تشكو نساء بريطانيا من ان شكاوى 80% منهن من آلام ووخزات الصدر، لا تؤخذ بجدية لأن الأطباء يعتبرونها ناجمة عن متاعب نفسية، وبالتالي يتعرض عدد كبير من نساء بريطانيا لنوبات قلبية قاتلة لأن الأطباء يستخفون بشكاواهن، (يقال إن سيدة عادت إلى طبيب الأسنان الذي كان قد ثبت لها حشية (حشوة) في أحد أضراسها قبل أيام قليلة لتشكو من أن هناك فجوة كبيرة في نفس الضرس، وفحص الطبيب الضرس وطمأنها بأن الحشية ثابتة، ولكن السيدة قالت له: ولكن عندما ألمس الضرس بطرف لساني أحس بوجود فجوة، فكان رد الطبيب: أنت عارفة طبعا أن لسان المرأة مبرمج على «المبالغة»)، ولا داعي للزعل مني يا معشر النساء، لأنني نقلت فقط روايات ووقائع تؤكد أنكن تتعرضن للظلم.. وفي الآونة الأخيرة لم يعد الأمر يقتصر على اتهام النساء بأنهن يتمارضن ويهولن أوضاعهن الصحية فقد وجد الأطباء شماعة جديدة يعلقون عليها معظم شكاوانا الصحية رجالا ونساء: الحساسية.. التهاب العين حساسية.. الإسهال الشديد حساسية.. ضيق التنفس حساسية.. الحسد حساسية.. تساقط الشعر حساسية.. ونمو الشعر الزائد حساسية… ويا خوفي من ان يتم تشخيص أعراض إنفلونزا البعير والحمير بأنها أيضا حساسية… ولعل السر في ذلك ان شركات تصنيع الأدوية باتت تفبرك حساسيات جديدة لزيادة تسويق أنواع جديدة من مضادات الهيستامين، وبالتأكيد فإن الحياة المعاصرة بملوثاتها العديدة ساعدت في الانتشار الوبائي لمختلف صنوف الحساسية، ولكن إلقاء تبعة كل مرض على الحساسية، لا يختلف عن تبرير تخلفنا المريع في العديد من مجالات المعرفة بأنه ناجم عن «خصوصيتنا»!! وقد بلغ السخف شأوا عاليا عندما قال طبيب نفساني بريطاني ان حالة الاكتئاب والحزن الذي تعاني منها السيدة جيني وايات تسببت فيها ثلاجتها الجديدة لأمر يتعلق بمرور التيار الكهربائي فيها، لأن الحالة بدأت معها، مع وصول الثلاجة الجديدة،.. أما توني دوهيرتي وهو ايضا بريطاني من ايرلندا فقد افلت من السجن رغم انه حاول قتل أبيه خنقا في بلفاست، ولكن محاميه قال انه، كان قد أكل ملء كيسين من رقائق البطاطا قبل الحادث، وانه يعاني من حساسية بطاطا سببت له الهيجان الذي قاده إلى محاولة القتل، أما اغرب حالات الحساسية فكانت تلك التي تناقلتها الصحف مؤخرا عن الرجل الإيطالي المحكوم عليه بالسجن، والذي نال إجازة مدتها ثلاثة ايام يقضيها مع زوجته لأنه حسن السلوك في السجن، وتوجه الرجل إلى بيته وبعد ساعة واحدة قضاها هناك، اتصل بإدارة السجن قائلا: ألو… الضابط المناوب.. أنا روبرتو لورينزو.. السجين رقم 765، نعم، السجين الحاصل على إجازة 3 أيام.. أرجوك ابعث لي بسيارة… الله يخليك بسرعة، لأنني اريد ان اعود إلى السجن… السبب؟ السجن أحب إلى من الجلوس مع زوجتي البائسة النقناقة الكئيبة البايخة أُم دم ثقيل! تصدق يا حضرة الضابط انها تشاجرت معي بعد ثلاث دقائق من وصولي إلى البيت بعد غيبة دامت سنتين؟ قسما عظما ما ترسلون السيارة الحين ستضطرون إلى الحكم علي بالسجن المؤبد لأنني سأصيب زوجتي بعاهة تجعلها فاقدة القدرة على النطق!! يا سيد يا محترم انت لا تعرف هذه الولية كما اعرفها،.. إنها تسبب لكل من يتعامل معها حساسية تجاه جنس النساء، وقد حسبت ان ابتعادي عنها بعض الوقت جعلها أكثر رقة ورومانسية، ولكنها مثل ذيل الكلب لا يمكن تقويم اعوجاجه!!!.. وبالطبع لم يتردد الضابط في إرسال سيارة فارهة للسجين، ليعود إلى زنزانته ليعيش فيها مرتاح البال!! ولن أستطيع التعقيب على حكاية هذا المناضل الإيطالي، لأن حماتي تقيم معنا هذه الأيام، ولست ممن يلقون بأنفسهم في دروب التهلكة!![/JUSTIFY]
جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]