وأوضحت الجمعية أن الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي المزمن وتناول الكحول وغيرها من السموم، والإصابة بأمراض التمثيل الغذائية وكذلك أمراض المناعة الذاتية، تندرج ضمن أكثر العوامل المؤدية إلى الإصابة بتليف الكبد.
ويتطور تليف الكبد لدى أغلب الأشخاص على مدار العديد من الأعوام، مما قد يؤدي إلى حدوث قصور في بعض الوظائف الحيوية في الجسم كالتخلص من السموم وعملية الهضم وتخثر الدم، كما يمكن أن تتسبب الندبات الموجودة على الكبد في عدم سريان الدم بداخله بشكل سليم.
الأعراض
وأوضحت الجمعية أنه غالبا لا تظهر أي أعراض للإصابة بتليف الكبد في مراحله الأولى، لافتة إلى أنه قد يتسبب فقط في ظهور بعض التغيرات الجلدية كالإصابة بالوحمة العنكبوتية أو احمرار راحة اليدين. كما يعاني المرضى غالبا من ضعف جسمي ويصبحون أكثر عرضة للإصابة بالأمراض.
أما في المراحل اللاحقة فقد يصاب المريض بالاستسقاء، ونزيف ناتج عن توسع الأوردة الموجودة في المعدة أو المريء، وقد يصل الأمر إلى الإصابة بنوبات غيبوبة ناتجة عما يسمى بـ”الاعتلال الدماغي الكبدي”. أما في المراحل المتأخرة فقد يصاب المريض باضطرابات ذهنية ونوبات نزيف داخلي وفشل كبدي، وربما يتطور الأمر إلى الإصابة بسرطان الكبد.
ولعلاج تليف الكبد، شددت الجمعية على ضرورة اكتشاف سبب الإصابة به إن أمكن وعلاجه، إذ يمكن بذلك إيقاف الأضرار اللاحقة بالكبد أو على الأقل إبطاء مسارها، ولكن غالبا دون القضاء على المرض.
لا يوجد شفاء تام
وأردفت الجمعية أنه قلما يمكن الشفاء من هذا المرض المزمن بشكل تام، حتى وإن تمت معالجة المرض المسبب له كعلاج التهاب الكبد الوبائي “ج” مثلا، لافتة إلى أنه لا توجد أية أدوية أو مستحضرات نباتية يمكنها الحد من التليف الكبدي هذا.
وإذا بدأ ظهور مضاعفات ناتجة عن هذا المرض فيمكن علاجها. ولفتت الجمعية إلى أن إجراء جراحة لزراعة الكبد قد تكون وسيلة لإنقاذ المريض في المراحل النهائية من الإصابة بتليف الكبد.
وللوقاية من تليف الكبد من الأساس، أوصت الجمعية الأشخاص الأصحاء بضرورة تلقي تطعيم ضد الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي “ب” والامتناع عن الخمور.
وأردفت أنه ينبغي على أي شخص عند الاشتباه في إصابته بمرض في الكبد -من خلال فحص وظائف الكبد مثلا- أن يراجع الطبيب لإجراء الفحوصات والاختبارات اللازمة. مطمئنة أنه حتى إذا تحقق من أنه مصاب بمرض كبدي مزمن فيمكنه الحيلولة دون إصابة الكبد بأضرار تؤدي إلى الإصابة بتليف الكبد، وذلك من خلال اتباع أسلوب حياة صحي وتلقي العلاج المناسب.[/JUSTIFY]
الجزيرة نت