الغياظون من أصحاب المطاعم يكتبون في لوحات معلقة على جدران مطاعهم (بكرة الأكل مجاناً) إشارة الى أن هذا لن يتحقق أبدا فغداً إن شاء الله تبدأ المحادثات لحل القضايا العالقة بين دولتي السودان الجنوبية والقديمة في أديس أببا والقضايا العالقة كم هو معلوم هو اسم الدلع للمشاكل القائمة بين البلدين من نفط وحدود وتبادل أذى والذي منه تلك المشاكل التي كان ينبغي أن تحل قبل استقلال الجنوب (خلاص خلينا كلمة انفصال) وكل الدلائل التي بين أيدينا تشير الى أن الوصول الى اتفاق بين البلدين مثل عبارة بكرة الأكل مجان المعلقة في ذلك المطعم بالسوق العربي في الخرطوم.
*آخر جولة مفاوضات بين البلدين وفي ذات أديس أببا وبرعاية ذات الراعي أي الاتحاد الافريقي الذي يمثله امبيكي وزعماء معتزلون آخرون انفضت ليس دون التوصل الى اتفاق إنما بل عمقت الجراحات حيث بالغ الوفدان في رفع سقف مطالبهما كمثال لذلك طلب وفد السودان أن تكون ضريبة مرور برميل البترول عبر أراضيه 36 دولاراً بينما عرض وفد الجنوب أقل من دولار فقط لاغير فلك أن تتخيل الفرق بين 36 دولارا وأقل من دولار واحد!!! وذات الفرق او المسافة بين الرقمين ينطبق على القضايا الأخرى ولكن بمعايير مختلفة بطبيعة الحال.
*بين جولة المحادثات الأخيرة (المطرشقة) وبين مفاوضات الغد التي سوف (تطرشق) مرت مياه كثيرة تحت الجسر فالسيد سلفا زار إسرائيل قادما لها من أمريكا وقد وعدته إسرائيل بإعانات في كافة الصعد على رأسها الأمنية ثم أعلن أوباما رفع المساعدات العسكرية عن جنوب السودان وربما يكون جنرالاته المناط بهم تقدير حجم المساعدات قد وصلوا جوبا. على الصعيد الداخلي تم اغتيال جورج اتور قائد التمرد على دولة الجنوب ولكن من ناحية أخرى حدثت معارك قبلية طاحنة في ولاية جنقلى بين اللونوير والمورلي والدينكا بور أما حكومة الخرطوم فقد تخلصت من خليل ابراهيم ودعمت علاقاتها مع تشاد وليبيا وتلقت دعما دولاريا ربما من قطر أوقف زحف الدولار على الجنيه السوداني ولكن الأزمة الاقتصادية مازالت متفاقمة.
*تبادل الاتهامات والحرب الكلامية وصلت مرحلة متقدمة جدا فباقان اموم قال إن حكومته سوف تضم أبيي إليها قتالا او رشوة أي أنها تعرض على الخرطوم فدية مالية كبيرة على رأسها (بترول كتير) إلا والقتال سيكون الحل وتقول الأنباء إن هناك تحركات عسكرية جنوبية حول أبيي. المسيرية من جانبهم ردوا على باقان قائلين (نسيبتك) أي أنهم جاهزون للحرب. وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين رفع لافتة لجوبا مكتوب عليها شعارنا امسح واكسح. سلفاكير يقول إن الخرطوم أسرفت في سرقة بترول الجنوب. رد عليه نافع بالقول (نحن عارفين منو السرق بترول الجنوب) أي رد التهمة عليه.
*حزم الوفدان حقائبهما وتوجها إلى أديس أببا حتى لا يوصف أي منهما أنه رفض المفاوضات دون تغيير في الوجوه أو اللغة أو الوسيط فالطرفان رفضا الوساطة المصرية التي هي نفسها أقرب لعزومة المراكبية ياربي في معجزة سوف تهبط عليهما في أديس أببا أم أن زمان المعجزات قد ولى؟[/JUSTIFY]
حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]