بينما ربط الخبير الأمني الأمين الحسن في حديثه لـ«الانتباهة» الحادثة بالحالة التي تدور في فلكها الحركات المسلحة ووضعية الجبهة الثورية بعد أن أحكمت الحكومة عليها الخناق في وقت شدَّدت فيه المعارضة من عزمها على إسقاط الحكومة بقوة السلاح، ويقول أمين إن الجبهة الثورية باعتمادها على السلاح ضيَّعت على نفسها احتمالية دخولها في اتفاقات جديدة مع الحكومة تقضي لها بالسلام والمشاركة في الحراك السياسي الدائر في البلاد، وقال إنهم الآن صاروا أعداءً بعد الخروقات الكثيرة والكبيرة التي ارتُكبت من جانبهم في حق الممتلكات العامة وممتلكات المواطنين في كل المناطق التي دخلوها بغتة. وذهب إلى أن محاولة الاستيلاء على المحروقات من قبل هذه القوات يحدد حجم المعاناة التي تعتريهم وأن الفرصة الآن مواتية لهم أيضاً لارتكاب جرم آخر يشبه سابقه إن لم ترعوِ الحكومة والأجهزة الأمنية المرابطة، مؤكداً أن غياب القانون والعمل به في كل مناطق السودان هو السبب الرئيس لحدوث هذه الخروقات الأمنية في مناطق شاسعة من ولايات السودان، وأضاف الحسن أن الحكومة بحاجة إلى رؤية إستراتيجية أمنية جديدة تستطيع من خلالها إحكام السيطرة على كل المناطق من خلال التقسيمات المحليَّة الكثيرة المتَّبعة في الحكم من محليات وولايات وغيرها مما هو متبع في الحكم الفيدرالي والمحلي.
ويرجع سعادة الفريق أول ركن محمد محمود جامع في حديث مشابه لـ«الانتباهة» أن ركون الحكومة لكل من يحمل السلاح وإشراك كل حملة السلاح الذين دخلت معهم في مفاوضات شجع الآخرين على حمل السلاح وحتى وإن لم يكن هناك قضية. منادياً بإعمال القانون والحكم بين الناس بالعدل والرجوع بالمجتمع السوداني لما كان عليه لتفادي هذه العوائق، ونادى حملة السلاح بإحكام صوت العقل لتجنيب البلاد المآلات المريرة، في وقت اعتبر فيه البعض التصعيد العسكري من جانب «الثورية» محاولة لتعزيز موقفها التفاوضي في ظل إرهاصات الترتيبات الجارية للتفاوض بين الحكومة والحركات المسلحة. ويقول عضو الحركة الإسلامية محمد أحمد ماجد في تصريح لـ«الإنتباهة» أن ما يحدث الآن هو تحالف للجبهة الثورية التي تضم الحركات المسلحة والحركة الشعبية قطاع الشمال وهو تحالف واضح يريدون منه فرض مفاهيم وقيم جديدة بقوة السلاح. وأكد ماجد أنه بعزيمة القوات المسلحة لن يستطيعوا تحقيق أحلامهم. كما كشف أن ما يجري في مصر لم يحدث في السودان وذلك لأن طبيعة الشعب السوداني مسالم ولم يقدم على مجاراة الأحداث بدول الجوار.
صحيفة الإنتباهة
[/JUSTIFY]