وقد صرح مسؤولون في الجهاز بأنهم كانوا يستعرضون الحادث، بما في ذلك الإجراءات التي تبعها حراس بوش أثناء زيارته غير المعلنة إلى بغداد. لكنهم أضافوا أنهم يعتقدون بأن رد فعل الحرس كان ملائما في موقف كان كل الحاضرين فيه قد خضعوا بالفعل لتفتيش أمني مكثف.
لكن بعض خبراء الأمن ووكلاء سابقين راجعوا أشرطة الاعتداء، توقعوا أن يملي تغييرات بسيطة من أجل تحسين اجراءات حماية الرئيس.
ويقول رونالد تي ويليامز، العميل السابق في الجهاز «من المرجح أن يتخذوا قرارا بزيادة عدد الحراس حول الرئيس وسيجرون بعض التعديلات، فإذا ألقي حذاء مجددا، يمكنهم أن يعترضوه، أو على الأقل يوفرون غطاء لحماية الرئيس».
وقال مسؤولون في الجهاز إن حراسهم بدأوا في التحرك بمجرد أن رمى الصحافي فردة الحذاء الأولى. وصرح إد دونوفان، المتحدث باسم الوكالة، أن الفيديو يظهر الحرس وهم يتحركون بسرعة من جانبي الصالة. وقال: «نعتقد بأن رد الفعل كان مناسبا. ويمكنك أن ترى الحرس وهم يستجيبون بعد أن ألقيت فردة الحذاء الأولى». وقال دونوفان إن جميع الحاضرين في المؤتمر الصحافي قد مروا بالفعل بعدة مستويات من الإجراءات الأمنية وتم تفتيشهم مرات عديدة. ولكنه أضاف أن الوكالة على الرغم من ذلك تراجع أداءها. وأضاف «اننا أشد المنتقدين لأنفسنا. وستتم مراجعة الحادث لمعرفة ما إذا كان هناك أي شيء يمكننا أن نغيره. ونحن نجتهد دائما حتى تصبح الوكالة أفضل».
ويقول باتريك لينون، العميل السابق، إنه بعد رؤية الفيديو، كان لديه انطباع بأن العملاء بدوا أبطأ في رد الفعل مما كان يتوقع. ويضيف: «اعتقدت أنهم كانوا سيردون بعد فردة الحذاء الأولى». ويعلل بأن العملاء الذين كانوا يحرسون بوش لم يستطيعوا التحرك للوقوف أمامه على الفور لأن مواقعهم كانت على جانبي الصالة. ويقول لينون، الذي يرأس شركة استشارات أمنية في روكفيل في ميريلاند: «حمدا لله، يبدو أن بوش كان يمارس لعبة تفادي الكرة عندما كان شابا، فقد كانت استجابته سريعة وكنت فخورا به».
ويقول جوزيف فانك، وهو ايضا عميل سابق، إنه عندما شاهد شريط الحادث للمرة الأولى، كان يعتقد أنه على الحراس أن يتحركوا أسرع، على الأقل لإيقاف فردة الحذاء الثانية. لكنه، بعد أن درس شريط الفيديو، غير رأيه وقال «في عالم مثالي، كان عليهم أن يتمكنوا من الرجل قبل أن يلقي فردة الحذاء الأولى. ولكن بعد مشاهدة الأشرطة بدقة، كانت الضربات سريعة إلى حد ما وأشك في أن أية قوة أمنية أو جهة تنفيذ قانون كان يمكنها أن تتصرف في الوقت المناسب لإيقاف فردة الحذاء الثانية». وبعد إلقاء الفردة الثانية، تعامل العملاء مع المعتدي وطرحوه أرضا.
ويثنى فانك وعملاء سابقون آخرون على أفراد حراسة الرئيس لعدم الإفراط في رد الفعل أو إطلاق الرصاص على رامي الحذاء. ويوضح فانك، الذي ساعدت شركته يو إس سافتي آند سكيوريتي في سيفيرنا بارك في ميريلاند على توفير الحماية للرئيس المنتخب باراك أوباما في بداية الحملة الانتخابية، أنه إذا لم يكن الشيء المقذوف من المحتمل أن يقتل الرئيس، يتحرك الحراس لاستخدام القوة البدنية لمنع المهاجم بدلا من القوة القاتلة «ونظرا للوجود في غرفة مزدحمة بالحاضرين، كانت الأضرار الجانبية ستكون كبيرة».
ويشير حادث بغداد أيضا إلى بروتوكولات تدريبية أخرى، حيث يوضح شريط الحادث كيفية تحرك العملاء باتجاه الرئيس، وأجزاء أخرى من الغرفة في حين تعامل عدد آخر مع الصحافي العراقي، بمساعدة صحافيين آخرين وأفراد الأمن العراقيين. ويقول ويليامز، الذي يدير حاليا شركة تالون للخدمات التنفيذية في فاونتان فالي، إن العملاء مدربون جيدا على أن المهاجم الأول قد يصرف الأنظار بقذف شيء ما، مثل حذاء، حتى يصوب مهاجم ثان طلقة قاتلة واضحة. ويوضح ويليامز: «إنه مثل اللعب في منطقة الدفاع. لا يهرع جميع العملاء إلى الرجل. لأنهم مدربون على المراقبة في حالة الهجوم المضلل».
ويعتقد البيت الأبيض والمسؤولون العراقيون أن وجود حراس شخصيين يحومون حول الرئيس كان سيبعث برسالة خاطئة. ويقول فانك «كان ذلك سيعطي انطباعا بأن الأمور ما زالت كما كانت في عهد صدام».
واشنطن: جوليان بارنز * :* نقلا عن «الشرق الأوسط» [/ALIGN]