتبنَّاها المؤتمر الوطني فلن نعيرها اهتمامًا وسوف تكون عبارة عن مناورة واستهلاك سياسى لا اكثر، واذا كانت من قيادات المؤتمر الوطنى فلا اريد ان اعلق عليها لأنها سوف تكون مضيعة للوقت لأن المؤتمر الوطنى غير مؤهل للتقدم بزي مبادرة لحل أزمات البلاد.

صحيفة الإنتباهة

[/JUSTIFY]
Exit mobile version