وبيّن القاضي انه التقى بالزيدي اول من امس بحضور المدعي العام وقاضي التحقيق وايضا محام قامت المحكمة بتعيينه للدفاع عنه وان المتهم رفض ان تقوم هيئة الدفاع المشكلة من قبل المؤسسة التي يعمل (قناة البغدادية) بها بالدفاع عنه، وان لديه تحفظات حول قيام احد المحامين الذين سبق ان رافع في قضية الرئيس السابق صدام حسين بالدفاع عنه. وكان خليل الدليمي، رئيس هيئة الدفاع عن الرئيس السابق، قد اعلن في عمان «ان العمل يجري على قدم وساق من أجل إنشاء هيئة دولية للدفاع عن الصحافي العراقي».
واوضح القاضي ان الزيدي كان متعاونا مع القضاء العراقي بشكل جيد وانه سيحاكم وفق المادة القضائية 223 من قانون العقوبات وهي الاعتداء على مسؤول دولة اجنبية وحكمها ـ بحسب كلام القاضي ـ يتراوح ما بين خمس سنوات الى 15 سنة وانه من الممكن تخفيف الحكم الى سنة واحدة وبحسب قناعة او قرار القاضي الذي يصدر الحكم، خاصة انه وحتى الان لم ترد للمحكمة اي دعوى ضده لا من قبل الرئيس الاميركي ولا من قبل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.
وفيما اذا كانت هناك إمكانية للافراج عن الزيدي بيّن القاضي ان «القضية الآن اخذت منحى آخر، فهناك اعتراف بارتكاب فعل يعاقب عليه القانون وايضا هناك حق عام يجب ان تتخذ اجراءات بصدده حتى وان تنازل الطرف الاخر عن حقه، والحق العام كما اسلفنا يشير الى امكانية الحكم من 5 ـ 15 عاما ومن حق القاضي التخفيف دون ذلك وحتى امكانية الحكم عليه مع ايقاف التنفيذ».
على الصعيد نفسه أكد عبد المهدي المطيري أحد المحامين الذين تطوعوا للدفاع عن الزيدي ان قضاة المحكمة المركزية منعوا المحامين من لقاء الزيدي أول من امس لأنه لم يتم توكيلهم من قبله رسميا، مؤكدا لـ«الشرق الاوسط» ان ألف محام عراقي تطوعوا للدفاع عنه وقد حررت وكالات واعطيت للمحكمة ليتم توقيعها من قبل الزيدي. من جهته طالب زياد العجيلي، رئيس مرصد الحريات الصحافية (مؤسسة مستقلة للدفاع عن الحريات الصحافية في العراق)، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بالعفو عن الزيدي وقال «لا نؤيّد هذا النوع من التصرّف كوسيلة للتعبير عن رأي أو معتقد، ولكن من المفترض أن يحث هدوء الرئيس بوش والرئيس المالكي في التعليق على الحادث القضاء العراقي على العفو عن منتظر الزيدي». وتواصلت أمس رودود الفعل عراقيا وعربيا ودوليا على الواقعة. فقد تظاهر مئات الأشخاص في حي الأعظمية في بغداد أمس للمطالبة بإيقاف الملاحقات القضائية بحق الزيدي. وهتف المتظاهرون بشعارات تطالب الحكومة العراقي بإطلاق سراح الزيدي كونه «بطل العراق وأسد الرافدين». الى ذلك، قال وزير الثقافة السوري، الدكتور رياض نعسان أغا، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إنه كمثقف عربي شعر بـ«السرور» من طريقة تعبير الزيدي عن رأيه في سياسات بوش تجاه بلاده ، معتبرا أن «قذفه بوش بالحذاء أفضل كثيرا من وضع حزام ناسف وتفجير نفسه في المكان بوجود الرئيس الأميركي». وأضاف على هامش مشاركته في ملتقى المنتجين العرب في القاهرة امس أن «الزيدي عبر عن مشاعر العالم كله تجاه بوش».
ونظم اعتصام أمس في الجامعة اللبنانية في بيروت تضامنا مع الزيدي . وتجمع عشرات الطلاب في حرم الجامعة في منطقة المزرعة في غرب بيروت وحملوا لافتات مشيدة بمنتظر الزيدي ومهاجمة للاميركيين وسياستهم في العراق وللحكومة العراقية، ومنددة بحصار قطاع غزة. ومن العبارات المكتوبة «حذاؤك يا منتظر تاج رؤوس العملاء والمجرمين».
وفي بكين قال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية في تصريحات نقلتها الصحف الصينية أمس انه فوجئ بحادث القاء صحافي حذاءه على الرئيس الاميركي جورج بوش، لكنه نجح في جعل الصحافيين الحاضرين يضحكون. وخلال المؤتمر الصحافي التقليدي في الوزارة في بكين الثلاثاء، قطع الناطق ليو جيانشاو جو الجدية الذي كان سائدا، قائلا «هذا الحادث جعلني ادرك انه علي ألا اهتم بالذين يرفعون ايديهم لطرح سؤال بل للذين يخلعون احذيتهم» ايضا. واثار تصريح الناطق الصيني ضحكا في القاعة، في حدث نادر جدا في هذا البلد.
بغداد : نصير العلي :الشرق الاوسط [/ALIGN]