ما من شك في ان النساء مولعات بتقليد الرجال في أمور كثيرة، وربما كان مردّ ذلك عقدة الذكورية التي تحدث عنها عمّنا فرويد، أو إحساس النساء بأن كل ما يفعله الرجل ينم عن استمتاعه بحقوق حُرمت منها المرأة، ويفسر ذلك الزيادة المطّردة في عدد النساء اللواتي يدخنّ التبغ، فبينما يقل عدد الرجال المدخنين فوق سن الأربعين بمعدلات عالية ومطردة، بات عدد النساء المدخنات والمحششات في ارتفاع مطرد، وفي شرقنا العربي اصبح استخدام النساء للشيشة ينتشر وبائيا، مما يعزز وجهة النظر الفرويدية!! فالشيشة هي مظهر الفحولة والمرجلة لجأ اليها الرجال للتنفيس عن غيظهم المكبوت لبؤس حالهم، فمع كل شفطة يقوم الماء المخزون في الابريق السفلي من الشيشة بمحاكاة حركة وصوت الغليان، ثم ينفث ابو شوارب الدخان وهو يقول «أُف وبف».. وفي مدينة خليجية رأيت شابات يجلسن داخل سيارات بالقرب من مقاهي الشيشة وينزلن الدريشة (الشباك/ النافذة) فيأتي الجرسون حاملا عدة الشيشة فتتسلم كل واحدة المبسم وتجلس داخل السيارة وهي تحس بأنها زبيدة حرم المرحوم هارون الرشيد، ولسان حالها يقول: طز في هيلاري كليتنون.. وش يعني مسوية حالها وزيرة خارجية أمريكا بس اتحداها لو تقدر تشفط الشيشة مثلي (لا أريد لكلمة طز ان تموت بوفاة معمر القذافي، ومن ثم استخدمها بين الحين والآخر إحياء لذكراه حتى يتسنى للقراء ان يدعوا الله ألا يبتليهم بواحد مثله).
ولكن احتمالات الإصابة بسرطان الرئة عند النساء ضعف احتمالات الاصابة عند الرجال، للاختلاف البيولوجي بين الجنسين وخاصة اختلاف أنسجة الرئة، وبسبب وجود هرمون الانوثة اوستروجين عند النساء، وقد اتضح ان جسم الأنثى لا يستطيع مجاراة جسم الرجل في التعامل مع نحو خمسين عنصرا أو أكثر مسببة للسرطان في التبغ، وتلك العناصر تسمى «الكارسينوجينات»، وهي عند الرجال – لحكمة يعلمها الله – تفقد سميتها ويتم افرازها مع البول، بينما تتحول عند النساء إلى مواد كارسينوجينية اخرى تسبب تشوهات في الجينات المقاومة للسرطان او تؤدي إلى ما يوصف بانتحار تلك الجيناتوبما ان شهادتي في كل ما يتعلق بالنساء مجروحة بسبب تحاملي المعروف على النساء، لا بد من إيضاح ان الحقائق أعلاه منقولة بالمسطرة عن تقرير صدر عن مركز سلون كيترنج لأبحاث السرطان في نيويورك، يحمل توقيع «وليّة» اسمها ديان ستوفر… وبالمناسبة فإن كل مدمني الشيشة كذابون لأنهم يزعمون أنهم لا يدعون الدخان يدخل رئاتهم/ صدورهم.. بل هو يدخل أبو رئاتهم وشفطة الشيشة الواحدة (النَفَسْ) الواحد بأربع سيجارات من التبغ الركيك.
ولا افهم لماذا تحرص النساء على تقليد الرجال في كل شيء.. لماذا اصبح البنطلون الرجالي زيا نسائيا مفضلا رغم ان تشكيلة الازياء النسائية تبلغ مائة ضعف التشكيلة الرجالية؟ وهنا لا بد ان اوجه التحية إلى أولئك الشبان الغيورين على مكاسب الرجل والذين عبروا عن استيائهم من تقليد النساء للرجال، فردّوا لهنّ الصّاع صاعين بأن صاروا يلبسون الاقراط في آذانهم والسلاسل في اعناقهم ويطيلون اظافرهم استعدادا للنزال ضد العدو (المرأة)، ثم جاءت موضة البنطلون الرجالي الذي لا يستر الجزء العلوي من الأرداف!! وتلك فقط البداية فما لم ترعو النساء فإن شبابنا البواسل سيطلون شفاههم بالأحمر ويستخدمون المسكارا حتى يصبحوا «مسخارا»، وقد بدأت بعض العواصم العربية في تنظيم مسابقات الجمال الرجالية في مؤشر خطير للتصعيد.. فانجُ سعد فقد هلك سعيد! في نوفمبر المنصرم مثُل أربعة شبان أمام قاض في نيويورك فوجدوا لافتة في صدر المحكمة تقول: لا أحد يريد النظر في مؤخراتكم ثم أرغمهم على «رفع» بنطلوناتهم وربطها بالأحزمة حتى تقوم بواجبها الأصلي وهو «الستر». كان أستاذنا بحر العلوم عبدالله الطيب عميدا لكلية الآداب بجامعة الخرطوم عندما لفت انتباهه فتاة تجلس على كنبة واضعة رجلا فوق رجل وهي ترتدي تنورة قصيرة فسأل طالبا: في أي كلية تدرس هذه الفتاة فقال له: في الآداب، فركض أستاذنا مبتعدا وهو يقول: انج بنفسك يا عبدالله.[/JUSTIFY]
جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]