حكومة سلفاكير الجديدة.. هل تصلح ما أفسده الدهر

[JUSTIFY]منذ أن حل رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت حكومته السابقة، والخرطوم تضع يدها علي قلبها، خوفا من ان يأتي القدر بحكومة تزيد الطين (بله) ولا تلبي أشواق الحالمين بمستقبل علاقات أفضل مع الجارة الجديدة، وظل قلبها معلق كل صباح، ولحظات الانتظار المريرة ترخي السمع لأجهزة الإعلام عماذا يدور في جعبة رجل المخابرات الذي يحكم الجنوب، وبماذا سيخرج للخرطوم التي تنتظر بفارغ الصبر، وما هي المفاجأة التي يحملها القدر؟؟ هل ستكون سارة أم محزنة؟؟، خاصة وان العلاقة بين الدولتين قد دخلت نفقاً مظلماً بعد اللقاء الأخير الذي استضافته الخرطوم ولم يثمر عم شئ يذكر.

أعلن سلفاكير حكومته الجديدة وسط دهشة البعض، فالوجوه التي حملت الحقائب الوزارية معظمها من أصدقاء الخرطوم، مما فتح باب التكهنات واسعاً، بأن سلفاكير ربما يرغب في فتح صفحة جديدة مع السودان بعد الوضع المتأزم الذي وصلت له العلاقة بين الدولتين والتردي الاقتصادي الذي يضربهما بسبب توقف ضخ النفط المورد الرئيس الذي تعتمد عليه دولة الجنوب في ميزانيتها، رغم ان سلفاكير أوضح ان قرار حل الحكومة وتعيين أخري جديدة جاء في أطار تقليص عدد الوزارات لخفض الإنفاق العام من أجل دعم التنمية في البلاد.

واعتبر مراقبون أن الحكومة الجنوبية الجديدة قد تكون بمثابة بارقة أمل وخطوة ايجابية تجاه علاقة البلدين بعد خروج معظم الأسماء ذات المواقف المتشددة صوب الخرطوم.

وفي ذات الوقت حملت قمة دولة البحيرات العظمي مؤشرات واضحة لما ستسفر عنه الأيام القادمة، خاصة بعد ان تبادل وفقدي البلدين عبارات ودية وهادئة تشير الي إقبالهما علي (علاقة حميمة) بالفعل أكد الرئيس سلفاكير بعض التكهنات من خلال حديثه في أول ظهور إعلامي له بعد تشكيل الحكومة الجديدة وقال:”إنه لآنية لديه لخوض حرب مع الخرطوم، والعودة بالعلاقات الي الوراء”، وشدد علي استمرار جوبا في الحوار مع السودان لأنه يمثل الحل الوحيد لحل الخلافات، وتابع “مازال لدينا الكثير من الطرق السلمية لحل الخلافات، ولم نفقد الأمل في حلها، وسنواصل المفاوضات مع الخرطوم لمنع إغلاق خط النفط، واتخذنا كافة الإجراءات الكفيلة بمنع أي ضرر لخط النفط أو معدات الضخ إذا كانت الخرطوم جادة في موعدها بإغلاق النفط”.

وفي الخرطوم، احتفت الحكومة بالتطورات التي شهدتها دولة الجنوب، وقالت علي لسان مساعد الرئيس نافع علي نافع في تصريحات، “ان ما تشهده دولة جنوب السودان من تطورات سياسية مؤشراً علي حسم الحكومة هناك لأمرها في التوجه نحو إصلاح العلاقات مع السودان”، مردفاً:”نعتقد أن ما يحدث سيعينهم علي تطوير علاقتهم مع السودان وتنفيذ اتفاقية التعاون، وهذا ما نرجوه ونأمل أن تكون هناك علاقات قوية جداً ومستقرة وتعاونية بين الشمال والجنوب” .

أمال: الخبير الاستراتيجي والباحث الأكاديمي النور ادم اعتبر في حديثه لـ(الحرة) أن أي حديث عن نتائج ما يحدث في الجنوب علي العلاقة بين البلدين مبكراً، ولن يخرج عن دائرة التكهنات، لأن مآلات الأوضاع بالجنوب لا تقف عند إعلان حكومة جديدة، ولكنها في ذات الوقت تعبر مؤشراً ايجابياً لتغيير متوقع يطرأ علي العلاقات بين الدولتين، خاصة وان سلفاكير اختار الأسماء التي لها خبرة في التعامل مع حكومة السودان وتعرف الشمال جديداً، مما يشير الي انه يطمح لتغيير الخارطة السياسية التي تتحكم في سير العلاقات، ليحل محلها أخري ذات مؤشرات إيجابية تنهي الاحتقان الذي استطال منذ الانفصال.

صحيفة الحرة
رشان أوشي

[/JUSTIFY]
Exit mobile version