نصيحة للحريم : قلوب الرجال آبري

[ALIGN=CENTER]نصيحة للحريم : قلوب الرجال آبري [/ALIGN] [ALIGN=JUSTIFY]في واحد من اركان نقاش الاتجاة الاسلامي (الزمان) الساخنة جدا، ومعركة انتخابات اتحاد الطلاب السودانيين في اوجها .. جلست في صحبة مجموعة من الصديقات اتابع حديث الاستاذ (حسين خوجلي) وقد تجاذبتني الحيرة والدهشة ما بين سحر بيانه وبين طريقته المميزة في الحديث، بينما كان يعتلي منصة الخطابة ويرسل صواريخ المكاواة صوب منصة (التجمع) التي كان يمتطي صهوتها الرفيق المشاغب (محمد جعفر) ..
فقد كانت المرة الأولى التي اجلس فيها لاستمع للاستاذ بصورة مباشرة، واعترف بتنازعي وحيرتي المقرونة بالاستمتاع لمتابعته وهو يناكف ويعتمد المكاواة منهجا للحديث بدلا عن مقارعة الحجج .. ربما كانت تلك هي طريقة ادراة اركان النقاش في جامعة الخرطوم وقتها لكننا لم نكن متعودين عليها في الاسكندرية ..
خرجت من كل تلك الهيلمانة و(الجوطة) يومها بوصف غريب ما زلت احتفظ به ضمن فهرسي للتشبيهات اللذيذة، فقد وصف الاستاذ حسين خوجلي الشيوعيين بأن قلوبهم (آبري) كناية عن هشاشتها وتكسرها في حب (مايو) آبان بداياتها الحمراء .. واستدل على ذلك بـ(جيتنا وفيك ملامحنا) رائعة محجوب شريف واستاذنا وردي المعتذر عنها !
ما علينا .. اللفة دي كلها عشان نصل لمعلومة جديدة قديمة تبرع بها احد مستشاري مشاكل الزواج في حلقة من برنامج (اوبرا) ضمن الترويج لكتابه الذي رصد فيه الاسباب التي تدفع الرجل لخيانة زوجته.
فقد قال ذلك المستشار لا فض فوه بأن السبب الاول في تحول قلب الرجل عن امرأة حياة هو احساسه بالتهميش وفقدان الحنان، لان قلب الرجل بطبعه ضعيف ورقيق ولكنه يجيد اخفاء ذلك بادعاء القوة والصلابة .. ويحتاج بشدة لان تحيطه امرأته بالرعاية والحنان والاهتمام كما تفعل الأم مع صغيرها، ولذلك عندما يفتقد ذلك الاهتمام والرعاية عند زوجته يتلفت بحثا عن مصدر بديل للحنان .. ومن هنا تأتي الثغرة التي تدخل منها (رياح الطبيق) يا المطيرة عينيك !
كلام هذا المستشار يطابق مقولة قديمة تقول (الرجل طفل كبير) .. وهي عباره كثيرا ما تتردد في مجالس النساء مازحات في بعض الاحيان وجادات احيانا اخرى ..
وتعتقد البعض من الفالحات والعارفات بطرق مسايسة ومسايرة ازواجهن، بان تلك العبارة تثير غضب الرجل، بالذات إذا سمعها الرجل من زوجته لانها بذلك ترفع الستر عن حقيقة يجاهد الرجل لانكارها، ويجتهد ايما اجتهاد في اخفائها وقد تغيب عن ادراكه هو ذاتو فينكرها ويتغابى فيها العرفة عندما تذكرها الزوجه امامه.
لذلك يجب على المرأة ان تتعامل مع رجلها كـ طفل عندما تحس انه بحاجة لذلك دون أن تشير الى الموضوع على نظام (شوفني قاعدة ادلّعك كيف) .. فمعاملة المرأة لزوجها كواحد من ابنائها بل واكثر ابنائها دلالا، ترفعها في عينيه درجات وتاني (ما بشوف زول بيشبهها)، لكن شريطة ان تفعل ذلك دون أن تجيب سيرة بحر (الطفولة) والعيال المدلعين!
والسؤال هنا متى يحتاج الرجل لظهور الطفل الذي بداخله .. فهو يظهر كلما اشتاق الرجل للحنان ورغب في معرفة مقدار الحب والمكانة التي تضعه فيها شريكة حياته
فـ (دلع الرجل) موجود وحقيقي، رغم ان الكثير من الرجال يرفض أن يعترف بذلك على العلن ..
ويعتقد علماء النفس أن مقولة (بداخل كل رجل كبير طفل صغير) مقولة صحيحة للغاية، ولعل في الكشف عن طفولة أي إنسان ما يفيدنا في فهم هذه الحقيقة (الطفولية) وخاصة في ظل علاقة الطفل بأمه وطبيعة هذه العلاقة سواء أكانت تتسم بالسواء أم بالخلل. بل يؤكد العلماء بان داخل كل إنسان ذكراً كان أو أنثى طفل صغير يعني ما الرجال براهم العيال – ويسمى في علم النفس باسم (المشاعر)، فالمشاعر تعبر عن نفسها بـ (الطفولة) وهي واحدة من ثلاثة وجوه تتكون منهم الشخصية الإنسانية، والوجهان الآخران هما (العقل) و(السلطة) وبالتالي فكل إنسان يشتمل في داخله على الثلاثة وجوه، والفرق بين كل إنسان وآخر هو مدى (طغيان) كل وجه على الآخر.
وأنا – غايتو- اعتقد أن الرجل الشرقي والسوداني على وجة الخصوص تربى على ان يكون محور الاهتمام طيلة حياته، نظراً لتقاليدنا التي تميز الولد بعض الشيء عن البنت فالمرأة دائماً تتمنى أن يكون أول مولود لها ولدً، وعندما يولد يلقى التدليل دائماً ولا يقوم بأي شيء في المنزل مثلاً وتجاب له كل طلباته حتى من قبل أن يطلبها، وبالتالي فالولد عنده الرغبة دائماً في أن يظل مدللاً طيلة حياته، وتُلبى له طلباته كلها.
شفتوا كيف يا نسوان؟ .. خلن بالكن الرجل طفل كبير وكمان قلوبو (آبري) .. يعني ما الشيوعيين براهم .. والراجل منهم يعمل فيها قلبو (قُدّ من حجر) .. صلابة وتماسكا ولكنو في الحقيقة علي الهبشة .. (كش) بنكسر ..![/ALIGN] لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com
Exit mobile version