{ ليست هناك دولة (عربية) أو (أفريقية) تتمتع بثقة (إخوان مصر)، كما تحتفظ بعلاقات جيدة مع الأحزاب والفصائل السياسية الأخرى، مثل ما يتوفر للسودان. وقد نجح سفيرنا في “القاهرة” الدكتور “كمال حسن علي” في إدارة هذه العلاقات باحترافية عالية، منذ أن كان مسؤولاً عن مكتب (المؤتمر الوطني) في “مصر”.
{ لا يمكننا – كشعب سوداني – أن نقف متفرجين على إزهاق مئات الأرواح (الصائمة) في “مصر”، في أيام (الرحمة) و(المغفرة) من هذا الشهر المعظم، وحكومتنا التي تمثلنا لا ينبغي لها أن تكتفي بصلاة التراويح والدعاء، دون أن تسعى إلى تغيير (المنكر) بإيقاف المذابح في بلد الأزهر، بيدها ولسانها، وهي قادرة على فعل ذلك.
{ يبدو غريباً أن يتوسط السودان بين الفرقاء اللبنانيين، ويبعث الرئيس “البشير” قبل أكثر من ثلاث سنوات بالدكتور “مصطفى عثمان اسماعيل” موفداً إلى “دمشق” و”بيروت”، وتتابع الفضائيات اللبنانية لقاءات د.”مصطفى” بـ “نبيه بري” و”الحريري” الصغير و”وليد جنبلاط”، رغم أن الإخوة (اللبنانيين) في تاريخ مواقفهم السياسية لا يعتبرون السودان جزءاً من (الأعماق) العربية!! يبدو غريباً أن يتدخل السودان في الشأن (اللبناني)، ولا يحفل بالشأن (المصري)، بينما هو الأقدر – حالياً – على حل الأزمة (المصرية) أكثر من قدرته على حل مشكلة دارفور وجبال النوبة!!
{ فالرئيس “مرسي” والمرشد العام للإخوان في “مصر” “محمد بديع” ، ونائبه الأول “خيرت الشاطر” لا يمكنهم أن يثقوا – الآن – في وسيط (عربي) غير السودان، فإذا كان أمين عام الجامعة العربية وهو (مصري) سافر إلى أوروبا، ليقنع اتحادها بأن ما حدث في مصر ليس (انقلاباً)، وإنما (ثورة)، فماذا ينتظر (الإخوان) من الجامعة العربية؟!
{ أتوقع أن يكون الرئيس “البشير” قد فكر في قيادة (الوساطة) – بنفسه – بين الفريق “السيسي” ومشايعيه من قوى (ميدان التحرير)، وجماعة (الإخوان المسلمين) التي نجحت في البقاء بميدان (رابعة العدوية) في مدينة “نصر” لعشرين يوماً قاسية من شهر رمضان، وبحشود مليونية ضخمة، إضافة إلى ميادين أخرى في (الصعيد) و”إسكندرية” وغيرها من مدن الجمهورية.
{ الحل الوسط في رأيي أن يتم تشكيل حكومة قومية جديدة يشارك فيها (الإخوان)، مع الدعوة لانتخابات رئاسية وبرلمانية (مبكرة)، على أن يعود (الجيش) إلى ثكناته، مع إيقاف كافة المحاكمات (التعسفية) الجارية ضد (الإخوان)، وإطلاق سراح جميع المعتقلين.
{ اللهم اغفر لنا.. وارحمنا.
صحيفة المجهر السياسي
[/JUSTIFY]