لي مقال قديم اسمه (سوق الشاشة) كتبته قبل سنوات عندما تعرضت لحادث مروري كاد أن يؤدى وقتها (لهلاكي) وأفراد أسرتي بسبب تلك اللوحات (البلازمية) الضخمة التى تم وضعها علي تقاطعات الشوارع الرئيسة والتى تطلق وهجاً يصيب عيني السائق بالعمي المؤقت لثوان كفيلة بأن تجعله ينتقل إلى العالم الآخر .
واذكر انني وعند بداية وضع هذه الشاشات الضخمة على مفترق الطرقات الهامة وبعد كتابتى لذلك المقال محذراً قد تلقيت ً من إحدى الشركات (المستفيده) من هذه (اللافتات القاتلة) مكالمة هاتفية تحذيريه (مجهولة الرقم) تطلب مني التوقف عن الكتابة عن هذا الموضوع و(السكوت) حتى لا يتم إسكاتي (نوووهايئ) ولكن لأن العبدلله ما عندو حاجة يخاف عليها (لا فلل لا عمارات لا عملات في البنوك وللا في (البيوت) ده غير إنو مرشح (للموت طبعن) في أى لحظة بسبب (خلطة) من الأمراض (الما بتمهل الزول) كإنسداد شرايين القلب إضافة للسكر والضغط لذلك كانت نتيجة التهديد أنني لم أكتف بالإستمرار في الكتابة فقط بل قمت بمقابلة سعادة الأخ اللواء المسئول عن المرور في تلك الأيام (نسيت إسمو عشان كده ممكن تضيفوا للأمراض أعلاه الزهايمر برضو) !
ويبدو أن مقابلتى مع الأخ اللواء شرطة مدير المرور حينها قد أثمرت بالفعل فلم تمض فترة زمنية قليلة حتى إنتشرت هذه اللوحات في معظم الصواني والتقاطعات ! في الوقت الذى قامت فيه معظم دول العالم بمنع وجود مثل هذه الشاشات على التقاطعات والصوانى لما تسببه من (تشتيت) لذهن السائق من خلال محاولته لرؤية ما يدور على تلك الشاشات المتوهجة (وهو الغرض من وضعها وكان غلطان قولوا ليا) ! ولكن مسئولينا الذين يتحدثون عن سلامة الطريق وينصحونك بعدم التحدث في جهاز الموبايل اثناء القيادة (شوف تحدث ساى) لا يجدون أى غضاضة فى وضع مثل هذه الشاشات المتوهجة التى تبث إرسالها على مدار الساعة .. (مش بتجيب قروش إن شاء الله ما يفضل زول) !
العبد لله من الناس المفروض (ما يفضلوا) ليس بسبب هذه الشاشات التى كادت أن تودينا في ستين ألف داهية أنا وأسرتى قبل عدة أعوام .. ولكن بسبب حاجة جديدة و(غريبة) .. أول أمس الخميس وبينما كنت أقود عربتي عائداً للمنزل (وحدي لحسن الحظ) من مباني (قناة النيل الأزرق) بعد أن قمت وأخى (أبوالجعافر) بتسجيل برنامج سهرة (سوف تشاهدونه قريباً) وعندما وصلت إلى شارع الزعيم الأزهري (شارع كبري شمبات من ناحية بيت المال) حاولت أن أقطع الشارع من الجنوب إلى الشمال .. توقفت على طرف الشارع محاولاً أن أجد فرصة تنعدم فيها السيارات القادمة من (بحري) لأغتنمها وأعبر .. ولكن كانت على يميني مباشرة (لوحة إعلانية) تحجب تمااااماً رؤيتى للعربات القادمة .. قلت لنفسي ربما هذه اللافتة (القاتلة) وضعهتها جهة ما دون أخذ تصديق من الجهات المسئولة (مثلا) إلا أننى عندما تلفت يمينا ويساراً وجدت أن عدداً مقدراً من هذه اللافتات مثبتة على طول الشارع (يعنى القصة موت جماعي) بل إن أحداهن مثبتة أمام مبنى (قومندانية الشرطة) مباشرة .. .. المهم أننى في ظل حجب هذه اللافتة رؤيتى للسيارات القادمة قلت لنفسي : الكاتل الله والحى الله .. وحاولت العبور لتأتي من هنالك حافلة ركاب (فاتحة فتح شديد) ولولا عناية الله تعالى الذي أراد لنا (ميتة) غير هذه الميتة لصار العبدلله أحد ضحايا الإهمال واللا مسئولية التى اصبحت سمة بارزة من سمات من يتولون أمور العباد في هذه البلاد (الما عندها وجيع) ولشاهدتم أثناءء بث تلك السهرة التى ورد ذكرها شريطاً أسفل الشاشة مكتوب عليه : الكاتب الراحل (الفاتح جبرا) !
كسرة :
بمناسبة الأرواح دى .. قديماً كانت بصات (كرري أم درمان) تتحرك من أمام محلات (العدني) وقد كان هنالك شرطي مرور (متلح) أحد السائقين .. وكل يوم يوقفو .. الخطر اليمين ده مكسور (ويحرر ليهو مخالفة) .. النور الطويل ما شغال (ويحرر ليهو مخالفة ) .. الما عارف شنو .. (ويحرر ليهو مخالفة) .. قام صاحبنا مشي المنطقة (ظبط الباص) ظبطة شديدة وتاني يوم لاقاهو (العسكري) ووقفو :
– شغل الإشارات .. شغلا
– شغل الخترات .. شغلا
– شغل المنشات .. شغلا
– جر نور قصير.. جراهو
– جر نور طويل .. جراهو
– أضرب البوري .. ضربو
– (يخرج الدفتر وهو يشير إلى الجداد المربوط على قناية فى أعلى الباص راسو تحت ورجلينو فوق ) : هسه الأرواح دى بيعلقوها كده !![/JUSTIFY]
الفاتح جبرا
ساخر سبيل
[email]gabra-media@hotmail.com[/email]