فعرمان لا يخدم مشروعًا وطنيًا وإنما مشروعات تآمرية معادية للوطن السودان. فهو يتبع للجبهة الثورية التي اعتدت على أم روابة وأب كرشولا والسدرة.
المهم في الأمر هو أن تشكيل حكومة جوبا الجديد يضم الشيخ عبد الله دينق نيال، وهذا هو عنصر المفاجأة في الخبر، والملاحظ أنه هو الأبرز والألمع داخل الحكومة الجديدة، فقد استبق سلفا كير قادة الحركة الشعبية البارزين هذه المرة وجاء بأسماء غير معروفة لأغلب الناس خاصة في السودان. وإذا كان عبد الله دينق سيمسك بملفين من أهم الملفات هما الكهرباء والمياه. الكهرباء قد تستورد بعضها جوبا من بعض دول الجوار في المستقبل، أما المياه فهي في الساحة الإقليمية تنشأ الآن حولها المعارك بين أهل المنابع وأهل المصب، ودولة الجنوب تعتبر نفسها جزءاً من المنابع.. فهناك الأمطار الغزيرة والمجاري الموسمية. لكن دولة الجنوب يمر بها النيل الأبيض، ونسبة مياهه في حوض النيل لا تزيد على أربعة عشر بالمائة وكانت ستزيد لو لم يندلع التمرد عام 1983م، وهو الذي بدأ بتعطيل العمل في قناة جونقلي التي تهدف للاستفادة من المياه التي تضيع بسبب التبخر. إن جون قرنق إذن إعتدى على مشروع قناة جونقلي، لكن هل سيعيدها عبد الله دينق سيرتها الأولى بعد انفصال الجنوب إذ لم يعد يقال إنها مشروع «جلابَّة» كما كان يقول قرنق؟!.
سبحان الله.. اختار سلفاكير ابن قبيلته المسلم عبد الله دينق نيال وزيراً في حكومته، وفي حكومته لأسباب مختلفة غاب صقور الحركة الشعبية دينق ألور وباقان أموم وربيكا قرنق. وإذا كان سلفا كير قد اختار عبد الله دينق وزيراً، فليته يختار ابن الشلك الدكتور يوناس بول دي منيال وزيراً للخارجية وهي حقيبة لم يُحسب أمرها، ويوناس مسلم «وأنصار سنة».. لكن انتماءه القبلي يمكن أن يعوِّض عن ابن عمه باقان أموم في التوازن القبلي هناك.
صحيفة الإنتباهة
خالد حسن كسلا