وبين هؤلاء وهؤلاء حظى ولي العهد البريطاني إبن الأمير وليام والدوقة كيت بإهتمام إعلامي وشعبي كبيرين فى بريطانيا حتى قبل أن يولد، فقد ترصدت الجموع المُترقبة وصوله الميمون وتتبعت أخباره منذ أن كان جنيناً في بطن أمه ومن ثم عمت الفرحة حينما أُعُلن جنسه (ذكراً) بل و تصدرت أخبار المولود المحظوظ ولي العهد البريطاني الذي يأتي فى المرتبة الثالثة من ولاية العرش بعد الأمير تشارلز والأمير وليام، فأخذ مكتب الأمير وليام يُدلى بالتصريحات واحداً تلو الآخر على شاكلة جنس الجنين ومن ثم ميعاد المخاض حين حبس الشعب البريطاني أنفاسه مذ أُعلان نقل الدوقة إلى المستشفى وهي في حالة مخاض و من ثم إعلان لحظة الولادة موثقة باليوم والساعة والدقيقة والثانية و ووزن المولود ولون عينيه و لون شعره وووووو!
عمت المملكة المتحدة احتفالات شعبية ورسيمة وأُطلقت المدفعية 41 طلقة في حديقة غرين بارك كما أُطلق مِن بُرج لندن الأثري 62 طلقة تحيةً للأمير الجديد، وتوالت الإحتفالات إثرْ خروج الأميرة كيت من المستشفى و أُصدِرَ أمرُ ملكي بمنح كل المواليد فى هذا اليوم (المبارك) عملة ذهبية عليها صورة الملكة (ومن جاور السعيد يسعد) و تسابقت التكهنات والتخمينات عن إسم المولود الذي سيكتب فى دفاتِر التاريخ وريثاً للعرش حيثُ لم يُصرح بإسمه حتى الآن لأن العائلة المالكة لاتزال تحاول اختيار اسم للطفل الثالث في ترتيب تولي العرش في المملكة المتحدة!
وحتى ينوب المنكوبين من الحظ جانب فقد وظفّت السفارة البريطانية في بيروت مناسبة ولادة ابن الأمير وليام والدوقة كيت لإطلاق حملة تبرعات يعود ريعها للأطفال السوريين النازحين في لبنان ولسان حالهم يقول (مِن جاه الملوك نلوك)!
ليس للإنسان يد في إختيار مصيره ولا والديه ولا الظروف التي يولد فيها وإلا لما إختار طفل أن يولد في معسكرات اللجوء والنزوح في دارفور لأب مفقود و أم قاصرة لا يسمع صرخات مخاضها المكتوم بالهم أحد ولا يفرح معها بصرخات مولودها إلا القليلون ولا تجد عناءً في إختيار إسم الطفل لأنه لا يُهم أياً كان إسمه ما دام مجهول المصير، مُظلم المستقبل لن تُخلده صفحات التاريخ، فهو ليس ولياً للعهد ولا حفيداً للملكة وبين هذا وذاك لا يسعنا إلا أن نقول لله في خلقه شؤون وهو يؤتي المُلك من يشاء!
همسات – عبير زين